ويرى الأصوليون أن هذه العلاقاتِ تحتاج إلى القرينة التي ينصبها المتكلم كعلامة صارفة عن المعنى الحقيقي، أو عن المنطق اللغوي الأصلي [5] ، فمثلاً إذا أطلقنا: ( السليم) ينتقل الفهم إلى الذي لدَغه عقرب، لكن لا يفهم ذلك إلا بقرينة أو سياق، كأن يقال: يتململ تململ السليم. فعن طريق هذه القرائن والعلاقات الهادية إلى المعنى المراد أو المعنى المجازي يتم الانتقال بالذهن إلى الأمرِ المجهول من الأمر المعلوم، فإذا قرأت: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾ [يوسف: 82] ينتقل الذهنُ بسبب الوضع إلى معنى القرية وإلى معنى العِير، ثم بواسطة استحالة تعلق السؤال بالقرية أو العير ينتقل إلى ( أهلها) - انتقالاً عقليًّا - وكذا في سائر أنواع المجازات ينتقل العقلُ من اللفظ المعروف بالقرينة إلى المعنى المراد انتقالين: أحدهما: وَضْعي، وثانيهما: عَقْلي. ثبوت المجاز:
للعلماء في اشتمال اللغة على المجاز آراءٌ في وقوعه وعدمه، ومن ثم فقد اختلفوا في وقوعِه في القرآن الكريم، فنفاه قوم، وأثبَته آخرون، وقد نتج هذا الاختلاف من أن المسلمين يعتقدون أن الوحيَ الإلهي كله حقٌّ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3]؛ فالخبر الوارد في نصوص الشرع مطابِق للواقع في تعبيره قطعًا، وألفاظه موضوعة لتُفيد المعاني المتبادرة للفهم لتصدق لغة الإخبار في الواقع [6] ، وإلا كانت كاذبة؛ فها هنا ارتبط الصدقُ والكذب بوضع اللفظ لِما هو له.
- المجاز المرسل: تعريفه، أقسامه. درس مفصل ومعمق
- أقسام المجاز وأحكامه وعلامات الحقيقة والمجاز
- علاقات المجاز المرسل | المرسال
- سيرة الصحابي الجليل محمد بن مسلمة | المرسال
المجاز المرسل: تعريفه، أقسامه. درس مفصل ومعمق
تعريف المجاز:
المجاز لغة: مأخوذ من جاز، يجوز، جوزًا، وجوازًا، يقال: جاز المكان، إذا سار فيه، وأجازه: قطَعه، يقال: جاز البحر: إذا سلَكه وسار فيه حتى قطَعه وتعدَّاه. ويقال: أجاز الشيء؛ أي: أنفَذه، ومنه: إجازة العقد: إذا جعل جائزًا نافذًا ماضيًا على الصحة. وجاوزت الشيء وتجاوزته: تعدَّيته، وتجاوزت عن المسيء: عفوتُ عنه وصفحت، قال ابن فارس: ( جوز) الجيم والواو والزاء أصلانِ: أحدهما: قطعُ الشيء، والآخر: وسط الشيء؛ فأما الوسط، فجَوْز كل شيء وسَطه... ، والأصل الآخر: جُزت الموضع، سِرْت فيه، وأجزته: خلَّفته وقطعتُه، وأجزته أنفذته [1]. فنقل اللفظ من حقيقته إلى كلمة أخرى؛ لأنهم جازوا به موضعَه الحقيقيَّ الأول إلى موضعه الثاني، فكأنه مسلَك ووسيلة الانتقال من المعنى الحقيقيِّ إلى الخيالي، (فكل كلمةٍ أريد بها غيرُ ما وقَعَت له في وضعِ واضعها، لملاحظة بين الثاني والأول، فهي مجاز... ما هو المجاز اللغوي. ) [2]. أما في اصطلاح الأصوليين: فقد عرف المجاز بأنه: (اسم لِما أريد به غيرُ ما وُضِع له لمناسبةٍ بينهما) [3] ، أن تكون هناك علاقةٌ بين اللفظ الموضوع له والمستعمل فيه، فيخرج من المجاز ما لا مناسبةَ بينهما. ومن أشهر علاقات المجاز ما يلي:
1- علاقة السببية: وتتمثل في إطلاقِ اسم السبب؛ أي: العلَّة على المعلول؛ كالتعبير عن القدرة أو النعمة باليد التي هي سببٌ فيهما.
أقسام المجاز وأحكامه وعلامات الحقيقة والمجاز
* قال تعالى: (إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون) المجاز في كلمة: ميتٌ ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون. ** في الجدول المرفق بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي:
(1) شَرِبْتُ ماءَ النِّيل. (2) ألقَى الخطيب كلمة كان لها كبيرُ الأَثر. (3) واسْأَل القَرْيَةَ التي كُنَّا فيها. (4) يَلْبَسُ المصريون القطنَ الذي تُنتِجُهُ بلادُهـم. (5) قال الشاعر:
والأَعْوَجِيَّةُ مِلءَ الطرْقِ خَلْفَهُمُ ** وَالمْشرَفِيةُ مِلءَ الْيَوْم فَوْقَهُمُ
(6) سأُوقد ناراً. الإجابة
م المعنى المراد نوعه علاقته
1. ماءَ النيل يرادُ بعضُ مائه مجاز مرسل الكلية
2. الكلمة يراد بها كلام مجاز مرسل الجزئية
3. القرية يراد بها أهلها مجاز مرسل المحلية
4. القطن يراد به نسيجٌ كان قطناً مجاز مرسل اعتبار ما كان
5. ملءَ اليوم يراد به ملء الفضاء الذي يشرق عليه النهار مجاز مرسل الحالِّية
6. نارًا يراد به حطب يئول إلى نار مجاز مرسل اعتبار ما يكون
* نشاط:
بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي:
1/ قال تعالى: (.. ما هو المجاز في اللغة. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.. ) (إبراهيم: من الآية37).
علاقات المجاز المرسل | المرسال
فمن شرفة القلب، إلى باب يرتدي بزة كالإنسان، بابٍ له روح، كالطريق الذي له أبناؤه. وحتى الفرح يستحيل مًطرًا " ثم أمطرُ من فرحي "
أشدّ الرحال إليك كليل
يشد الرحال لبحر الظلام ِ
وفيك أمدّ يدًا لي كمعنىً
يحاول كينونة في الكلام ِ
فأينك لست هنا أو هناك
كأني خيالٌ، ومحض منام ِ
ومن يتأملْ المقطع التالي من القصيدة، يدركْ بيسر اكتظاظه بالمجاز، فالحديقة فيه ليست حديقة حقيقية، بدليل أنّ المرأة التي يخاطبها المتكلم العاشق تعيد جمع ما تفرق من الأغاني، وتزْرعها في الأرض مثلما يزرع الفلاح الفسائل، والأشتال بعد اقتلاعها من الحياض. كذلك القلب يرفرف، والعزْقُ هنا استعمال مجازي بلا ريب، لأنّ الأغاني نبت يعزق من باب المجاز اللغوي، والأرض أم تبرّ، وتحنو، على هاتيك الأغاني. علاقات المجاز المرسل | المرسال. في الحديقة
كان يرفرفُ قلبي
حواليكِ من فرْطِ بهجته
بينما
تجمعين الأغاني التي
عزقت في الصدى
وتعيدينها من جديد إلى أمها الأرض دون أذى [2]
التعبير المجازي بالانجليزية
التعبير المجازي هو عمليّة استخدام كلمة أو جملة معيّنة في سياق غير سياقها الاعتيادي، ويستخدم عادة في اللغة لإضفاء نوع من الجمالية على النص. قد يكون لاستخدام التعابير المجازية عدّة أهداف تشمل: التأكيد، عذوبة التعبير، أو الوضوح؛ وعلى الرغم من أنّ الهدف الأخير لا ينطبق على جميع التعابير المجازية؛ نظرًا لأنّ أغلبيتها تحدث نوعًا من الغموض فيما يتعلّق بالمعنى الحقيقي والمجازي.
2- المسببية: وهو إطلاقُ اسم المسبب على السبب؛ كتسمية المرض المهلِك بـ: الموت، وقولهم: رعَيْنا الغيثَ؛ أي: الكلأَ المسبَّب عن الغيث. 3- المشابهة: وتتمثل في تسمية الشيء باسم ما يشابهه في الصفة؛ كإطلاق الأسدِ على الإنسان الشُّجَاع. 4- المضادة: كتسميةِ الصحراء المهلكة: المَفَازَة، والذي لدَغه عقرب بـ: السَّلِيم. أقسام المجاز وأحكامه وعلامات الحقيقة والمجاز. 5- الكلِّية: وهو إطلاق اسمِ الكل على الجزء؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ﴾ [البقرة: 19]؛ أي: أناملَهم. 6- الجزئية: وهو إطلاقُ الجزء على الكل؛ كإطلاق الرَّقَبة على العبد؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ [النساء: 92]، وكإطلاق القِيام على الصلاة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ﴾ [التوبة: 108]. 7- تسمية الشيء باعتبار ما كان عليه: كتسميةِ العتيق عبدًا، ويدخل فيه المشتقُّ بعد زوال المصدر؛ كإطلاق الضاربِ على مَن فرَغ مِن الضرب. 8- اعتبار ما سيكون: كتسميتهم العنبَ بالخمر؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 36]؛ أي عنبًا، فسمى العنب خمرًا باعتبار ما سيؤول إليه بعد عَصْرِه. 9- التعلُّق بين المصدر واسم المفعول واسم الفاعل: فاستعمال أحدِهما بمعنى الآخر نوعٌ من المجاز؛ فالأول: كإطلاقِ اسم الفاعل على اسم المفعول؛ كقوله تعالى: ﴿ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 6]؛ أي: مدفوق، ومنه قولهم: سرٌّ كاتم؛ أي: مكتوم، وعكسه؛ كقوله تعالى: ﴿ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45]؛ أي: ساترًا [4].
