تاريخ النشر: الأربعاء 27 ذو القعدة 1439 هـ - 8-8-2018 م
التقييم:
رقم الفتوى: 380821
45950
0
98
السؤال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان بعدي نبي لكان عمر)، لماذا لم يقل: (لكان أبا بكر)، وأبو بكر أفضل من عمر! ؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث رواه الإمام أحمد (17405)، وا لترمذي (3686)، و الحاكم (4495) من طريق مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. وقد اختلف فيه أهل العلم: فمنهم من صححه، ومنهم من أعلَّه، وممن صححه: الحاكم ، ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي ، وكذا حسنه الألباني في صحيح الترمذي. وممن أعلَّه الإمام أحمد، كما في المنتخب من علل الخلال (ص 191): قال إبراهيم بن الحارث: إن أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - سئل عن حديث عقبة بن الحارث: (لو كان بعدي نبي لكان عمر)؟ فقال: "اضرب عليه؛ فإنه عندي منكر". انتهى. وعلى القول بصحة الحديث؛ يأتي سؤالك: لماذا قال: لو كان بعدي نبي لكان عمر ، ولم يقل: (لكان أبا بكر)، فإن أبا بكر - رضي الله عنه- أفضل من عمر باتفاق أهل السنة؟
فللعلماء في ذلك أقوال:
منها: أنه خص عمر بالذكر؛ لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الواقعات التي نزل القرآن بها، فوافق فيها قوله ما نزل من القرآن بعد؛ فكان قريبًا من النبوة قربه من القرآن، إلا أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
في حديث: لو كان بعدي نبي لكان عمر
وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علتان:
العلة الأولى: إبراهيم بن عثمان ، أبو شيبة الكوفي ، اتفق النقاد على ضعفه ، فضعفه
أحمد وابن معين ، بل قال فيه ابن المبارك: ارم به ، وقال الترمذي: منكر الحديث ،
وقال النسائي: متروك الحديث. ينظر: " تهذيب التهذيب " (1/145)
العلة الثانية: الانقطاع ، فقد قالوا في ترجمة إبراهيم بن عثمان إنه لم يسمع من
الحكم سوى حديث واحد ، ولم يذكروا هذا الحديث ، وقالوا في ترجمة الحكم بن عتيبة إنه
لم يسمع من مقسم سوى خمسة أحاديث ، ليس هذا منها ، فضلا عما اشتهر به من التدليس. ينظر: " تهذيب التهذيب " (2/434)
ولذلك ضعف الحديث ابن عدي في " الكامل " (8/507)، وابن حجر في " الإصابة " (1/94)،
وابن كثير في " البداية والنهاية " (8/248) طبعة دار هجر ، والسخاوي في " المقاصد
الحسنة " (ص/406)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
" هذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم هذا متروك الحديث ، وتابعه بقية عن الحكم به ،
أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن يونس: أنبأنا سعد ابن أوس أبو زيد الأنصاري:
أنبأنا بقية عنه. و ( بقية) مدلس وقد عنعنه ، فمن المحتمل أن يكون تلقاه عن
إبراهيم هذا أو غيره من المتهمين ثم دلسه! ثم إن في الطريق إليه محمد بن يونس - وهو الكديمي – وضَّاع " انتهى من " السلسلة
الضعيفة " (رقم/3202)، وانظر: (رقم/220)
وللحديث شاهد يرويه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (3/138) عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما مرفوعا: ( لو عاش إبراهيم لكان نبيا)، ولكنه ضعيف جدا أيضا ، فيه ثابت
بن أبي صفية ، أبو حمزة الثمالي ، قال فيه الإمام أحمد: ضعيف ، ليس بشيء ، وقال
أبو حاتم وأبو زرعة: لين الحديث.
(لو كان بعدي نبي لكان عمر) هل قيلت في غير عمر رضي الله عنه
وفي أرشيف ملتقى أهل الحديث-5 (144/ 498) قال العضو أبو عبد الله السبيعي: (يذكر عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قوله: لو كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي لكان ابن تيمية!!! فما صحة هذه المقولة عنه؟). فرد العضو الديولي عليه فقال: (قد سمعت في بعض أشرطة الشيخ أحد الإخوة يقول هذه الكلمة عن شيخ الإسلام للشيخ فضحك الشيخ ولم يقل شيئا. قلت: وأصل هذه المقولة قيلت عن أبي محمد عبد الله الجويني والد إمام الحرمين كما ذكر السبكي في طبقاته عن القشيري أنه قال: كان أئمتنا في عصره والمحققون من أصحابنا يعتقدون فيه من الكمال والفضل والخصال الحميدة أنه لو جاز أن يبعث الله نبيا في عصره لما كان إلا هو، من حسن طريقته وزهده وكمال فضله... ). قلت وائل: وهذه الكلمة على كل حال فيها غلو لا ينبغي لكن لا يأثم من قالها مجتهدا أو مقلدا أو متأولا والله تعالى أعلم.
سبب تخصيص النبي لعمر في قوله كان بعدي نبي لكان عمر - إسلام ويب - مركز الفتوى
(7) ميزان الاعتدال ـ ترجمة رشدين بن سعد المهري 2 / 49. (8) كنز العمال 12 / 597. شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة (3) تأليف: (آية الله السيد علي الحسيني الميلاني (دام ظله))
خامسا:
معلوم عند أهل اللغة أن كلمة ( لو) لا تدلّ على إمكانية وقوع المعلق ؛ وإنما يقول
النحويون إنها حرف امتناع لامتناع ، يعني امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وذلك كثير
في القرآن الكريم ، كقول الله تعالى: ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا
يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا) الإسراء/42، وقوله
عز وجل: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) الأنبياء/22،
فهل يقول عاقل إن هذه الآيات دليل على جواز أن يكون مع الله آلهة أخرى ؟! فكذلك سياق الحديث الشريف يدل دلالة ظاهرة على أن المقصود التمثيل والافتراض ،
والافتراض لا يعني جواز الوقوع ، بل قد يفترض المستحيل شرعا للوصول إلى مقصد
التشبيه والتمثيل أو التدليل. سادسا:
الاستدلال بآثار الصحابة فيه إلزام ظاهر لهم أيضا ، وذلك في قول ابن أبي أوفى – كما
سبق نقله مما رواه البخاري – ( إلا أنه لا نبي بعده)، فهي جملة صريحة في نفي
النبوة عن غير النبي صلى الله عليه وسلم ممن يأتي بعده.
وتحققت النبوءة حين ارتد «الرجال» ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين. زيد بن عمر الخطاب. ** لما ارتدت بنو حنيفة (12هـ) بقيادة مسيلمة الكذاب وبتحريض عدو الله الرَّجال بن عنْفُوة، أرسل أبو بكر - رضي الله عنه - جيشا لقتالهم بقيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه -، وكان عدد المرتدين ١٠٠ ألف وعدد المسلمين ٢١ ألف، واستشهد في هذه الملحمة زيد بن الخطاب. ** كان زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - يحمل راية المسلمين يوم اليمامة، وقد انكشف المسلمون حتى ظهرت بنو حنيفة على الرحال، فجعل زيد بن الخطاب يقول: "أما الرحال فلا رحال، وأما الرجال فلا رجال"، ثم جعل يصيح بأعلى صوته: "اللهم إني اعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل" وجعل يشد بالراية يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قُتل -رحمة الله عليه- ووقعت الراية، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه - فقال المسلمون: "يا سالم إنا نخاف أن نؤتي من قبلك" فقال: "بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي" وقاتل حتى استشهد. وكان حفظة القرآن من الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: "يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم"، وتحنط خطيب الأنصار وحامل لوائهم « ثابت بن قيس » ولبس كفنه وحفر لقدمه في الأرض إلى أنصاف ساقيه ولم يزل يقاتل وهو ثابت الراية في موضعه حتى استشهد.
قبر زيد بن الخطاب
[4] وقد ذكر ابن سعد أن عويمًا ترك من الولد عتبة وسويد وقرظة أمهم أمامة بنت بكير بن ثعلبة الجشمية الخزرجية. [1]
المراجع [ عدل]
ذات صلة جابر بن عبد الله جابر رضي الله عنه
جابر بن زيد
هو أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي وهو فقيه ومحدّث وإمام في التفسير، روى الكثير من الأحاديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها وعن كبار الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، وهو من أرسى قواعد وأصول المذهب الإباضي، ولد في عهد خلافة عمر بن الخطاب سنة 21 هجري في منطقة الجوف في ولاية نزوى عاصمة عمان الداخلية، ثمّ انتقل للبصرة واستقر فيها وقضى حياته متنقلاً بين البصرة وعمان والحجاز، وقد توفي سنة 93 هجري وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي، واستلم الإباضة بعد ذلك تلميذه الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة. معلومات عن جابر بن زيد
صفات جابر بن زيد
من أهم الصفات التي اتصف بها جابر بن زيد الورع والزهد، كان كلّ همه الدعوة الإسلامية ونشرها في مختلف البلدان حيث كان كثير السفر لأجل ذلك، وكان يستغل موسم الحج للقاء العلماء والأئمة، فقد ذكر أنه كان يحج كل سنة، وكان له ناقة سافر عليها 24 مرة ما بين حج وعمرة، كان أيضاً عالي الأخلاق حسن العشرة، ويقابل الإساءة بالإحسان والسوء بالخير، كما كان يتباهى بين أصحابه أنه لا يملك ديناراً وليس عليه دين فبذلك هو أغنى منهم. الآثار العلمية لجابر بن زيد
من أعظم وأهم الآثار العلمية التي تركها هي موسوعة ديوان جابر جاءت في مختلف فنون الشريعة، وكان أول من جمع الحديث في ديوان ومن أول المؤلفين في الإسلام، وبعد وفاته أصبح ديوانه في يد تلميذه أبي عبيدة بن أبي مسلم بن أبي كريمة، ثمّ توارثته أئمة البصرة من الإباضيين حتى استقر في مكتبة البصرة، ولكنها انتهت هذه النسخة على يد المغول حين اجتاحوا العراق، كما أنّ النسخة التي كانت في المغرب انتهت على يد الفاطميين أيضاً.