فلا يشرع لمن كان في مكة أن يخرج إلى التنعيم ليحرم بعمرة ، وإنما يشرع له إذا خرج
من مكة لحاجة ، كما لو خرج إلى المدينة أو جدة أو الطائف.. ثم أراد الرجوع إلى مكة
، فلا حرج عليه أن يرجع بعمرة. وقد
يرخص لمن كان بمكة في الخروج إلى التنعيم ليحرم بعمرة عن غيره إذا كان قد جاء من
بلاد بعيدة يحتاج إلى تأشيرة ونفقات كثيرة لدخول بلاد الحرمين الشريفين ، ولا يدري
هل سيتيسر له ذلك أم لا؟
فمثل هذا قد يرخص له في الاعتمار عن غيره من التنعيم ، أما من يتيسر العودة إلى مكة
فلا يعتمر في السفرة الواحدة أكثر من مرة ، سواء عن نفسه أو غيره. ثانياً:
الاعتمار عن الغير يجوز إذا كان هذا الغير عاجزاً لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه ، أو
كان ميتاً ، بشرط أن يكون المعتمر قد اعتمر عن نفسه أولاً. فقد
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
أريد العمرة لبيت الله الحرام ، وأردت إذا ما فرغت من عمرتي فحينئذ أعتمر عن والدي
-وهما على قيد الحياة ، والحمد لله- وعن والديهما - وهما قد ماتا رحمهما الله – هل
هذه الطريقة صحيحة لي أم لا ؟
فأجابوا:
"إذا اعتمرت عن نفسك جاز لك أن تعتمر عن أمك وأبيك إذا كانا عاجزين لكبر سن أو مرض
لا يرجى برؤه. هل تصح العمرة عن الميت وهل لها فضل يصلهم ؟ - YouTube. كما يجوز لك أن تعتمر عن والدي والديك المتوفين" انتهى.
هل تصح العمرة عن الميت وهل لها فضل يصلهم ؟ - Youtube
هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى ؟، هو سؤالٌ فقهي لمن اعتمر وأراد أن يُؤّدي العمرة عن غيره من الأشخاص، وخاصّة إذا كان مُتوفّيًا، فلا بُدّ لمن طرح السّؤال أن يبحث عن آراء العلماء في حكم العمرة عن الغير، وهل العمرة جائزة عن شخصٍ مُتوفّي، وهل يجوز العمرة عن أكثر من شخص مُتوفّي، ففي هذا المقال سيسلّط الضّوء عن تلك الأحكام. هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى
هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى ؟، هو من الأسئلة التي تخصّ إهداء الثّواب للميت، فقد ذهب أكثر أهل العلم أنّ الميت ينتفع بما يُوهب له من ثوابٍ، من صدقة ودُعاء، ومن ذلك العُمرة، وأمّا بالنّسبة لإجابة السّؤال، وهو إهداء ثواب العمرة لأكثر من ميت، فهذا لم يرِد في السّنة، ويقل به أحدٌ من العلماء، لكون العُمرة نُسكٌ واحدٌ، فلا تكون إلا عمّن أداها أو من أُدّيت عنه، وقد اتفق أهل العلم على أنّ الإحرام عن أكثر من شخص لا يجوز.
