أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا |- آيات مبكية وخاشعة | علي عبدالسلام اليوسف - YouTube
تفسير: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)
اللهم نوّر على أهل القبور قبورهم، اللهم نوّر على أهل القبور قبورهم، اللهم آنس وحشاتهم، اللهم آنس وحدتهم، اللهم أهل غربتهم، اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه واجعله على الشهادة والسعادة، وأعنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. افحسبتم انما خلقناكم عبثا بالانجليزية. اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين. إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
الرقية الشرعية ( أفحسبتم انما خلقناكم ) عبثا لعدة قراء - Youtube
وهما مع ذلك قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ قال: باطلا.
﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا﴾ أيْ ألَمْ تَعْلَمُوا شَيْئًا فَحَسِبْتُمْ أنَما خَلَقْناكم بِغَيْرِ حِكْمَةٍ حَتّى أنْكَرْتُمُ البَعْثَ فَعَبَثًا حالٌ مِن نُونِ العَظَمَةِ أيْ عابِثِينَ أوْ مَفْعُولٌ لَهُ أيْ أفَحَسِبْتُمْ أنَما خَلَقْناكم لِلْعَبَثِ وهو ما خَلا عَنِ الفائِدَةِ مُطْلَقًا أوْ عَنِ الفائِدَةِ المُعْتَدِّ بِها أوْ عَمّا يُقاوِمُ الفِعْلَ كَما ذَكَرَهُ الأُصُولِيُّونَ. واسْتَظْهَرَ الخَفاجِيُّ إرادَةَ المَعْنى الأوَّلِ هُنا واخْتارَ بَعْضَ المُحَقِّقِينَ الثّانِي ﴿وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾ عَطْفٌ عَلى ﴿أنَّما خَلَقْناكُمْ﴾ أيْ أفَحَسِبْتُمْ ذَلِكَ وحَسِبْتُمْ أنَّكم لا تَبْعَثُونَ. وجَوَّزَ أنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلى ﴿عَبَثًا﴾ والمَعْنى أفَحَسِبْتُمْ أنَما خَلَقْناكم لِلْعَبَثِ ولِتَرْكِكم غَيْرَ مَرْجُوعِينَ أوْ عابِثِينَ ومُقَدَّرِينَ أنَّكم إلَيْنا لا تَرْجِعُونَ، وفي الآيَةِ تَوْبِيخٌ لَهم عَلى تَغافُلِهِمْ وإشارَةٌ إلى أنَّ الحِكْمَةَ تَقْتَضِي تَكْلِيفَهم وبَعْثَهم لِلْجَزاءِ، وقَرَأ الأخَوانِ «تَرْجِعُونَ» بِفَتْحِ التّاءِ مِنَ الرُّجُوعِ.
وقوله: (عسى أن يكونوا خيرا منهم) و (عسى أن يكن خيرا منهن) حكمة النهي. والمستفاد من السياق أن الملاك رجاء كون المسخور منه خيرا عند الله من الساخر سواء كان الساخر رجلا أو امرأة وكذا المسخور منه فتخصيص النهي في اللفظ بسخرية القوم من القوم وسخرية النساء من النساء لمكان الغلبة عادة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 188. وقوله: (ولا تلمزوا أنفسكم) اللمز - على ما قيل - التنبيه على المعايب، وتعليق اللمز بقوله: (أنفسكم) للإشارة إلى أنهم مجتمع واحد بعضهم من بعض فلمز الواحد منهم غيره في الحقيقة لمز نفسه فليجتنب من أن يلمز غيره كما يكره أن يلمزه غيره، ففي قوله:
(أنفسكم) إشارة إلى حكمة النهي. وقوله: (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) النبز بالتحريك هو اللقب، ويختص - على ما قيل - بما يدل على ذم فالتنابز بالألقاب ذكر بعضهم بعضا بلقب السوء مما يكرهه كالفاسق والسفيه ونحو ذلك. والمراد بالاسم في (بئس الاسم الفسوق) الذكر كما يقال: شاع اسم فلان بالسخاء والجود، وعلى هذا فالمعنى: بئس الذكر ذكر الناس - بعد إيمانهم - بالفسوق فإن الحري بالمؤمن بما هو مؤمن أن يذكر بالخير ولا يطعن فيه بما يسوؤه نحو يا من أبوه كان كذا ويا من أمه كانت كذا.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحجرات - الآية 12
