( 2)
وكيفما كانَ سواءٌ قلنا بأنّ الولايةَ شرطُ الصحّةِ أم شرطُ القبولِ، فإنّ أعمالَ المخالفينَ غيرُ مقبولةٍ، والرّواياتُ بذلكَ مُتواترةٌ ، وإليكَ بعضَها:
1ـ روى الصّدوقُ وغيرُه بالإسنادِ عن أبي حمزةَ الثّمالي قالَ: قالَ لنا عليٌّ بنُ الحسين عليهما السّلام: أيُّ البقاعِ أفضل ؟ فقلنا: اللهُ ورسولهُ وإبنُ رسولِه أعلم ، فقالَ: أمّا أفضلُ البقاعِ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ، ولو أنَّ رجلاً عمّرَ ما عمّرَ نوحٌ عليه السّلام في قومِه – ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عاماً – يصومُ النّهارَ ويقومُ اللّيلَ في ذلكَ المكانِ ثمَّ لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ بغيرِ ولايتِنا لم ينفعهُ ذلكَ شيئاً. ( 3)
2ـ روى الكُلينيّ بالإسنادِ عَن حفصٍ بنِ غياث قالَ سمعتُ أبا عبدِ اللهِ يقولُ: إن قدرتَ أن لا تُعرفَ فافعَل وما عليكَ ألّا يُثنيَ عليكَ النّاسُ وما عليكَ أن تكونَ مذموماً عندَ النّاسِ إذا كنتَ محموداً عندَ اللهِ ، ثمَّ قال: قالَ أبي عليٌّ بنُ أبي طالب ( عليه السّلام): لا خيرَ في العيشِ إلّا لرجلينِ رجلٌ يزدادُ كلَّ يومٍ خيراً ورجلٌ يتداركُ منيّتَه بالتوبةِ وأنّى لهُ بالتّوبةِ واللهِ لو سجدَ حتّى ينقطعَ عُنقه ما قبلَ اللهُ تباركَ وتعالى منهُ إلّا بولايتِنا أهلَ البيت.
من اعمال علي بن ابي طالب Video
ان الله يقذف الحب في قلوبنا فلا تسأل محب لماذا احببت من القائل، قائل هذه العبارة هو علي بن أبي طالب وهو أحد الخلفاء الراشدين وهو أحد المبشرين بالجنة وأحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن الحب في الله من الأمور التي تقرب العبد الى ربه في مختلف الأوقات، كما انه من الاشياء التي تظل صاحبها يوم القيامة كما أن علي بن أبي طالب من الصحابة الكرام والذين لهم الاعمال الدينيه المختلفه والتي نالت إعجاب المسلمين في مختلف المناطق والأماكن المختلفة، وكما اخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن هناك سبعة يظلهم الله في ظله يوم القيامة. علي بن أبي طالب له العديد كن العبارات والجمل المميزة التي قالها ولها تأثير كبير في نفوس المسلمين حتى الوقت الحاضر ويعتبر من الصحابة الكرام والي له العديد من الأعمال الدينية الي قام بها خالصة لوجه الله تعالى كما أن علي بن ابي طالب احد المبشرين بالجنه وله العديد من الأقاويل والكلمات المميزة والتي أثرت في النفوس الاسلاميه، تم إطلاق العديد من الألقاب على علي بن أبي طالب من النبي محمد وصحابته الكرام والتي من بينها أمير المؤمنين وأبو تراب والذى كرم الله تعالى وجهه لأنه لم ينظر الى النساء طوال حياته وهو من الصحابة المبشرين بالجنة.
