وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 48
2017-08-16, 04:06 AM #1 تطبيق على شرعة ومنهاجًا في قوله تعالى:(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا)
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ذكر أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية ماقاله المبرد في تفسيره للفرق بين الشرعة والمنهاج، فقال:"فعطف منهاجًا على شرعة لأن الشرعة لأول الشيء والمنهاج لمعظمه ومتسعه، واستشهد على ذلك بقولهم شرع فلان في كذا إذا ابتدأه، وأنهج البلى في الثوب إذا اتسع فيه. " ص 22
وتحليل كلمة نهج على الأساس الذي ذكرته من قبل سيكون معناه:
نهج=نأى+أج=بعد+شد ة
أو: نأى+تأخر
وفي اللسان بالبحث عن معنى يوافق ماسبق:
نهج:وأَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت عليها حتى انْبَهَرَتْ. وفي حديث قُدومِ المُسْتَضعَفِين َ بمكة: فنَهِجَ بين يَدَيْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى قَضى. النَّهَجُ، بالتحريك، والنَّهِيجُ: الرَّبْوُ، وتواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ. طَرَدْتُ الدابةَ حتى نَهَجَتْ، فهي ناهِجٌ، في شِدَّةِ نَفَسِها، وأَنْهَجْتُها أَنا، فهي مُنْهَجَةٌ. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا تفسير الميزان. وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ. ومما سبق يبدو أن المنهاج وهو الطريق الواضح تطور معناه من البلى وكثرة تعهد الطريق والتعب فيه والسير فيه مسافات بعيدة.
تطبيق على شرعة ومنهاجًا في قوله تعالى:(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا)
والشرعة والشريعة: الماء الكثير من نهر أو واد. يقال: شريعة الفرات. وسميت الديانة شريعة على التشبيه ، لأن فيها شفاء النفوس وطهارتها. والعرب تشبه بالماء وأحواله كثيرا ، كما قدمناه في قوله تعالى لعلمه الذين يستنبطونه منهم في سورة النساء. والمنهاج: الطريق الواسع ، وهو هنا تخييل أريد به طريق القوم إلى الماء ، كقول قيس بن الخطيم: وأتبعت دلوي في السماح رشاءها فذكر الرشاء مجرد تخييل. ويصح أن يجعل له رديف في المشبه بأن تشبه العوائد المنتزعة من الشريعة أو دلائل التفريع عن الشريعة أو طرق فهمها ، بالمنهاج الموصل إلى الماء. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 48. فمنهاج المسلمين لا يخالف الاتصال بالإسلام ، فهو كمنهاج المهتدين إلى الماء ، ومنهاج غيرهم منحرف عن دينهم ، كما كانت اليهود قد جعلت عوائد مخالفة لشريعتهم ، فذلك كالمنهاج الموصل إلى غير المورود. وفي هذا الكلام إبهام أريد به تنبيه الفريقين إلى الفرق بين حاليهما وبالتأمل يظهر لهم. وقوله: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. الجعل: التقدير ، وإلا فإن الله أمر الناس أن يكونوا أمة واحدة على دين الإسلام ، ولكنه رتب نواميس وجبلات ، [ ص: 224] وسبب اهتداء فريق وضلال فريق ، وعلم ذلك بحسب ما خلق فيهم من الاستعداد المعبر عنه بالتوفيق أو الخذلان ، والميل أو الانصراف ، والعزم أو المكابرة.
قال تعالى:&Quot; لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا&Quot;
[ ص: 222] وقوله: فاحكم بينهم بما أنزل الله أي بما أنزل الله إليك في القرآن ، أو بما أوحاه إليك ، أو احكم بينهم بما أنزل الله في التوراة والإنجيل ما لم ينسخه الله بحكم جديد ، لأن شرع من قبلنا شرع لنا إذا أثبت الله شرعه لمن قبلنا. فحكم النبيء على اليهوديين بالرجم حكم بما في التوراة ، فيحتمل أنه كان مؤيدا بالقرآن إذا كان حينئذ قد جاء قوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما. ويحتمل أنه لم يؤيد ولكن الله أوحى إلى رسوله أن حكم التوراة في مثلهما الرجم ، فحكم به ، وأطلع اليهود على كتمانهم هذا الحكم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المائدة - قوله تعالى وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه - الجزء رقم6. وقد اتصل معنى قوله: فاحكم بينهم بما أنزل الله بمعنى قوله: وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط; فليس في هذه الآية ما يقتضي نسخ الحكم المفاد من قوله: فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ، ولكنه بيان سماه بعض السلف باسم النسخ قبل أن تنضبط حدود الأسماء الاصطلاحية. والنهي عن اتباع أهوائهم ، أي أهواء اليهود حين حكموه طامعين أن يحكم عليهم بما تقرر من عوائدهم ، مقصود منه النهي عن الحكم بغير حكم الله إذا تحاكموا إليه ، إذ لا يجوز الحكم بغيره ولو كان شريعة سابقة ، لأن نزول القرآن مهيمنا أبطل ما خالفه ، ونزوله مصدقا أيد ما وافقه وزكى ما لم يخالفه.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المائدة - قوله تعالى وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه - الجزء رقم6
يدل على هذا المعنى: أن الله - سبحانه وتعالى -- ذكر في سياق الآيات الكريمة السابقة ما كتبه على بني إسرائيل في التوراة، وذكر بعد ذلك: أنه قفَّى بعيسى بن مريم على آثار الأنبياء قبله، وأنزل عليه الإنجيل، وأمر من بعثه إليهم بالعمل بما فيه، كما أمر بني إسرائيل بالعمل بالتوراة، ثم ذكر نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأخبره أنه أنزل إليه الكتاب مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، وأمره بالعمل بما فيه، والحكم بما أُنزل إليه، دون سائر الكتب غيره، وأعلمه أنه قد جعل له شريعة غير شرائع الأنبياء والأمم قبله، ممن قصَّ عليه قصصهم، وإذ كان دينه ودينهم واحداً.