تاريخ النشر: الأحد 17 رمضان 1430 هـ - 6-9-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 126263
73701
0
398
السؤال
سوف أقوم بأداء العمرة السادسة لي إن شاء الله قريباً، وكنت أنوي إهداء ثوابها لحماة أحد أصدقائي المقربين بعد وفاتها مؤخراً. سؤالي: هل يحتسب ثواب لي بعد أن أهدي المتوفاة ثواب العمرة؟
وهل يجوز أن أهدي ثواب العمرة لأكثر من متوفى؟
أرجو الإفادة بارك الله فيكم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمذهب أكثر أهل العلم أن الميت ينتفع بما يوهب له من ثواب القرب، ومن ذلك العمرة، وانظر الفتوى رقم: 111133. وعليه فلا حرج عليك في أن تعتمر عن تلك المرأة، وأنت مثاب على ذلك بلا شك إن شاء الله لإحسانك لهذه المرأة، وبرك بها بعد موتها، وأما ثواب العمرة فهو لها، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 121498. وأما سؤالك عن إهداء ثواب العمرة لأكثر من ميت، فإن أردت به أنك تعتمر ملبيا عن أكثر من ميت فهذا لم ترد به السنة ولا نعلم قائلا به من العلماء، فإن العمرة نسك واحد فلا تكون إلا عمّن أداها أو من أديت عنه، وقد نص أهل العلم على أن الإحرام عن أكثر من شخص لا يجوز. قال النووي في شرح المهذب: قال أصحابنا: لو استأجر رجلان رجلا يحج عنهما، فأحرم عنهما معا انعقد إحرامه لنفسه تطوعا، ولا ينعقد لواحد منهما; لأن الإحرام لا ينعقد عن اثنين، وليس أحدهما أولى من الآخر، ولو أحرم عن أحدهما وعن نفسه معا انعقد إحرامه عن نفسه; لأن الإحرام عن اثنين لا يجوز، وهو أولى من غيره فانعقد، هكذا نص عليه الشافعي في الأم وتابعه الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب والأصحاب.
والوفاء بالعهد كما يقول العالم الأزهري د. أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية وعضو هيئة كبار العلماء من أهم المبادئ التي يقوم عليها بناء الشخصية الإسلامية، ونقض العهد يؤدي إلى الضياع والخسران، ومن وثق عهده بيمين أو باتخاذ الله كفيلاً فهو عهد مع الله، ونقضه إنما هو نقض لعهد ربه، وقد شبه القرآن من ينقض العهد بالحمقاء التي تغزل غزلها ثم تنقضه أوصالاً وأجزاء، وربما يكون من بواعث نقض العهد، أن يجد أمة أكثر وأوسع من أخرى، فلا يصح أن يكون هذا باعثاً لنقض العهد، قال الله تعالى: "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون". {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} - كان خلقه القرآن - سعد الدين فاضل - طريق الإسلام. وقد قسم العلماء العهد إلى نوعين: عهد مع الله، وعهد مع الناس، فعهد الله هو الالتزام بشرعه، وما عاهد المسلم ربه عليه، والعهد الذي مع الناس يكون بالتمسك بالالتزامات الصحيحة التي ينبغي التمسك بها بينهم في سائر العلاقات والمعاملات، وإلى النوع الأول يشير القرآن الكريم بقول الحق سبحانه: "وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} - كان خلقه القرآن - سعد الدين فاضل - طريق الإسلام
فالله سبحانه وتعالى يتوعد الذين يخونون العهود، ويحلفون كذباً بالعذاب الأليم، وينعى على فريق من اليهود تحريفهم للكلم عن مواضعه، وأنذرهم بسوء المصير. فالآية الكريمة ترشدنا إلى أن كل من حلف بالله كاذباً، واشترى بعهده سبحانه ثمناً قليلاً حقت عليه العقوبة التي بينتها الآية الكريمة، ويدخل تحت هذه العقوبة دخولاً أولياً، اليهود، الذين خانوا عهد الله بإنكارهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم مع أنهم يعرفون صدقه معرفة جليلة. تفسير سورة المائدة تفسير السعدي - القران للجميع. عهد الله
ويضيف المراد ب "عهد الله" هو نفسه ما تضمنته الآيات السابقة، وهو كل ما يجب الوفاء به، فيدخل فيه ما أوجبه الله تعالى على عباده من فرائض وتكاليف، ومن إيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما يدخل فيه ما أوجبه الله على أهل الكتاب من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدون صفته في كتبهم، ويعرفون صدقه كما يعرفون أبناءهم. وقوله سبحانه: "أولئك لا خلاق لهم في الدنيا" بيان للأخلاق الرديئة لهؤلاء الخائنين الذين يخونون عهد الله ويحلفون الأيمان الكاذبة في مقابل عرض من أعراض الدنيا، وهؤلاء لا نصيب لهم ولا حظ من نعيم الآخرة بسبب ما ارتكبوه من غدر وافتراء. وهؤلاء لا يكلمهم الله بما يسرهم، بل يكلمهم بما يسوؤهم ويخزيهم يوم القيامة بسبب أعمالهم السيئة، وعدم كلام الله تعالى لهم كناية عن عدم محبته لهم، لأن من عادة المحب أن يقبل على حبيبه ويتحدث إليه، أما المبغض لشيء، فإنه ينصرف عنه.
