ونظرًا إلى ما جرى عليه الباحثون من تقديم المعنى اللغوي والربط بينه وبين المعنى الاصطلاحي للفظ المصطلح عليه؛ فسأذكر المعنى اللغوي للاشتقاق، ثم المعنى الاصطلاحي له - إن شاء الله تعالى -. معنـى الاشتقاق في اللغة:
هو افتعال من الشق بمعنى الاقتطاع، من انشقت العصا، إذا تفرقت أجزاؤها، فإن معنى المادة الواحدة تتوزع على ألفاظ كثيرة مقتطعة منها، أو من شققت الثوب والخشبة، فيكون كل جزء منها مناسبا لصاحبه في المادة والصورة. [7]
جاء في المقاييس: الشين والقاف أصل واحد صحيح يدل على انصداع في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتق منه على معنى الاستعارة. [8]
وفي اللسان: الشَّقُّ مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقًّا، والشَّقُّ: الصَّدْع البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة... ، وهذا شقيق هذا، إذا انشق بنصفين، فكل واحد منهما شقيق الآخر، أي: أخوه... ، والشِّقَّة: الشَّظِيَّة، أو القطعة المشقوقة من لوح أو خشب أو غيره، واشتقاق الشيء: بنيانه من المرتجل، واشتقاق الحرف من الحرف أخذه منه. [9]
وفي القاموس: شَقَّه: صَدَعَه... ، والاشتقاق أخذ شِقِّ الشيء، وأخذ الكلمة من الكلمة [10]
وفي المعجم الوسيط: شَقَّقَه مبالغة في شَقَّه.
- الاشتقاق في اللغه العربيه للصف الخامس
- إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت- الجزء رقم6
- ص503 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت الأعراف - المكتبة الشاملة
الاشتقاق في اللغه العربيه للصف الخامس
وفي العصر الحاضر نستعمل هذا الاشتقاق في كثير من ألفاظ غير عربية فنقول: أمرك ومصر، أي: جعله أمريكيًا ومصريًا، ويقولون في لبنان: تلفن، أي: تحدث بالتلفون.. وهكذا) [2]. ومن أبرز الأمثلة على الاشتقاق من الألفاظ الأجنبية ودخول الكلمة إلى اللغة العربية، الخبر التالي:
قُدِّم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه طعام طيب، فقال: ما هذا؟ فقالوا: اليوم عيد النيروز -من أعياد الفرس- فقال: نيروزنا كل يوم. وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول بعد درس العلم: حمضونا. أي: قدموا لنا طرفة أدبية نروِّح بها عن أنفسنا، من نادرة أو أبيات من الشعر الذي يجلب إلى النفس السرور. فالاشتقاق أساس التوسع اللغوي، ولا سيما منه الاشتقاق الصغير وبالتعريب نستطيع إدخال ألفاظ أعجمية إلى اللغة العربية كما في قولك:
بدروم: وهو القبو أو السرداب. كبوت: غطاء السيارة الأمامي. سندويتش: شطيرة، أو فطيرة. كتشب: طماطم، أو بندورة. كمبيوتر: حاسب آلي، أو حاسوب. تلفزيون: تلفاز، أو رائي أو مرناة. تلفون: هاتف. فاكس: فقس. ماصة: طاولة. بريك: كابح السيارة. دركسيون: مقود السيارة. فهذا تعريب لألفاظ شتى من كلام الأعاجم، عربناه بإدخال مرادفه، أو ما يدل عليه، على اللغة العربية، فأصبح عربيًا.
فالاشتقاقُ الصغير هو انتزاعُ كلمةٍ من كلمةٍ أخرى مع تغييرٍ في الصِّيغَةِ، مع
تشابهٍ بينهما في المعنى، والاتفاق في الحروف الأصلية، وفي ترتيبها، وهذا النوعُ مِن
الاشتقاق هو الذي يتبادر إلى الذهن عند الإطلاق؛ "لأنه الأوسعُ دائرةً، والأكثر
نتاجًا، وإلا فإن في لغة العرب وسائلَ أخرى لنموها وتكاثر كلماتها، هي مِن قَبيل الاشتقاق
الصغير المذكور، إلا أنها تجري على نمط آخر، وتتحرك في دائرة أضيق، وأُريد بها (القلب)
و(الإبدال) و(النحت) ( [4]) ". وهناك تغييراتٌ بين الأصل المشتق منه والفرع، وجاء
في المزهر أنَّها خمسةَ عَشَرَ: 1- زيادة حركة؛ كعلم وعلم. 2- زيادة مادة؛ كطالب وطلب. 3- زيادتهما؛ كضارب وضرب. 4- نقصان حركة؛ كالفرس من الفرس. 5- نقصان مادة؛ كثبت وثبات. 6- نقصانهما؛ كنزا ونزوان. 7- نقصان حركة وزيادة مادة؛ كغضبى وغضب. 8- نقصان مادة وزيادة حركة؛ كحرم وحرمان. 9- زيادتهما مع نقصانهما؛ كاستنوق من الناقة. 10- تغاير الحركتين؛ كبطر بطرا. 11- نقصان حركة وزيادة أخرى وحرف؛ كاضرب
من الضرب. 12- نقصان مادة وزيادة أخرى؛ كراضع من الرضاعة. 13- نقص مادة وزيادة أخرى وحركة؛ كخاف من
الخوف؛ لأن الفاء ساكنة في خوف؛ لعدم التركيب.
