تبدو مسؤولية "الشرعيّة" الجديدة في اليمن كبيرة، لا لشيء سوى لأنّه سيتوجب عليها في مرحلة معيّنة الدخول في تجارب في غاية الصعوبة. ثمّة صعوبات في حال تبيّن أنّ ايران ستدفع الحوثيين الى طاولة المفاوضات بغية تحقيق اهداف خاصة بها. القبلة في الرياض عمالة فلبينية. وثمّة صعوبات من نوع آخر في حال تبيّن ان الحاجة الى تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض وأنّ لا مفرّ من فتح جبهات في تعز والحديدة وشبوة ومأرب. كيفما كان المستقبل، تبدو "الشرعيّة" الجديدة في وضع افضل من "شرعيّة" الثنائي عبد ربّه – علي محسن. من قال ان قبلة من العلمي طبعها على جبين عبد ربّه لا يمكن أن تصنع فارقا؟
القبلة في الرياض 2021
6860187672 الغرب الجنوب الشرق
القبلة في الرياضية
نال الفيلم عدة جوائز عالمية، وأثار قضية إنسانية جديدة كانت طيّ الكتمان إعلامياً لسنوات طويلة.
الدليل على ذلك اخراجهم من كلّ مديريات محافظة شبوة ذات الموقع الاستراتيجي المفصلي في كانون الثاني – يناير الماضي. في الجانبين السياسي والعسكري، يُفترض في "الشرعيّة" الجديدة صنع فارق مع "الشرعيّة" التي انهى مؤتمر الرياض وجودها برعاية من مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة. تعبّر عن مثل هذا الفارق قبلة رشاد العليمي على جبين عبد ربّه منصور هادي وغدر الأخير بعلي عبدالله صالح، وهو غدر جعل منه رهينة لدى الحوثيين الذين كان لديهم حساب يريدون تصفيته معه. ماذا يعني صنع الفارق في اليمن؟ يعني قبل ايّ شيء آخر الانتقال من موقع المتفرّج، كما فعل عبد ربّه منصور عندما كان الحوثيون يزحفون في اتجاه صنعاء صيف العام 2014، الى موضع اخذ المبادرة. هناك جبهات عسكريّة عدّة في حاجة الى تحريك في حال رفضت "جماعة انصار الله" العودة الى طاولة المفاوضات من منطلق انّها تمتلك مشروعا سياسيا خاصا بها ستطبقه بمعزل عما يدور خارج مناطق سيطرتها. كان مؤتمر الرياض مهمّا لسببين. اولهما إعادة تشكيل "الشرعيّة" والآخر الهدنة التي أعلن عنها خلال انعقاد المؤتمر، وهي لمدة شهرين. اتجاه القبلة للصلاة في الرياض | السعودية - GotoPray. كانت تلك الهدنة بوساطة عمانيّة وعراقيّة في ظلّ مفاوضات سعوديّة - ايرانيّة في مسقط.
[٦]
اختلاق حادثة الإفك
أراد المنافقون المساس برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فتحدّثوا بعرضه، ولم يتوقّف الحديث عند المنافقون وحسب، بل امتدّ ليتحدّث به أُناس من مثل مسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر الصّديق وغيره. [٧] وكان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة، فلمّا تكلّم بذلك امتنع عن النفقة عليه، فأنزل الله: ( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ)، [٨] لكنّ المنافق عبد الله بن أبي سلول كان على رأس من اختلق هذه الفتنة وأثارها، ولم يكن يريد أن يُظهر للنّاس أنّه مصدرها، فكان يذهب إلى النّاس ويقول لهم: أما سمعتم ما قيل في عائشة، قيل كذا وكذا. {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}. [٩]
حال السيدة عائشة قبل نزول براءتها
كانت السيّدة عائشة لا تعلم بما يتحدّث النّاس من خلفها حتى خرجت ذات يوم مع أمّ مسطح، فتعثّرت بالطريق فقالت: تعس مسطح، فوجّهت عائشة لها اللّوم كيف تقول هذا لمن شهد بدراً، فسألتها إن كانت عالمة بما يقول النّاس فيها، فأجابتها أنّها لا تعلم، فأخبرتها. [١٠] رجعت عائشة دون أن تقضي حاجتها، ولمّا تيقّنت من الخبر ذهبت إلى بيت أمّها، وجاءتها امرأة من الأنصار فحكت لها كل ما يجري، فلما لم يبقَ من الشك شيء سقطت مغشيّاً عليها، ثم دخلت البيت ومرضت مرضاً شديداً، وبكت بكاءً حتّى لم يبقَ من دمعها شيء، ولم يطرق النوم بابها.