من اعمال علي بن ابي طالب رضي الله عنه
( 11)
10- وروى الصّدوقُ بالإسنادِ عَن المُعلّى بنِ خُنيس قالَ: قالَ أبو عبدِ اللهِ عليه السّلام يا مُعلّى ، لو أنَّ عبداً عبدَ اللهَ مئةَ عامٍ بينَ الرّكنِ والمقامِ يصومُ نهاراً ويقومُ ليلاً حتّى يسقطَ حاجباهُ على عينيهِ وتلتقي تراقيهِ هوماً [هَرَماً] ، جاهلاً بحقِّنا لم يكُن له ثواب. ( 12)
11ـ وروى الصّدوقُ بسندِه عَن غياثٍ بنِ إبراهيم ، عن الصّادقِ جعفرٍ بنِ محمّد ، عن أبيهِ ، عن آبائِه ( عليهم السّلام) ، قالَ: قالَ أميرُ المؤمنينَ ( عليه السّلام): أيُّها النّاسُ ، دينَكم دينَكم ، تمسّكوا به ، لا يزيلُكم أحدٌ عنهُ ، لأنَّ السيّئةَ فيهِ خيرٌ منَ الحسنةِ في غيرِه ، لأنَّ السيّئةَ فيهِ تُغفَر ، والحسنةَ في غيرِه لا تُقبَل. من اعمال علي بن ابي طالب - موسوعة حلولي. ( 13)
وغيرُها منَ الرّواياتِ الكثيرةِ التي جمعَ قسماً منها الحرُّ العاملي في وسائلِ الشّيعة، ج 1 ، في البابِ 29 من أبوابِ مقدّمةِ العباداتِ، والميرزا النوري في مُستدركِ الوسائلِ، ج 1 ، البابُ 27 مِن أبوابِ مقدّمةِ العباداتِ، والبروجردي في جامعِ أحاديثِ الشّيعة، ج 1 ، البابُ 19 من أبوابِ مُقدّمةِ العبادات. )
من اعمال علي بن ابي طالب مع النجاشي
لا خلافَ بينَ علمائِنا أنّ الأعمالَ لا تقبلُ ممَّن لا يقرّ بولايةِ أهلِ البيتِ (ع)، كما وردَ ذلكَ في الرّواياتِ المُتواترةِ عَن أهلِ البيتِ (ع). من اعمال علي بن ابي طالب عليه السلام. فالذينَ لا يعتقدونَ بولايةِ الأئمّةِ (ع) لا يترتّبُ على أعمالِهم ثوابٌ وجزاءٌ، ولا يحصلُ بها القربُ منَ اللهِ تعالى. بل ذهبَ المشهورُ ( 1) مِن علمائِنا إلى أبعدَ مِن ذلك، وقالوا بأنّ الولايةَ شرطٌ لصحّةِ الأعمالِ أيضاً، وأنّ أعمالَ المُخالفين مُضافاً إلى أنّها غيرُ مقبولةٍ، فهيَ غيرُ صحيحةٍ أيضاً. وذهبَ بعضُ علمائِنا أنّ الولايةَ شرطٌ لقبولِ الأعمالِ لا لصحّةِ الأعمالِ، وعليه: فتكونُ أعمالُ المخالفينَ صحيحةً إذا أتوا بها صحيحةً على طبقِ مذهبِهم، إلّا أنّها غيرُ مقبولةٍ عندَ الله، ولا يترتّبُ عليها الثوابُ والأجرُ والنّجاة.
من اعمال علي بن ابي طالب عليه السلام
( 2)
وكيفما كانَ سواءٌ قلنا بأنّ الولايةَ شرطُ الصحّةِ أم شرطُ القبولِ، فإنّ أعمالَ المخالفينَ غيرُ مقبولةٍ، والرّواياتُ بذلكَ مُتواترةٌ ، وإليكَ بعضَها:
1ـ روى الصّدوقُ وغيرُه بالإسنادِ عن أبي حمزةَ الثّمالي قالَ: قالَ لنا عليٌّ بنُ الحسين عليهما السّلام: أيُّ البقاعِ أفضل ؟ فقلنا: اللهُ ورسولهُ وإبنُ رسولِه أعلم ، فقالَ: أمّا أفضلُ البقاعِ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ، ولو أنَّ رجلاً عمّرَ ما عمّرَ نوحٌ عليه السّلام في قومِه - ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عاماً - يصومُ النّهارَ ويقومُ اللّيلَ في ذلكَ المكانِ ثمَّ لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ بغيرِ ولايتِنا لم ينفعهُ ذلكَ شيئاً. ( 3)
2ـ روى الكُلينيّ بالإسنادِ عَن حفصٍ بنِ غياث قالَ سمعتُ أبا عبدِ اللهِ يقولُ: إن قدرتَ أن لا تُعرفَ فافعَل وما عليكَ ألّا يُثنيَ عليكَ النّاسُ وما عليكَ أن تكونَ مذموماً عندَ النّاسِ إذا كنتَ محموداً عندَ اللهِ ، ثمَّ قال: قالَ أبي عليٌّ بنُ أبي طالب ( عليه السّلام): لا خيرَ في العيشِ إلّا لرجلينِ رجلٌ يزدادُ كلَّ يومٍ خيراً ورجلٌ يتداركُ منيّتَه بالتوبةِ وأنّى لهُ بالتّوبةِ واللهِ لو سجدَ حتّى ينقطعَ عُنقه ما قبلَ اللهُ تباركَ وتعالى منهُ إلّا بولايتِنا أهلَ البيت.