يقول المولى سبحانه وتعالى في الآية 48 من سورة المائدة: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، فإذا كانت الأديان أصلها واحد فلماذا تختلف شرائعها ومناهجها ؟ يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( شرعة ومنهاجا) أي: سبيلا وسنة. وعن ابن عباس ومجاهد أيضا وعطاء الخراساني عكسه: ( شرعة ومنهاجا) أي: سنة وسبيلا ، والأول أنسب ، فإن الشرعة وهي الشريعة أيضا ، هي ما يبتدأ فيه إلى الشيء ومنه يقال: " شرع في كذا " أي: ابتدأ فيه. وكذا الشريعة وهي ما يشرع منها إلى الماء. أما " المنهاج ": فهو الطريق الواضح السهل ، والسنن: الطرائق ، فتفسير قوله: ( شرعة ومنهاجا) بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس ، ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان ، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام ، المتفقة في التوحيد ، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد " يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله. ولكن مع ذلك ذهب جمهور من المفسرين إلى أن اختلاف الشعائر بسبب اختلاف الظروف والبيئات والعصر الذي ينزل فيه كل دين وكل شريعة.
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
مصنف ابن أبي شيبة
مصنف ابن أبي شيبة Pdf عوامة
اسم المؤلف: عبدالله بن محمد بن إبراهيم ( ابن أبي شيبة)
تاريخ الوفاة: 235 هـ - 849 م
عدد الأوراق: 236
مصدر المخطوط: مكتبة الأستاذ الدكتور محمد بن تركي التركي
تحميل الملفات: ملف
تاريخ الإضافة: 22/2/2020 ميلادي - 28/6/1441 هجري
الزيارات: 1658
مخطوطة
مصنف ابن أبي شيبة (ج4) (النسخة3)
عنوان المخطوط: مصنف ابن أبي شيبة. اسم المؤلف: عبدالله بن محمد بن إبراهيم ( ابن أبي شيبة). اسم الشهرة: ابن أبي شيبة. تاريخ الوفاة: 235 هـ - 849 م. قرن الوفاة: 3 هـ - 9 م. عدد اللقطات (الأوراق): 236 ورقة. مصدر المصورة ورقمها: مكتبة الأستاذ الدكتور محمد بن تركي التركي. الملاحظات:
• أصل هذه النسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
مصنف ابن أبي شيبة Pdf
اسم المؤلف: عبدالله بن محمد بن إبراهيم ( ابن أبي شيبة)
تاريخ الوفاة: 235 هـ - 849 م
عدد الأوراق: 300
مصدر المخطوط: مكتبة الأستاذ الدكتور محمد بن تركي التركي
تحميل الملفات: ملف
تاريخ الإضافة: 3/11/2019 ميلادي - 6/3/1441 هجري
الزيارات: 1822
مخطوطة
مصنف ابن أبي شيبة (ج5) (النسخة2)
عنوان المخطوط: مصنف ابن أبي شيبة. اسم المؤلف: عبدالله بن محمد بن إبراهيم ( ابن أبي شيبة). اسم الشهرة: ابن أبي شيبة. تاريخ الوفاة: 235 هـ - 849 م. قرن الوفاة: 3 هـ - 9 م. عدد اللقطات (الأوراق): 300 ورقة. مصدر المصورة ورقمها: مكتبة الأستاذ الدكتور محمد بن تركي التركي. الملاحظات:
• أصل هذه النسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
جزاك الله خيرااا. أضف تعليقا:
الاسم:
التعليق:
أدخل الرموز التالية: