وإذا أقرَّ المسلمُ بنعم اللهِ أظهَر هذه النعمَ، تعظيمًا للمنعِم، شاكرًا حامدًا لا مُفاخِرًا ولا متكَبِّرًا: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى: 11]. وأمَّا مَنِ اغتَرَّ بنفسه وأُعجب بما وهَبَه اللهُ مِنَ النعمِ فنَسَبَها إلى نفسه فإن النعمة في حقه نقمة، والخير شر، والعافية بلاء، ففرعون قال: ( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي)[الزخرف: 51]، وكذلك قال قارون: ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)[القصص: 78]. خطبة: وما بكم من نعمة فمن الله. وأعظمُ الشكرِ المبادَرةُ إلى العبادة: ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ)[الزمر: 66]، والعبد مهما اجتهد، فلن يحيط أداءَ حقّ شكرِ النعمِ وحسبُه السعيُ إلى بلوغ مرضاة الله. ومن أسباب دوامِ النعم: دعاء الله ليُبقِيَها، قال صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذُ بك من زوال نعمَتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطك "(رواه مسلم). ومن شُكرِ النعم: حمدُ الله عليها، قال صلى الله عليه وسلم: " إن اللهَ ليرضَى عن العبد أن يأكلَ الأكلَةَ فيحمَده عليها، أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها "(رواه مسلم) كان صلى الله عليه وسلم إذا أوَى إلى فراشه يحمدُ ربَّه على النِّعَم، ويتذكَّرُ من حُرِمَها؛ فكان صلى الله عليه وسلم إذا أوَى إلى فراشِه، قال: " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافِيَ له ولا مُؤوِي "(رواه مسلم)، وكان يقول في صباحه ومسائه: " اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنك وحدَكَ لا شريكَ لك، فلك الحمدُ ولك الشُّكرُ "(رواه أبو داود).
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النحل - الآية 53
- خطبة: وما بكم من نعمة فمن الله
- مدرسة تحفيظ القرآن الكريم
- مدرسه تحفيظ القران الكريم الاهليه بالطائف
- مدرسة تحفيظ القران
- مدرسة تحفيظ القران الكريم يشتغل بدون
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النحل - الآية 53
والقصور والتقصير في باب النعم عمى في البصيرة ووسوسة من الشيطان: ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف: 17]. ويغفُل المسلمُ عن إدراك نِعَمِ اللهِ، بل ويزدريها حين ينظر إلى ما في أيدي الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم: " انظروا إلى مَنْ هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَنْ هو فوقَكم، فهو أجدرُ ألَّا تَزْدَرُوا نعمةَ اللهِ عليكم "(متفق عليه). وما أذنبَ عبدٌ ذنبًا إلا زالَت عنه نعمةٌ بحسب ذلك الذنبِ؛ قال ابنُ القيم: "المعاصِي نارُ النعَم تأكلُها كما تأكُلُ النارُ الحَطَبَ". وما بكم من نعمة فمن الله. إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَادِ *** فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
الحمد لله جلَّ في علاه، أحمده سبحانه وأشكره، على ما أنعَم به علينا وأسداه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسولُه ومجتباه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وَمَنْ والاه.
خطبة: وما بكم من نعمة فمن الله
المراجع ↑ سورة النحل، آية:53
↑ أبو البركات النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، صفحة 217. بتصرّف. ↑ الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 153. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية:18
↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، صفحة 4194. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية:67
↑ الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 154-155. بتصرّف. ↑ الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 160. بتصرّف.
الحمد لله، الذي خلَق فسوَّى، وقدَّر فهدى، أحمدُه سبحانه وأشكره على نِعَمِه التي لا تُحصى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العليُّ الأعلى، وأشهد أنَّ نبِيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي لا ينطق عن الهوى، إِنْ هو إلا وحيٌ يُوحَى، صلى الله عليه وعلى آلِه وأزواجه وصحبِه، السائرينَ على دربِ الفَلَاح والهدى. أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.
تأسست 1378 هـ 01- نبذة عن المدرسة 02- قامات مجتمعية بارزة 03- زيارات مسؤولي التعليم للمدرسة 04- كلمات مضيئة 05- للآباء كلمة 06- تكريم المدرسة 07- البرامج الكبرى 08- أنشطة المدرسة 09- مجلات المدرسة 10- الشراكة المجتمعية 11- تلاوات طلابية 12- مشاركات ومقاطع توعوية 13- الطلاب الخريجون 14- أخبار المدرسة 15- الطلاب المتفوقون 16- التقويم الدراسي 17- القبول والتسجيل 18- الخطط الفصلية الطلابية 19- الجدول الدراسي 20- جداول الاختبارات 21- الارشيف 22- تواصل معنا موقع المدرسة
© 2022 - مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى
مدرسة تحفيظ القرآن الكريم
مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالواصلي (qranwas)
Skip to content
مدرسه تحفيظ القران الكريم الاهليه بالطائف
قد يهمك أيضًا: القراءة السريعة والفهم
ويستطرد ويقول " بالرغم من أن مدارس تحفيظ القرآن تهتم كثيرًا بتحفيظه إلا أنني أتفق مع الكثير من منتقدي مدارس التحفيظ لعدم تركيزهم على التفسير بقدر تركيزهم على الحفظ ، فحفظ كتاب الله كاملاً خلال تسعة أعوام دراسية مهمة شبه مستحيلة؛ فما بالك بمطالبة الطالب بحفظها و تدبرها خلال نفس المدة بالإضافة إلى التركيز على مواده الدراسية الأخرى". ويقول أيضًا " أن الحل بيد وزارة التربية والتعليم؛ فبدلاً من أن يكون حفظ القرآن كاملاً خلال المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ومن ثم يتم تعليم الطالب القراءات في المرحلة الثانوية، لما لا يتم توزيع حفظ القرآن على 12سنة و تستبدل دراسة القراءات في المرحلة الثانوية بحصص تفسير يومية ابتداءً من المرحلة الابتدائية ". جدير بالذكر أن مدارس تحفيظ القرآن الكريم كثيرة، ويتم الإقبال عليها من جهة أولياء الأمور، إلا أن البعض يرى إنها تقسوا على الطلبة من كثرة الحفظ والتلاوة خلال سنوات الدراسة، وبذلك يرغبون في تحويل أبناءهم إلى المدارس العادية، وخاصة أن بعض المعلمين يطلبون النقل أيضًا من مدارس تحفيظ القرآن نظرًا لتدنى الطلبة في مستوى الحفظ والتلاوة والتجويد.
مدرسة تحفيظ القران
سائلين الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
مدرسة تحفيظ القران الكريم يشتغل بدون
التعريف بمدرسة أهل القرآن لتعليم القرآن الكريم
مدرسة قرآنية وقفية لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم والعلوم الدينية والدنيوية النافعة تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. تقع المدرسة في بلدة الجناة بوادي بني رواحة التابع لولاية سمائل (سلطنة عمان)، حيث تتكون مرافق المدرسة حاليا من تسعة فصول دراسية، وقاعتين متعددة الأغراض، ومكتبين إداريين، وسبع دورات مياه، ومستودع، بمساحة بناء إجمالية 680 مترا مربعا على أرض مساحتها 1079 مترا مربعا، وذلك عقب التوسعة الإضافية للمبنى التي تم الانتهاء منها في سبتمبر من عام 2017م. بدأ العمل في إنشاء المدرسة في أكتوبر 2010م وتم بحمد الله وتوفيقه وفضله افتتاحها في حفل بهيج تحت رعاية سعادة عبدالله بن حمود الندابي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل وبحضور اﻷهالي والمشايخ واﻷعيان من مختلف قرى ولايتي سمائل وإزكي وذلك مساء يوم الخميس 29 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 22 مارس 2012م. بعد الانتهاء من تشييد المشروع الوقفي لمدرسة القرآن الكريم ببلدة الجناة التابعة لولاية سمائل، وبعد أن تم تشغيله بعد موافقة الجهات المختصة، فإننا نهدف أن يكون هذا الصرح القرآني منبر خير لكل علم ديني ودنيوي نافع، فلقد بني وفق منظور وقفي يقتضي تعليم القرآن الكريم والعلوم الدينية والدنيوية النافعة لخاصة المسلمين وعامتهم.
ولا شك أنّ تحقيق هذه الأهداف النبيلة المرسومة لهذا المشروع لن تكون بالأمر السهل اليسير إذ لا بد من تعاون وتكاتف وصبر وتضحيات وخبرات، وعنصران مهمان أساسيان لا بد أن يكونا في الحسبان حتى يحقق الله لنا نشر الخير والتقوى من خلال هذه المدرسة وهما العنصر البشري المؤهل، والمورد المالي الكافي، وإننا على ثقة بالله كبيرة في أنّ هذين العنصرين وغيرهما سيتم توفيرها. وقد أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ـ حفظه الله ورعاه ـ في كلمة مسجلة بمناسبة افتتاح المدرسة بتأريخ 29 ربيع الثاني 1433هـ 22 مارس 2012م على أنّ هذا المشروع يعد من أهم المشاريع التي تعنى بتربية الأجيال الناشئة على الأخلاق الحميدة والمعتقدات النقية السليمة، فلا ريب أنّ القرآن الكريم مصدر كل فضيلة وينبوع كل معرفة، كما أشاد سماحته بجهود القائمين على هذا المشروع وحثّهم على بذل المزيد من الجهد، مؤكداً على أهمية تضافر كل أفراد المجتمع حتى تحقق هذه المدرسة القرآنية الإنجازات الكبيرة بما يخدم الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة. وعبر سماحته ـ حفظه الله ـ في كلمته التي دونها إبان زيارته المدرسة بتأريخ 14 شعبان 1433هـ 4 يوليو2012م عن بهجة نفسه لهذا المشروع، راجيا أن يتخرج منه حفظة كتاب الله، والعاملون به، داعيا الله العلي القدير أن يوفق القائمين على هذا المشروع لكل خير، وأن يجزيهم خير الجزاء.