وهكذا هو الحال في قوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ فالتعبير عن المكلَّف بإيقاع القتل ومَن سيقع عليه القتل بأنفسكم فيه إشارة إلى انَّهم لُحمةٌ واحدة، فكلٌّ من المأمورين بإيقاع القتل والمأمورين بالاستسلام للقتل من أمةٍ وملَّةٍ وقوميَّةٍ واحدة، فكأنَّ المكلَّف بإيقاع القتل مكلَّف بقتل نقسه لأنّه سيقتل واحداً من بني قومه وجلدته، وفي ذلك ابتلاءٌ وامتحانٌ للقاتل كما هو امتحانً للمقتول، فأمَّا انَّه امتحانٌ للمقتول فلأنه مكلفٌ بالصبر على الاستسلام للقتل، وأما انَّه امتحانٌ للقاتل فلأنَّه مكلَّفٌ بإيقاع القتل على أهله وبني عمومته. والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة البقرة / 54. 2- سورة النور / 61. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. 3- سورة الحجرات / 11. 4- سورة البقرة / 84.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 188
والتنابز: نبز بعضهم بعضاً ، والنبْز بسكون الباء: ذكر النَبَز بتحريك الباء وهو اللقب السوء ، كقولهم: أنف الناقة ، وقُرْقُور ، وبطَة. وكان غالب الألقاب في الجاهلية نبزا. قال بعض الفزاريين: أكنيه حين أناديه لأكرمه... ولا ألقبه والسَّؤْأةُ اللقب روي برفع السوأْةُ اللقب فيكون جرياً على الأغلب عندهم في اللقب وأنه سوأة. ورواه ديوان الحماسة} بنصب السوأةَ على أن الواو واو المعية. وروي بالسوأة اللقبا أي لا ألقبه لقباً ملابساً للسوءة فيكون أراد تجنب بعض اللقب وهو ما يدل على سُوء ورواية الرفع أرجح وهي التي يقتضيها استشهاد سيبويه ببيت بعده في باب ظن. ولعل ما وقع في «ديوان الحماسة» من تغييرات أبي تمام التي نسب إليه بعضها في بعض أبيات الحماسة لأنه رأى النصب أصح معنى. فالمراد ب { الألقاب} في الآية الألقاب المكروهة بقرينة { ولا تنابزوا}. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحجرات - الآية 12. واللقب ما أشعر بخسّة أو شرف سواء كان ملقباً به صاحبه أم اخترعه له النابز له. وقد خصص النهي في الآية ب { الألقاب} التي لم يتقادم عهدها حتى صارت كالأسماء لأصحابها وتنوسي منها قصد الذم والسب خُصّ بما وقع في كثير من الأحاديث كقول النبي صلى الله عليه وسلم " أصدق ذو اليدين " ، وقوله لأبي هريرة «يا أبا هِرّ» ، ولُقب شاول ملك إسرائيل في القرآن طالوت ، وقول المحدثين الأعرج لعبد الرحمن بن هرمز ، والأعمش لسليمان من مَهران.
والآخر منهما: النصب على الصرْف، (92) فيكون معناه حينئذ: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وأنتم تدلون بها إلى الحكام، كما قال الشاعر: لا تَنْــهَ عَـنْ خُـلُقٍ وَتَـأْتِيَ مِثْلَـهُ عَــارٌ عَلَيْــكَ إذَا فَعَلْــتَ عَظِيـمُ (93) يعني: لا تنه عن خلق وأنتَ تأتي مثله. وهو أنْ يكون في موضع جزم - على ما ذُكر في قراءة أبيّ - أحسن منه أن يكون نَصبا. -------------- الهوامش: (83) انظر ما سلف مثل ذلك في 2: 300 ، ثم الآية: 85 من سورة البقرة 2: 303 لم يذكر فيها شيئا من ذلك. ولم يبين هذا البيان فيما سلف. وهذا دليل على أنه كان أحيانا يختصر الكلام اختصارا ، اعتمادا على ما مضى من كلامه ، أو ما يستقبل منه. كما قلت في مقدمة التفسير. (84) انظر تأويل مشكل القرآن: 114 ، هذا بنصه. (85) هو ثعلبة بن عمرو (حزن) العبدي ، ابن أم حزنة. ويقال هو من بني شيبان حليف في عبد القيس. وكان من الفرسان (الاشتقاق لابن دريد: 197). وانظر التعليق التالي. (86) المفضليات: 513 ، وتأويل مشكل القرآن: 114 ، معجم ما استعجم: 1038. وفي المطبوعة: "ليس لنا" ، وأثبت ما في المراجع ، وكأنها الصواب. ويقال: ليس بالدار عريب ، أي ليس بها أحدا. و "النسير" ، تصغير "النسر" ، وهو مكان بديار بني سليم.