( 4)
3ـ وروى الخزّارُ القمّي بالإسنادِ عن أبي هريرةَ عنِ النّبي (ص) - في حديثِ النصِّ على أسماءِ الأئمّةِ الإثني عشر – قالَ: والذي نفسُ محمّدٍ بيدِه لو أنَّ رجلاً عبدَ اللهَ ألفَ عامٍ ثمَّ ألفَ عامٍ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ثمَّ أتى جاحداً بولايتِهم لأكبّهُ اللهُ في النّارِ كائناً ما كان. ( 5)
4ـ وروى الكُليني بالإسنادِ عَن محمّدٍ بنِ مسلم ، قالَ: سمعتُ أبا جعفرٍ ( عليه السّلام) يقولُ: كلُّ مَن دانَ اللهَ عزَّ وجلَّ بعبادةٍ يُجهدُ فيها نفسَه ، ولا إمامَ لهُ منَ اللهِ ، فسعيُه غيرُ مقبولٍ ، وهوَ ضالٌّ متحيّرٌ ، واللهُ شانئٌ لأعمالِه - إلى أن قالَ - وإن ماتَ على هذهِ الحالِ ماتَ ميتةَ كفرٍ ونفاق ، واعلم يا محمّد أنَّ أئمّةَ الجورِ وأتباعَهم لمعزولونَ عن دينِ الله ، قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالُهم التي يعملونَها كرمادٍ إشتدَّت بهِ الرّيحُ في يومٍ عاصفٍ ، لا يقدرونَ ممّا كسبوا على شيءٍ ذلكَ هوَ الضّلالُ البعيد.
قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير [ ص: 90] قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم المعنى: ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا ، بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك ، وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم. يقال: رضي يرضى رضا ورضا ورضوانا ورضوانا ومرضاة ، وهو من ذوات الواو ، ويقال في التثنية: رضوان ، وحكى الكسائي: رضيان. وحكي رضاء ممدود ، وكأنه مصدر راضى يراضي مراضاة ورضاء. تتبع منصوب بأن ولكنها لا تظهر مع حتى ، قاله الخليل. وذلك أن حتى خافضة للاسم ، كقوله: حتى مطلع الفجر وما يعمل في الاسم لا يعمل في الفعل ألبتة ، وما يخفض اسما لا ينصب شيئا. وقال النحاس: تتبع منصوب بحتى ، وحتى بدل من أن. جريدة الرياض | ".. حتى تتبع ملتهم". والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه وعلى ألسنة رسله. فكانت الملة والشريعة سواء ، فأما الدين فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة ، فإن الملة والشريعة ما دعا الله عباده إلى فعله ، والدين ما فعله العباد عن أمره.
تأملات في قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى}
فوعظه الله أن يفعل ذلك، وعلمه الحجة الفاصلة بينهم فيما ادعى كل فريق منهم. تأملات في قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى}. تفسير القرطبي وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى
قوله تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} المعنى: ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا، بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك، وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم، والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه وعلى ألسنة رسله. فكانت الملة والشريعة سواء، فأما الدين فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين ما فعله العباد عن أمره. الثانية: تمسك بهذه الآية جماعة من العلماء منهم أبو حنيفة و الشافعي وداود و أحمد بن حنبل على أن الكفر كله ملة واحدة، لقوله تعالى { مِلَّتَهُمْ} فوحد الملة، وبقوله تعالى { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين ِ} [الكافرون:6]، وبقوله عليه السلام: «« لا يتوارث أهل ملتين »» على أن المراد به الإسلام والكفر، بدليل قوله عليه السلام: «« لا يرث المسلم الكافر »».