وكان ابن عباس يبكي لما يقرأ هذِه الآية. (١) "تفسير الطبري" ٦/ ٩٢ (١٥٢٦٦)، "تفسير ابن أبي حاتم" ٥/ ١٥٩٧ (٨٤٤٠) بلفظ: أيلة. (٢) "تفسير ابن أبي حاتم" ٥/ ١٥٩٧ (٨٤٤٢). (٣) "تفسير الطبري" ٦/ ٩٥ (١٥٢٨٠) وفيه: قال عكرمة: فلم أزل به حتى عرَّفته أنهم قد نجوا، فكساني حلة.
إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت- الجزء رقم6
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) قوله تعالى: ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) قيل: هي " مدين " ، أي: سل يا محمد هؤلاء اليهود الذين هم جيرانك سؤال توبيخ وتقريع عن القرية التي كانت حاضرة البحر أي: بقربه. قال ابن عباس: هي قرية يقال لها " إيلة " بين " مدين " و " الطور " على شاطئ البحر. وقال الزهري: هي " طبرية الشام ". إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت- الجزء رقم6. ( إذ يعدون في السبت) أي: يظلمون فيه ويجاوزون أمر الله تعالى بصيد السمك ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا أي: ظاهرة على الماء كثيرة ، جمع شارع. وقال الضحاك: متتابعة. وفي القصة: أنها كانت تأتيهم يوم السبت مثل الكباش السمان البيض. ( ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) كإتيانهم يوم السبت ، قرأ الحسن: " لا يسبتون " بضم الياء أي: لا يدخلون في السبت ، والقراءة المعروفة بنصب الياء ، ومعناه: لا يعظمون السبت ، ( كذلك نبلوهم) نختبرهم ، ( بما كانوا يفسقون) فوسوس إليهم الشيطان وقال: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل ، فاصطادوا.
ص503 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت الأعراف - المكتبة الشاملة
03-28-2010, 10:10 AM
#1
05-07-2010, 03:12 AM
#2
ڪَيفما أڪَون لآيشبهني الأخرون
المواضيع المتشابهه
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-04-2010, 11:19 AM
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 08-25-2010, 07:43 AM
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 06-21-2010, 05:01 PM
آخر مشاركة: 02-28-2010, 02:53 AM
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-17-2008, 10:45 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
وهَدَفُ (في) لِلظَّرْفِيَّةِ لِأنَّ العُدْوانَ وقَعَ في شَأْنِ نَقْضِ حُرْمَةِ السَّبْتِ. وقَوْلُهُ ﴿إذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ﴾ ظَرْفٌ لِـ يَعْدُونَ أيْ يَعْدُونَ حِينَ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهم. والحِيتانُ جَمْعُ حُوتٍ، وهو السَّمَكَةُ، ويُطْلَقُ الحُوتُ عَلى الجَمْعِ فَهو مِمّا اسْتَوى فِيهِ المُفْرَدُ والجَمْعُ مِثْلُ فُلْكٍ، وأكْثَرُ ما يُطْلَقُ الحُوتُ عَلى الواحِدِ، والجَمْعُ حِيتانُ. وقَوْلُهُ شُرَّعًا وهو جَمْعُ شارِعٍ، صِفَةٌ لِلْحُوتِ الَّذِي هو المُفْرَدُ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: أيْ ظاهِرَةً عَلى الماءِ، يَعْنِي أنَّها قَرِيبَةٌ مِن سَطْحِ البَحْرِ آمِنَةً مِن أنْ تُصادَ، أيْ أنَّ اللَّهَ ألْهَمَها ذَلِكَ لِتَكُونَ آيَةً لِبَنِي إسْرائِيلَ عَلى أنَّ احْتِرامَ السَّبْتِ مِنَ العَمَلِ فِيهِ هو مِن أمْرِ اللَّهِ، وقالَ الضَّحّاكُ: شُرَّعًا مُتَتابِعَةً مُصْطَفَّةً، أيْ فَهو كِنايَةٌ عَنْ كَثْرَةِ ما يَرِدُ مِنها يَوْمَ السَّبْتِ. (p-١٤٩)وأحْسَبُ أنَّ ذَلِكَ وصْفٌ مِن شَرَعَتِ الإبِلُ نَحْوَ الماءِ أيْ: دَخَلَتْ لِتَشْرَبَ، وهي إذا شَرَعَها الرُّعاةُ تَسابَقَتْ إلى الماءِ فاكْتَظَّتْ وتَراكَمَتْ ورُبَّما دَخَلَتْ فِيهِ، فَمُثِّلَتْ هَيْئَةُ الحِيتانِ، في كَثْرَتِها في الماءِ بِالنَّعَمِ الشّارِعَةِ إلى الماءِ وحَسَّنَ ذَلِكَ وُجُودُ الماءِ في الحالَتَيْنِ وهَذا أحْسَنُ تَفْسِيرًا.