لكنهم بينوا في جوابهم أنهم طلبوا نزول المائدة رغبةً في أن ينالوا البركة، ولحاجتهم إلى الطعام بعد أن ضيّق عليهم بنو ««إسرائيل»» في الرزق، وأيضاً لتزداد قلوبهم إيماناً بالله وتصديقاً بما جاءهم من الحق، وأيضاً ليكونوا شهوداً على صدق المعجزات التي جاءهم بها عيسى عليه السلام عند الذين لم يشهدوها. والحواريون بينوا لعيسى عليه السلام - كما حكى القرآن الكريم - أنهم لم يطلبوا نزول المائدة من السماء، لأنهم يشكون في قدرة الله، أو نبوة عيسى عليه السلام، بل طلبوا ذلك زيادةً في الإيمان، وطلباً لليقين. قال السدي: «أي نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيداً، نعظمه نحن ومن بعدنا». وقال سفيان الثوري: «يعني يوماً نصلي فيه». وقال قتادة: «أرادوا أن يكون لعقبهم من بعدهم». ربنا انزل علينا مائدة من السماء. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه: «عظة لنا ولمن بعدنا».
مائدة مباركة
قام عيسى عليه السلام إلى مصلّاه وتضرّع إلى الله في الدعاء أن يجابوا إلى ما طلبوا. قال تعالى «اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين» (سورة المائدة: الآية 114) ثم ختم سبحانه وتعالى حديثه عن هذه المائدة وما جرى بشأنها بين عيسى عليه السلام والحواريين بقوله: «قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين» (سورة المائدة: الآية 115) إن الله سبحانه وتعالى أنزل هذه المائدة عليهم إجابةً لدعاء رسوله عيسى عليه السلام، وأخبرهم أن من يكفر بعد نزولها، فإنه سوف يعذبه عذاباً شديداً.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 112
المصادر
1- اقرأ سوره المائده بتدبر ففيها القصه وسهلة الفهم
2- كتاب احمد بهجت قصص من القرأن الكريم
3- تفاسير القرطبي وابن كثير للقرأن الكريم
قصص من القرأن
– قصة الملكين هاروت وماروت
– قصة طالوت وجالوت
قصة مائدة عيسى عليه السلام - الكلم الطيب
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: ففيما أخبر الله تعالى عن الحواريِّين في قوله: ﴿ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِۖ ﴾ [المائدة: ١١٢] فإنَّ ما عليه الجمهورُ من المفسِّرين أنَّ الحواريين لم يحدث لهم شكٌّ في قدرة الله تعالى حتى يُعْذَروا، وإنما هو تلطُّفٌ في العبارة والسؤال وأدبٌ مع الله تعالى. ووجه تقدير سؤالهم على حالتين: الحالة الأولى: على قراءة عليٍّ وعائشة وابن عبَّاسٍ ومعاذ بن جبلٍ رضي الله عنهم ، وجماعةٍ من التابعين كمجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ وغيرهم: « هل تَستطيع » بالتاء، « ربَّك » بنصب « ربَّ » ، فيكون المعنى: هل تستطيع أن تدعوَ ربَّك وتسألَه أن يُنَزِّل مائدةً من السماء، وهي قراءة الكِسائيِّ، فلم يكن الحواريون شاكِّين أنَّ الله تعالى قادرٌ أن يُنَزِّل عليهم ذلك، وإنما قالوا ذلك لعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ( ١). الحالة الثانية: وعلى قراءة الباقين: « هل يَستطيع ربُّك » ، فإنَّ تقدير معنى السؤال: الفِعلُ والإجابةُ، وهذا مشهورٌ في كلام العرب، مثل قول الرجل لغيره: هل يستطيع فلانٌ أن يأتيَ أو يساعدني؟ وقد علمت أنه يستطيع، فيكون المعنى: هل يفعل ذلك؟ وهل يجيبني إلى ذلك؟ ( ٢).
وكان في المخطوطة: "يحمدوا ربهم" ، مضطربة الكتابة ، فأساء الناشر قراءتها ، وأبلغ في الإساءة حين غير الكلام على الوجه الذي نشره به. (29) في المطبوعة والمخطوطة: "إن عرضت به حاجة" ، وهو غير عربي ، عربيته ما أثبت (30) في المطبوعة: "فأنى ذلك من مسألة الآية" ، وفي المخطوطة: "فإن ذلك" وصواب ذلك ما أثبت. (31) في المطبوعة والمخطوطة: "فقد أنبأ هذا عن قيلهم" ، وهو خطأ محض ، مخل بالسياق. (32) ديوانه: 40 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 183 ، واللسان (ميد) ، وسيأتي في التفسير 12: 84 (بولاق) ، من رجز تمدح فيه بنفسه ، ومدح قومه تميما وسعدًا وخندفًا. ثم قبله في آخرها يذكر قومه: نَكْـفِي قُريشًـا مَـنْ سَـعَى بِالإفْسَـادْ مِـنْ كُـلِّ مَرْهُـوبِ الشِّـقَاقِ جَحَّـادْ ومُلْحِــدٍ خَــالَطَ أَمْــرَ الإلْحَــادْ وقوله: "نهدي" بالنون ، لا بالتاء كما في لسان العرب ، وكما كان في المطبوعة هنا. و "المترفون": المتنعمون المتوسعون في لذات الدنيا وشهواتها. و "الأنداد" جمع "ند" (بكسر النون) وهو هنا بمعنى "الضد" ، يقال للرجل إذا خالفك ، فأردت وجهًا تذهب إليه ، ونازعك في ضده: "هو ندى ، ونديدي". انزل علينا مائدة من السماء. ويأتي أيضًا بمعنى "المثل والشبيه".