((محمد بن مَسْلَمَة بن سَلَمَة بن خالد بن عديّ بن مَجْدَعَةَ بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النّبيت بن مالك من الأوس)) الطبقات الكبير. ((محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مَجْدَعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسيّ الأنصاريّ الأوسيّ الحارثي)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((مَحَمّد بن مَسْلَمة بن خَالِد بن عَدِيّ بن مَجْدَعَةَ بن حَارِثَةَ بن الحَارِثِ بن الخَزْرج بن عَمْرو بن مَالِكِ بن الأَوْسِ)) أسد الغابة. ((أبو عبد الرحمن المدني، حليف بني عبد الأشهل. ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقديّ؛ وهو ممن سُمي في الجاهلية محمدًا. وقيل: يكنى أبا عبد الله؛ وأبا سعيد؛ والأول أكثر. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أمّه أمّ سهم، واسمها خُليدة بنت أبي عُبيد بن وهب بن لَوْذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج. )) ((كان لمحمّد بن مسلمة من الولد عشرة نفر وستّ نسوة: عبد الرحمن وبه كان يكنى، وأمّ عيسى، وأم الحارث وأمّهم أمّ عمرو بنت سلامة بن وقش بن زُغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وهي أخت سلمة بن سلامة، وعبد الله وأمّ أحمد وأمّهما عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر، وهو كعب بن الخزرج من الأوس، وسعد وجعفر وأمّ زيد وأمّهم قُتيلة بنت الحصين بن ضمضم من بني مرّة بن عوف من قيس عيلان، وعمر وأمّه زهراء بنت عمّار بن معمر من بني مرّة ثمّ من بني خصيلة من قيس عيلان، وأنس وعمرة وأمّهما من الأطباء بطن من بطون كلب، وقيس وزيد ومحمّد وأمّهم أمّ ولد، ومحمود لا عقب له، وحفصة، وأمّهما أمّ ولد. ))
سيرة الصحابي الجليل محمد بن مسلمة | المرسال
قتل عدو الله من أشهر مواقفه ما كان منه في قتل عدو الله كعب بن الأشرف الذي ساءته نتيجة الحرب بين المشركين والمسلمين في بدر، فنزل مكة، وجعل يحرض على المسلمين وينشد الأشعار ويبكي أصحاب القليب، الذين قتلوا ببدر، ويؤلب كفار قريش على الثأر، ثم رجع إلى المدينة فأخذ ينظم الأشعار تغزلا وتشببا بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟"، فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: أنا أقتله، قال: فافعل إن قدرت على ذلك.
قال: الحمد لله ، الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني. ابن عيينة ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبيه ، عن عباية بن رفاعة ، قال: بلغ عمر أن سعدا اتخذ قصرا ، وقال: انقطع الصويت. فأرسل عمر محمد بن مسلمة - وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه - فأتى الكوفة ، فقدح ، وأحرق الباب على سعد. فجاء سعدا ، فقال: إنه بلغ عمر أنك قلت: انقطع الصويت. فحلف أنه لم يقله. هشام ، عن ابن سيرين ، عن حذيفة ، قال: ما من أحد إلا وأنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تضره الفتنة. [ ص: 373] الفسوي في " تاريخه ": حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن موسى بن وردان ، عن أبيه ، عن جابر ، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام ، فبلغ رجلا شقيا من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة - جلوسه عن علي ومعاوية - فاقتحم عليه المنزل ، فقتله. فأرسل معاوية إلى كعب بن مالك: ما تقول في محمد بن مسلمة ؟. قال يحيى بن بكير ، وإبراهيم بن المنذر ، وابن نمير ، وشباب ، وجماعة: مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين. يزيد بن هارون: أخبرنا هشام ، عن الحسن: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أعطى محمد بن مسلمة سيفا ، فقال: قاتل به المشركين; فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض ، فاضرب به أحدا حتى تقطعه ، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية.