عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحُجُرَاتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَوْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ كَانَ مِنْ زُوَّارِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله" 1. 1. أعلام الدين في صفات المؤمنين: 377، لحسن بن محمد الديلمي المتوفى سنة 841 هجرية، الطبعة الأولى 1408 هجرية، مؤسسة آل البيت قم/ايران.
- سورة الحجرات
- فضل سورة الحجرات - سطور
- فضل سورة الحجرات - مقال
- حديث من يرد الله به خيرا يصب منه
- شرح حديث من يرد الله به خيرا يصب منه
- من يرد الله به خيرا يصب من أجل
سورة الحجرات
وبذلك فقد حددت تلك الآية آداب التعامل مع رسول الله صل الله عليه وسلم بشكل عام في حياته وبعد مماته. وبذلك نصل إلى ختام مقال اليوم ويسعدنا مشاركتكم لنا في التعليقات أسفل المقال.
فضل سورة الحجرات - سطور
قال: فليبلغ الشاهد الغائب ".. أخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن درة بنت أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال: " خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله عز وجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ".. أخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بعبده خيراً جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبده شراً جعل فقره بين عينيه ".
فضل سورة الحجرات - مقال
كتاب التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور. كتاب جلاء العينين على تفسير الجلالين للإمامين الجليلين جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي. الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم لصفية عبد الرحمن السحيباني. كتاب أسباب نزول القرآن لأبي الحسن النيسابوري.
مقدّمة سورة الحجرات:
سورة الحجرات سورة مدنية كلها، ترتيبها التاسعة والأربعون في قائمة سور القرآن، آياتها 18، وتعنى بأدب العلاقات.
كذلك لا يُوْكل لشعور الفرد وجهده، كما لا يُترك لنظم الدولة وإجراءاتها. بل يلتقي فيه الأفراد بالدولة، والدولة بالأفراد، وتتلاقى واجباتهما ونشاطهما في تعاون واتساق. فضل سورة الحجرات - مقال. هو عالم له أدب مع الله، ومع رسول الله، يتمثل هذا الأدب في إدراك حدود العبد أمام الرب، والرسول الذي يبلغ عن الرب. انتهى كلام سيد. وعلى الجملة، فإن السورة ابتدأت بالأدب الرفيع الذي أدب الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله، وهو ألا يبرموا أمراً، أو يبدوا رأياً، أو يقضوا حكماً في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يستشيروه، ويستمسكوا بإرشاداته الحكيمة. ثم انتقلت إلى أدب آخر، وهو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ تعظيماً لقدره الشريف، واحتراماً لمقامه السامي الرفيع، فإنه ليس كعامة الناس، بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب مع التوقير والتعظيم والتبجيل. ثم انتقلت السورة إلى تقرير دعائم المجتمع الفاضل، فأمرت المؤمنين بعدم السماع للإشاعات، وأمرت بالتثبت من الأنباء والأخبار، ولاسيما إن كان الخبر صادراً عن شخص غير عدل، أو شخص متهم، فكم من كلمة نقلها فاجر فاسق، سببت كارثة من الكوارث، وكم من خبر لم يتثبت منه سامعه، جر وبالاً عظيماً، وأحدث انقساماً كبيراً.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 19/11/2019 ميلادي - 22/3/1441 هجري
الزيارات: 58070
شرح حديث: من يرد الله به خيرًا يصب منه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» [1] ؛ رواه البخاري. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
قوله «يُصب»: قُرئت بوجهين: بفتح الصاد: ( يُصَب)، وكسرها: ( يُصِب)، وكلاهما صحيح. أما «يصِب منه»، فالمعنى: أن الله يقدر عليه المصائب حتى يَبتليه بها: أيَصبر أم يضجر. وأما «يُصَب منه»، فهي أعم؛ أي: يصاب من الله ومن غيره. ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أن المراد: مَن يرد الله به خيرًا فيصبر ويحتسب، فيصيب الله منه حتى يَبْلُوَه. أما إذا لم يصبر، فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خيرٌ، ولم يُرد الله به خيرًا. فالكفار يصابون بمصائب كثيرة، ومع هذا يَبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه، وهؤلاء بلا شك لم يُرِد بهم خيرًا. لكن المراد: من يرد الله به خيرًا فيصيب منه، فيصبر على هذه المصائب، فإن ذلك من الخير له؛ لأنه سبق أن المصائب يُكفِّر الله بها الذنوب ويَحُطُّ بها الخطايا، ومن المعلوم أن تكفير الذنوب والسيئات وحَطَّ الخطايا، لا شك أنه خير للإنسان؛ لأن المصائب غاية ما فيها أنها مصائب دنيوية تزول بالأيام، كلما مضت الأيام خَفَّت عليك المصيبة، لكن عذاب الآخرة باق - والعياذ بالله - فإذا كَفَّر الله عنك بهذه المصائب، صار ذلك خيرًا لك.
حديث من يرد الله به خيرا يصب منه
قال بعض العارفين: ورود الفاقات أعياد المريدين، فإن كانت مصائبه في المال و الجسم و بتسلط الناس عليه ظلماً ليحمد الله كلما زادت عليه المصائب و لا يتسخط على الله لأن هذه و إن كانت في الدنيا و يتأذى بها و يتألم لكنَّ هذا عند الله رفعة له و علو درجات، كم من أنبياء قتلتهم بنو إسرائيل، و الأنبياء هم أفضل خلق الله ليسوا هينين على الله بل هم كرماء على الله تعالى و مع ذلك الله تبارك و تعالى يبتليهم مع أنهم كرماء على الله.
شرح حديث من يرد الله به خيرا يصب منه
أخرجه الطيالسي.
من يرد الله به خيرا يصب من أجل
وسيأتي في الباب الذي بعده من حديث ابن مسعود ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه وظاهره تعميم جميع الذنوب ، لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر ، للحديث الذي تقدم التنبيه عليه في أوائل الصلاة الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ، ما اجتنبت الكبائر فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا المقيد ، ويحتمل أن يكون معنى الأحاديث التي ظاهرها التعميم أن المذكورات صالحة لتكفير الذنوب ، فيكفر الله بها ما شاء من الذنوب ، ويكون كثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته. ثم المراد بتكفير الذنب ستره أو محو أثره المترتب عليه من استحقاق العقوبة. وقد استدل به على أن مجرد حصول المرض أو غيره مما ذكر يترتب عليه التكفير المذكور سواء انضم إلى ذلك صبر المصاب أم لا ، وأبى ذلك قوم كالقرطبي في " المفهم " فقال: محل ذلك إذا صبر المصاب واحتسب وقال ما أمر الله به في قوله - تعالى -: الذين إذا أصابتهم مصيبة الآية ، فحينئذ يصل إلى ما وعد الله ورسوله به من ذلك. وتعقب بأنه لم يأت على دعواه بدليل ، وأن في تعبيره بقوله: " بما أمر الله " نظرا إذ لم يقع هنا صيغة أمر. وأجيب عن هذا بأنه وإن لم يقع التصريح بالأمر فسياقه يقتضي الحث عليه والطلب له ، ففيه معنى الأمر.
ويكون الجواب هو
وبعضهم ضبطها يُصَب منه، ومعنى ذلك: أن من أراد الله به خيراً في الدنيا وفي الآخرة برفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات، وتعظيم الأجور فإنه يرسل إليه ألوان المكاره، فيصب منه في نفسه بالأوجاع والأمراض والهموم والأمور المؤلمة المتنوعة التي يسوقها الله إليه مما يكدر خاطره. ولربما كان ذلك في ماله، ولربما كان ذلك في ولده، أو في من يحب، كل هذه الأمور يسوقها الله للمؤمن ليكون ذلك خيراً له، وإذا استشعر المؤمن هذا المعنى -أن ذلك لإرادة الخير به- فإنه لا مجال للحزن والحسرات التي تنتاب الكثيرين على ما فاتهم من هذه الحياة الدنيا، وما يقع لهم فيها من الأمور المشوِّشة، ومن الأمور المؤلمة، فإن ذلك يكون خيراً لهم، فالله إنما أراد بهم خيراً