شاهد أيضًا: هل يجوز مداعبة الزوجة اثناء الصيام
فضل صيام الاثنين والخميس
الصيام بشكلٍ عام من أهم العبادات التي تُقرب العبد من ربه، فعندما سأل الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل عند الله قال: (قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه) [5] ، كما قال صلى الله عليه وسلم:(إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ)[6]، وللصيام بشكلٍ عام فضائل عدة نذكر منها [9]:
أعد الله لأهل الصيام بابًا في الجنة لا يدخله سواهم وهو باب الريان. أنّ من صام يومًا في سبيل الله أبعد الله عن وجهه النار سبعين عامًا. يقي من دخول من النار. يكفر الخطايا. ما هو اجر صيام الاثنين والخميس - إسألنا. يشفع لصاحبه يوم القيامة. شاهد أيضًا: حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع
حديث عن صيام يوم الاثنين والخميس
وقد ورد حديث عن صيام يومي الاثنين والخميس، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم يومي الاثنين والخميس وعندما ساُل عن السبب قال صلى الله عليه: (تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ و الخميسِ، فيغفرُ اللهُ عزَّ وجلَّ لِكلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانَ بينَه وبينَ أخيهِ شحناء، فيقول: أنظروا هذينِ حتَّى يصطلحا، أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا ،أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا) [7] ، لذلك ينبغي على المسلم صيام يومي الاثنين والخميس ليعرض عمله على الله على وجهٍ حسن [8].
ما هو اجر صيام الاثنين والخميس - إسألنا
من هو النبي الذي يصوم الاثنين والخميس؟، الصيام عبادة عظيمة تُعلم صاحبها العديد من القيم كما تُعدّ من العبادات التي تُقرب العبد من ربه، وهذه العبادة لا تقتصر على شهر رمضان المبارك الذي يُعدّ صيامه واجبًًا، فهناك صيام التطوع كصيام الأيام البيض وعاشوراء ويوم عرفة وست من شوال وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، ومقال محتويات اليوم سيجيب على سؤال من هو النبي الذي يصوم الاثنين والخميس؟. من هو النبي الذي يصوم الاثنين والخميس؟
ثبت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وقال في فضل صيامهما:(تُعرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ فأحبُّ أن يُعرَضَ عملي وأنا صائمٌ) [1] ، بمعنى أنّ الرسول عليه الصلاةُ والسّلام برر صيام يومي الاثنين والخميس دون أيام الأسبوع بأنّ الأعمال تُعرض على الله في هذين اليومين ويُحب أنّ يعرض عمله على الله وهو صائم [2]. أما عن أجر صيام يومي الاثنين والخميس فإنّ أجر الصيام بصفة عامة هو أمر لا يعلمه إلا الله ففي الحديث القدسي يقول عز وجل:(يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه) [3] [4].
وذهب المالكية إلى أنه يشترط في نية صوم التطوع التبييت كالفرض. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ». فلا تكفي النية بعد الفجر، لأن النية القصد، وقصد الماضي محال عقلا. وبناء عليه فصومك ليوم الإثنين مجزئ عند الجمهور. وليس من شك في أن الأفضل صيام الخميس والإثنين معا لما ثبت من الترغيب في صيامهما، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم سبب اختيار صيام هذين اليومين دون باقي أيام الأسبوع بأن الأعمال تعرض فيهما على الله عز وجل، ويحب أن يعرض عمله وهو صائم، فقد روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم » (والحديث صححه الألباني رحمه الله تعالى). وفي عون المعبود: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ لِأَنَّهُمَا يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ. لكن لو أنك صمت يوم الإثنين فقط وتركت يوم الخميس عمدا من غير عذر فقد فاتك ثواب صيام الخميس، ولا إثم عليك فيه، لأن الإثم إنما يكون بترك واجب أو بفعل محرم، والمرجو أنك ستثاب بصوم يوم الإثنين، فصيام كل من اليومين عبادة مستقلة.