جريدة الرياض | ".. حتى تتبع ملتهم"
وقوله تعالى: {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَآءَهُمْ} إشارة من الله سبحانه وتعالى إلى أن ملة اليهود وملة النصارى أهواء بشرية.. والأهواء جمع هوى.. والهوى هو ما تريده النفس باطلا بعيدا عن الحق.. لذلك يقول الله جل جلاله: {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الذي جَآءَكَ مِنَ العلم مَا لَكَ مِنَ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}. والله تبارك وتعالى يقول لرسوله لو اتبعت الطريق المعوج المليء بالشهوات بغير حق.. سواء كان طريق اليهود أو طريق النصارى بعدما جاءك من الله من الهدى فليس لك من الله من ولي يتولى أمرك ويحفظك ولا نصير ينصرك. وهذا الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن نقف معه وقفة لنتأمل كيف يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه.. فالله حين يوجه هذا الخطاب لمحمد عليه الصلاة والسلام.. فالمراد به أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتباع رسول الله الذين سيأتون من بعده.. وهم الذين يمكن أن تميل قلوبهم إلى اليهود والنصارى.. أما الرسول فقد عصمه الله من أن يتبعهم. والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعلم يقينا أن ما لم يقبله من رسوله عليه الصلاة والسلام.. لا يمكن أن يقبله من أحد من أمته مهما علا شأنه.. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم - الجزء رقم1. وذلك حتى لا يأتي بعد رسول الله من يدعي العلم.. ويقول نتبع ملة اليهود أو النصارى لنجذبهم إلينا.. نقول له لا ما لم يقبله الله من حبيبه ورسوله لا يقبله من أحد.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أوضح محمد العيسى، أمين رابطة العالم الإسلامي، المقصود من الآية القرآنية "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.. " لافتا إلى أن هناك من يفهم خطأ هذه الآية، الأمر الذي اثار تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين تلاها تعقيب من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء. معالي أمين #رابطة_العالم_الإسلامي الشيخ د.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم - الجزء رقم1
وإنما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى هدى الله وبيانه، لأن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى، وبيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وأن المكذب به من أهل النار دون المصدق به. القول في تأويل قوله تعالى: { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}. يعني جل ثناؤه بقوله: { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ} يا محمد هوى هؤلاء اليهود والنصارى ، فيما يرضيهم عنك من تهود وتنصر، فصرت من ذلك إلى إرضائهم، ووافقت فيه محبتهم من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربهم، ومن بعد الذي اقتصصت عليك من نبئهم في هذه السورة، { مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ}. يعني بذلك: ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك ، وقيم يقوم به ، ولا نصير ينصرك من الله ، فيدفع عنك ما ينزل بك من عقوبته ، ويمنعك من ذلك أن أحل بك ذلك ربك. وقد بينا معنى الولي والنصير فيما مضى قبل. وقد قيل إن الله تعالى ذكره أنزل هذه الاية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم; لأن اليهود والنصارى دعته إلى أديانها، وقال كل حزب منهم: إن الهدى هو ما نحن عليه دون ما عليه غيرنا من سائر الملل.
ومن هنا ينبع سوء الفهم واضطراب الأفكار وتوتر المشاعر الذي يقود إلى معارك طاحنة تشوه رسالة الإسلام وطبيعة الدين، وتضر بالاجتماع الإنساني وبماء الهوية الوطنية الجامعة التي يجب أن تتسع لكل أبناء الوطن. فعادة المتعصبين والمُحرضين يحرصون على حشد وتجميع الآيات القرآنية التي تشرح الحقائق النفسية والعقائدية المُتعلقة بالأخر المخالف، ويتغافلون عن بسط وشرح الآيات التي تتحدث عن حقوق الأخر المخالف ووجوب البر والقسط والرحمة به، واحترام حقه في الحياة بكرامة، وحرية اختياره لدينه ومذهبه، ومن خلال هذا الحشد المتعمد للصنف الأول والثانى من الآيات ينطلقون نحو بث روح الطائفية والانقسام في المجتمعات باسم القرآن والدين، وهذا خطر كبير.