سبب نزول قوله تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك }
والذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي ابن سلول وهو منافق وليس من المسلمين. وضمير ( منهم) عائد إلى الذين جاءوا بالإفك. {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} - كان خلقه القرآن - سعد الدين فاضل - طريق الإسلام. وقيل: الذي تولى كبره حسان بن ثابت لما وقع في صحيح البخاري: ( عن مسروق قال: دخل حسان على عائشة فأنشد عندها أبياتا منها: حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت له عائشة: لكن أنت لست كذلك. قال مسروق: فقلت: تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله تعالى: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت: أي عذاب أشد من العمى. والوعيد بأن له عذابا عظيما يقتضي أنه عبد الله بن أبي ابن سلول. وفيه إنباء بأنه يموت على الكفر فيعذب العذاب العظيم في الآخرة وهو عذاب الدرك الأسفل من النار ، وأما بقية العصبة فلهم من الإثم بمقدار ذنبهم. وفيه إيماء بأن الله يتوب عليهم إن تابوا كما هو الشأن في هذا الدين.
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} - كان خلقه القرآن - سعد الدين فاضل - طريق الإسلام
[١٠]
موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حادثة الإفك
كان موقف رسول الله ممّا يحدث السكوت، حيث كان مقيّداً بالوحي، ولم يرضَ أن يحكم بالأمر حتى جاءه الوحي بالخبر اليقين، [١١] ولما رآه أبو بكر ساكتاً سكت مثله، ثمّ بدأ رسول الله يعرض أمره ويستشير الأقربين منه، فاستشار علي فأشار عليه ملمّحا أنّ النّساء غير عائشة كثر. [١٢] واستشار أسامة فأشار عليه أن يبقى على عهده، ثمّ أشارت عليه إحدى زوجاته فأثنت على عائشة ومدحتها ولم تأتِ بها بسوء، ثمّ ذهب إلى عائشة وسألها إن كانت فعلت شيئاً أن تقول له وتستغفر، فقالت له: لا أقول إلّا ما قاله أبو يوسف: ( فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ). [١٣] [١٢]
تبرئة السيدة عائشة
نزلت الآيات في قول الله -تعالى-: (إِ نَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، [١] إلى قوله -تعالى-: ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ).
تفسير : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا - سورة النور - Youtube
وهذا تعارض ، ويمكن الجمع بأن يقال: إن حسان لم يقل ذلك نصا وتصريحا ، ويكون عرض بذلك وأومأ إليه فنسب ذلك إليه ؛ والله أعلم. وقد اختلف الناس فيه هل خاض في الإفك أم لا ؟ وهل جلد الحد أم لا ؟ فالله أعلم أي ذلك كان ، وهي مسألة: السادسة: فروى محمد بن إسحاق وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلد في الإفك رجلين وامرأة: مسطحا ، وحسان ، وحمنة ، وذكره الترمذي. وذكر القشيري عن ابن عباس قال: جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن أبي ثمانين جلدة ، وله في الآخرة عذاب النار. قال القشيري: والذي ثبت في الأخبار أنه ضرب ابن أبي ، وضرب حسان ، وحمنة ، وأما مسطح فلم يثبت عنه قذف صريح ، ولكنه كان يسمع ويشيع من غير تصريح. إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه. قال الماوردي وغيره: اختلفوا هل حد النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحاب الإفك ؟ على قولين: أحدهما أنه لم يحد أحدا من أصحاب الإفك لأن الحدود إنما تقام بإقرار ، أو ببينة ، ولم يتعبده الله أن يقيمها بإخباره عنها ؛ كما لم يتعبده بقتل المنافقين ، وقد أخبره بكفرهم. قلت: وهذا فاسد مخالف لنص القرآن ؛ فإن الله - عز وجل - يقول: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء أي على صدق قولهم: فاجلدوهم ثمانين جلدة.
