وآدم وحواء عليهما السلام كانوا من أسعد خلق الله عز وجل مع التعب والمعاناة والمشقة، فقد كان الله بهما رحيماً، وعلمهما طريق التوبة، والإنابة، والعبادة، قال تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة:37]، والكلمات هي في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف:23]. فقد عرفوا ربهما وأخلصوا له الحب والرجاء والخشية، وأصبح الله هو غاية مرادهما ونهاية مقصودهما، فحققوا حقيقة التوحيد والعبودية فكانت السعادة لهما من ثمرات ذلك وسار على هذا المنهج والطريق من أراد الله لهم الخير من ذريتهما ولم يقع في شباك إبليس اللعين. المصادر والمراجع: • بشير محمد، تفاحة آدم وشجرة الختام، دار العرّاب، دمشق، سوريا، حلبوني الجادة. حياة آدم على الأرض - طريق الإسلام. ص 212. • مانع بن محمد بن علي المانع، القيم بين الإسلام والغرب، دار الفضيلة، الرياض، ط1، 1426ه-2005م. ص 31. • عبد الحليم محمود، قصص الأنبياء في رحاب الكون مع الأنبياء والرسل، دار الرشاد للنشر والتوزيع، ط 1، 2010. ص 64. • علي محمد الصلابي، قصة بدء الخلق وخلق آدم ، ص 1192- 1199.
- عمل ادم عليه السلام للاطفال
- درس عبادة غير الله شرك
- عبادة غير الله شرك
عمل ادم عليه السلام للاطفال
يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (4/67). في النَّارِ، وكانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائِبَ [49] السَّائِبةُ: هي النَّاقةُ التي كانت تسَيَّبُ في الجاهليَّةِ لنَذرٍ ونحوِه، فلا تُركَبُ ولا تُمنَعُ من كلأٍ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/2166). )
(المائدة 31) وراح "قابيل" يقلَّد ما فعله ذلك الغراب الذي ساقه الله إليه ليعلِّمه كيف يدفن جثة أخيه، ويكشف له عن مدى ضعفه وعجزه حتى أمام مثل هذا الطائر الصغير. عمل ادم عليه السلام كرتون. وكانت تلك الجريمة البشعة أول جريمة في تاريخ البشرية. * * * عندما علم "آدم" ـ عليه السلام ـ بما فعله ابنه "قابيل" بأخيه "هابيل" حزن كثيرًا، فقد كان "هابيل" مثالاً للابن المؤمن بربه البار بوالديه، أما "قابيل" فقد شعر بالندم بعدما قتل أخاه. وقد عوَّض الله تعالى"آدم"ـ عليه السلام- عن فقد ابنه فأنجب بعد ذلك غلامًا اسمه "شيث"، وكان قد بلغ من العمر نحو مائة وثلاثين سنة، ثمَّ وُلِدَ لآدم بعد ذلك الكثير من الأبناء والبنين، وعاش "آدم" ـ عليه السلام ـ بعد ذلك نحو ثمانمائة عام، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى ابنه "شيث" بالحفاظ على دين الله، وأوصاه بإقامة شرعه، وعبادة الله.
زمن القراءة ~ 5 دقيقة ينبغي لكل دعوة تجديدية لهذا الدين أن تكون إحياءًا شاملا، وأن تعرف انحرافات وحجج عصرها، وألا تقبل مغريات القعود. وسيكون لها من الخير شأن عظيم بإذن ربهم تعالى. مقدمة
لقد أدرك أئمة الدعوة الإسلامية المعاصرة أن مهمة هذه الدعوة هي تطهير العباد من الاعتقادات والأقوال المخالفة للتوحيد، وردّهم إلى ما كان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ـ رضوان الله عليهم. وإذا تطهروا من ذلك تحرروا من العبودية لغير الله، وأقاموا مجتمعاتهم ـ في أي عصر من العصور ـ على شريعةٍ من الله غير مشركين به. وإن هذه المهمة الكبيرة تحتاج إلى عمل جادٍّ وصبر وفقه في الدين وتحديد لمواطن الخلل في كل عصر وكل مكان حتى يمكن معالجته حسب ما ورد في كتاب الله وفي سنة رسولنا ـ عليه الصلاة والسلام. ولنضرب لذلك نماذج عملية متعددة ومتنوعة ليستفيد منها الدعاة في كل مكان في العصر الحاضر. انحرافات في العقيدة
لقد تأمل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، واقع عصره فوجد الناس يصرفون كثيراً من أنواع العبادة لغير الله في الاعتقادات والأقوال والأعمال، وإنهم لا بد من تحريرهم من
عبادة غير الله وردهم إلى عبادة الله وحده.
درس عبادة غير الله شرك
الشاهد من هذه الآية أن الشيطان قد سَمى استجابة أتباعه وطاعتهم له شركاً وعبادة له وذلك من قوله: ﴿بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾ أي أنه فسَّر عبادتهم له بما شرع لهم من عبادة الأوثان والتحليل والتحريم. ومعلوم أنهم لم يتخذوا الشيطان صنماً يصلون له ويدعون وينذرون. الآية الثانية: قوله تعالى في ذكر دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه: ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا﴾ [مريم:44] ، ومعلوم أن والد إبراهيم لم يتوجه إلى الشيطان بالعبادة المباشرة بركوع أو سجود أو ذبح أو نذر وإنما المعنى (لا تطع الشيطان) فيما شرع وزيَّن من عبادة غير الله تعالى. الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ [يس:60] ، ومعلوم أن معنى ﴿أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ ليس عبادته والتوجه إليه مباشرة بالصلاة والنذر والذبح؛ وإنما المقصود عبادة الطاعة والاتباع فيكون معنى الآية "أن لا تطيعوا الشيطان" في تشريع من لم يأذن به الله من الشرك؛ سواء كان في النسك أو التحليل والتحريم أو غير ذلك من أنواع الشرك. معنى "الشيطان" عند الإطلاق
والشيطان عندما يطلَق فإنه يتوجه إلى شيطان الجن إبليس وذريته، ومع ذلك فإن شياطين الإنس تدخل في مسمى الشياطين؛ بدليل قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام:112].
عبادة غير الله شرك
لقد وجدهم يَدْعون ويذبحون وينذرون لغير الله، ويعكفون على القبور يصرفون لها أنواعاً من العبادة التي لا يستحقها إلا الله. وتأمَّلَ في شبهتهم التي كانوا يعتذرون بها؛ فمنهم من اعتقد الضر والنفع في غير الله، ومنهم ـ عند المجادلة ـ من يقول إن عبادته لا تصل إلى العليم الحكيم إلا عن طريق البشر أو غيرهم من الأشجار والأحجار والأصنام؛ فوجد ـ رحمه الله ـ أن هذا القول انتقاصٌ لحق الله الواحد القهار وأنه عذر أقبح من الذنب المعتذَر عنه، لأن مآله تعلُّق القلب بغير الله لاعتقاد الإنسان أن عبادته لا تصل إلى الله إلا عن طريق المخلوقين؛ فيأخذ في التعلق بهم، واعتقاد النفع فيهم الذي أنكروه من قبل واعتذروا عنه بقولهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3] ، فاتخذوا بذلك الوسائط بينهم وبين الله. وبعد أن أدرك الشيخ هذا الواقع عزَم على تحريرهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده. ثم تأمَّلَ الشيخ في واقع مجتمعه فوجد انحرافاً آخر، وجد أناساً يزعمون الإسلام ويتحاكمون إلى غير شريعة الإسلام. هل النطق بالشهادتين مانع من الإحياء والتصحيح.. ؟
لم يمنع الشيخ، رحمه الله، نطْقُهم بالشهادتين وصلاتُهم وحبهم للصالحين والأولياء وقولُهم إنهم يتبعون العلماء، لم يمنعه ذلك من أن يعزم على تحريرهم من العبودية لغير الله.
بم تتحقق عبادة الشيطان؟
وبناء على ما سبق؛ فإن عبادة الشيطان ليست جديدة؛ فوقوع الناس في الشرك بالله من قديم الزمان؛ ولكن الجديد في ظاهرة ما يسمى بعبَدة الشيطان هو اتخاذهم الشيطان إلهاً في رمز أو صورة معينة يتوجهون إليها بالدعاء والركوع والسجود وغير ذلك من العبادات الجسدية والعقلية. وهذه العبادة بهذا الوصف جديدة مصادمة للفطرة ومرفوضة من الجميع، إلا من انتكست فطرته.