تفسير سورة المائدة تفسير السعدي - القران للجميع
سبب نزول الآيات الكريمات من 1: 10 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المشركين كانوا يحجُّون البيت ويُهدون الهدايا ويُعظِّمون الشعائر ويَنحرُون، فأراد المسلمون أن يُغِيروا عليهم، فنزلت ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ ﴾ [المائدة: 2]؛ (تفسير الطبري). وسورة المائدة من آخر ما نزل من السور في القرآن، وأحكامها كلها محكمة ما عدا قوله تعالى: ﴿ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ... آيات عن العقود في الإسلام. ﴾ الآية، وهو قول الشعبي - رحمه الله تعالى - وفيها أحكام لم توجد في سورة أخرى غيرها؛ من ذلك حكم المنخنقة وما بعدها، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب، والوضوء، وحكم السرقة [3]. قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: قال الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد، قالت: إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلَتْ عليه المائدة، وكادت من ثقلها تدقُّ عضدَ الناقة، وقال أحمد أيضًا عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تَحمله فنزل عنها [4].
آيات عن العقود في الإسلام
والوفاء بالعقود كما يقول العلماء من أهم ضوابط الحياة للإنسان مع ربه ومع نفسه، ومع غيره من الناس في مجتمعه، ومع بقية بني آدم في المجتمع الإنساني الواسع من حوله، ومع الأحياء والجمادات المحيطة به. والإسلام حدد هذه الضوابط بدقة فائقة، ووضوح تام، وربطها كلها بمرضاة الله سبحانه وتعالى حتى لا يمكن الترخص فيها، أو انتهاك شروطها، أو إخضاعها للأهواء والشهوات المتقلبة، أو لبعض المكاسب المادية العارضة، أو التفريط في الالتزام ببنودها المحددة. فهذه الضوابط التي أقامها الله تعالى لمصلحة الإنسان الذي خلقه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وعلمه من علمه، وأدخله الجنة، وأسجد له الملائكة، وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً. لذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن نلزم أنفسنا بهذه الضوابط التي سماها ربنا تبارك وتعالى باسم العقود لأنها طوق النجاة لنا في الدنيا والآخرة. والوفاء بالعقود سواء كانت تلك العقود بين العبد وربه، أو بين العبد وغيره من عباد الله يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وعبادة الله تعالى بما أمر، وحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله في ربوعها، كما يشمل التزام الحلال واجتناب الحرام في كل ما شرع الله، ويشمل الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والأمانة في السر والعلن.
{ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ْ} تحريمه منها في قوله: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ْ} إلى آخر الآية. فإن هذه المذكورات وإن كانت من بهيمة الأنعام فإنها محرمة. ولما كانت إباحة بهيمة الأنعام عامة في جميع الأحوال والأوقات، استثنى منها الصيد في حال الإحرام فقال: { غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ْ} أي: أحلت لكم بهيمة الأنعام في كل حال، إلا حيث كنتم متصفين بأنكم غير محلي الصيد وأنتم حرم، أي: متجرئون على قتله في حال الإحرام، وفي الحرم، فإن ذلك لا يحل لكم إذا كان صيدا، كالظباء ونحوه. والصيد هو الحيوان المأكول المتوحش. { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ْ} أي: فمهما أراده تعالى حكم به حكما موافقا لحكمته، كما أمركم بالوفاء بالعقود لحصول مصالحكم ودفع المضار عنكم. وأحل لكم بهيمة الأنعام رحمة بكم، وحرم عليكم ما استثنى منها من ذوات العوارض، من الميتة ونحوها، صونا لكم واحتراما، ومن صيد الإحرام احتراما للإحرام وإعظاما.