{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}
ووصف العصبة بكونهم ( منكم) يدل على أنهم من المسلمين ، وفي ذلك تعريض بهم بأنهم حادوا عن خلق الإسلام حيث تصدوا لأذى المسلمين. وقوله: لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لإزالة ما حصل في نفوس المؤمنين من الأسف من اجتراء عصبة على هذا البهتان الذي اشتملت عليه القصة فضمير ( تحسبوه) عائد إلى الإفك. [ ص: 172] والشر المحسوب: أنه أحدث في نفر معصية الكذب والقذف والمؤمنون يودون أن تكون جماعتهم خالصة من النقائص ( فإنهم أهل المدينة الفاضلة). فلما حدث فيهم الاضطراب حسبوه شرا نزل بهم. ومعنى نفي أن يكون ذلك شرا لهم; لأنه يضيرهم بأكثر من ذلك الأسف الزائل وهو دون الشر; لأنه آيل إلى توبة المؤمنين منهم فيتمحض إثمه للمنافقين وهم جماعة أخرى لا يضر ضلالهم المسلمين. وقال أبو بكر ابن العربي: حقيقة الخير ما زاد نفعه على ضره وحقيقة الشر ما زاد ضره على نفعه ، وإن خيرا لا شر فيه هو الجنة ، وشرا لا خير فيه هو جهنم. فنبه الله عائشة ومن ماثلها ممن ناله هم من هذا الحديث أنه ما أصابهم منه شر بل هو خير على ما وضع الله الشر والخير عليه في هذه الدنيا من المقابلة بين الضر والنفع ، ورجحان النفع في جانب الخير ورجحان الضر في جانب الشر اهـ.
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لما ذكر فيما تقدم، تعظيم الرمي بالزنا عموما، صار ذلك كأنه مقدمة لهذه القصة، التي وقعت على أشرف النساء، أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذه الآيات، نزلت في قصة الإفك المشهورة، الثابتة في الصحاح والسنن والمسانيد.
حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به. ولم يكن عبد الله بن أبي بن سلول وحده هو الذي أطلق ذلك الإفك. إنما هو الذي تولى معظمه. وهو يمثل عصبة اليهود أو المنافقين، الذين عجزوا عن حرب الإسلام جهرة فتواروا وراء ستار الإسلام، ليكيدوا للإسلام خفية. وكان حديث الإفك إحدى مكائدهم القاتلة. ثم خدع فيها بعض المسلمين، فخاض منهم من خاض في حديث الإفك. إن أمر هذه الفتنة لم يكن أمر عائشة رضي الله عنها فحسب، ولم يكن قاصرًا على شخصها فقط. بل تجاوزها إلى الأمة بأكملها متمثلة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم. كذلك لم يكن حديث الإفك رمية لـ عائشة وحدها، إنما كان رمية للعقيدة في شخص نبيها وبانيها. من أجل ذلك أنزل الله القرآن ليفصل في القضية المبتدعة، ويرد المكيدة المدبرة، ويتولى المعركة الدائرة ضد الإسلام ورسول الإسلام، وبالتالي ليكشف عن الحكمة وراء ذلك كله، التي لا يعلمها إلا الله: { لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم}. لقد كانت معركة خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاضتها الأمة المسلمة يومذاك، وخاضها الإسلام. وخرج الجميع منها مؤيدًا بنصر الله؛ إذ هذه سُنَّة الله في نصرة الحق وأهله { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف:21).