[ ص: 480] القول في تأويل قوله تعالى: ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ( 80))
يقول تعالى ذكره: وعلمنا داود صنعة لبوس لكم ، واللبوس عند العرب: السلاح كله ، درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا ، يدل على ذلك قول الهذلي: ومعي لبوس للبيس كأنه روق بجبهة ذي نعاج مجفل
وإنما يصف بذلك رمحا ، وأما في هذا الموضع فإن أهل التأويل قالوا: عنى الدروع. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله ( وعلمناه صنعة لبوس لكم)... الآية ، قال: كانت قبل داود صفائح ، قال: وكان أول من صنع هذا الحلق وسرد داود. تفسير وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون [ الأنبياء: 80]. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة ( وعلمناه صنعة لبوس لكم) قال: كانت صفائح ، فأول من سردها وحلقها داود عليه السلام. واختلفت القراء في قراءة قوله ( لتحصنكم) فقرأ ذلك أكثر قراء الأمصار ( ليحصنكم) بالياء ، بمعنى: ليحصنكم اللبوس من بأسكم ، ذكروه لتذكير اللبوس ، وقرأ ذلك أبو جعفر يزيد بن القعقاع ( لتحصنكم) بالتاء ، بمعنى: لتحصنكم الصنعة ، فأنث لتأنيث الصنعة ، وقرأ شيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النجود ( لنحصنكم) بالنون ، بمعنى: لنحصنكم نحن من بأسكم. قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه [ ص: 481] بالياء ، لأنها القراءة التي عليها الحجة من قراء الأمصار ، وإن كانت القراءات الثلاث التي ذكرناها متقاربات المعاني ، وذلك أن الصنعة هي اللبوس ، واللبوس هي الصنعة ، والله هو المحصن به من البأس ، وهو المحصن بتصيير الله إياه كذلك ، ومعنى قوله: ( ليحصنكم) ليحرزكم ، وهو من قوله: قد أحصن فلان جاريته ، وقد بينا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل ، والبأس: القتال ، وعلمنا داود صنعة سلاح لكم ليحرزكم إذا لبستموه ، ولقيتم فيه أعداءكم من القتل.
تفسير وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون [ الأنبياء: 80]
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم) يعني صنعة الدروع. قال قتادة: إنما كانت الدروع قبله صفائح ، وهو أول من سردها حلقا. كما قال تعالى: ( وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد) [ سبأ: 10 ، 11] أي: لا توسع الحلقة فتقلق المسمار ، ولا تغلظ المسمار فتقد الحلقة; ولهذا قال: ( لتحصنكم من بأسكم) يعني: في القتال ، ( فهل أنتم شاكرون) أي: نعم الله عليكم ، لما ألهم به عبده داود ، فعلمه ذلك من أجلكم. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرونفيه ثلاث مسائل:الأولى: قوله تعالى: وعلمناه صنعة لبوس لكم يعني اتخاذ الدروع بإلانة الحديد له ، واللبوس عند العرب السلاح كله ؛ درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا. قال الهذلي يصف رمحا:ومعي لبوس للبئيس كأنه روق بجبهة ذي نعاج مجفلواللبوس كل ما يلبس ، وأنشد ابن السكيت:البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بؤسهاوأراد الله تعالى هنا الدرع ، وهو بمعنى الملبوس نحو الركوب والحلوب. (وعلّمناه صُنعة لبوسٍ لكم) - جريدة الوطن. قال قتادة: أول من صنع الدروع داود. وإنما كانت صفائح ، فهو أول من سردها وحلقها. الثانية: قوله تعالى: ( ليحصنكم) ليحرزكم.
وقوله ( فهل أنتم شاكرون) يقول: فهل أنتم أيها الناس شاكرو الله على نعمته عليكم بما علمكم من صنعة اللبوس المحصن في الحرب وغير ذلك من نعمه عليكم ، يقول: فاشكروني على ذلك.
وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون &Quot;80&Quot; الأنبياء - معاني - Youtube
الصناعة عصب الحياة
إخوتي وأخواتي في الله: من نعم الله تعالى على عباده أن هيأ لهم خيرات الأرض والسماء للصناعة والنماء, والصناعة عصب الحياة, وسر التقدم والازدهار, وعنوان الحضارة, وسبب من أسباب الرخاء للوطن والمواطن, فبالصناعة تتحقق التنمية في البلاد, ويعم الرخاء على العباد, ولقد أودع الله عزوجل في فجاج الأرض وفي هذا الوطن العزيز خامات الصناعة المختلفة, ومواردها المتنوعة, ثم وجه عزوجل خلقه للعمل في جميع مجالاتها بالعلم والمعرفة والبحث والفكر والقدرة العقلية, يقول الله ـ جلّ وعلا:(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين).
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) يقول تعالى ذكره: وعلمنا داود صنعة لبوس لكم، واللبوس عند العرب: السلاح كله، درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا، يدلّ على ذلك قول الهُذليّ: وَمَعِـــي لَبُـــوسٌ لِلَّبِيسِ كأنَّــهُ رَوقٌ بِجَبْهَــةِ ذِي نِعــاجٍ مُجْــفِلِ (2) وإنما يصف بذلك رمحا، وأما في هذا الموضع فإن أهل التأويل قالوا: عنى الدروع. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ)... الآية، قال: كانت قبل داود صفائح، قال: وكان أوّل من صنع هذا الحلق وسرد داود. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ) قال: كانت صفائح، فأوّل من سَرَدَها وحَلَّقها داود عليه السلام. واختلفت القرّاء في قراءة قوله (لِتُحْصِنَكُمْ) فقرأ ذلك أكثر قرّاء الأمصار ( لِيُحْصِنَكُمْ) بالياء، بمعنى: ليحصنكم اللَّبوس من بأسكم، ذَكَّروه لتذكير اللَّبوس، وقرأ ذلك أبو جعفر يزيد بن القعقاع (لِتُحْصِنَكُمْ) بالتاء، بمعنى: لتحصنكم الصنعة، فأنث لتأنيث الصنعة، وقرأ شيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النَّجود ( لِنُحْصِنَكُمْ) بالنون، بمعنى: لنحصنكم نحن من بأسكم.
(وعلّمناه صُنعة لبوسٍ لكم) - جريدة الوطن
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ فقرأ ذلك أكثر قرّاء الأمصار ﴿لِيُحْصِنَكُمْ﴾ بالياء، بمعنى: ليحصنكم اللَّبوس من بأسكم، ذَكَّروه لتذكير اللَّبوس، وقرأ ذلك أبو جعفر يزيد بن القعقاع ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ بالتاء، بمعنى: لتحصنكم الصنعة، فأنث لتأنيث الصنعة، وقرأ شيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النَّجود ﴿لِنُحْصِنَكُمْ﴾ بالنون، بمعنى: لنحصنكم نحن من بأسكم. قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالياء، لأنها القراءة التي عليها الحجة من قرّاء الأمصار، وإن كانت القراءات الثلاث التي ذكرناها متقاربات المعاني، وذلك أن الصنعة هي اللبوس، واللَّبوس هي الصنعة، والله هو المحصن به من البأس، وهو المحصن بتصيير الله إياه كذلك، ومعنى قوله: ﴿لِيُحْصِنَكُمْ﴾ ليحرزكم، وهو من قوله: قد أحصن فلان جاريته، وقد بيَّنا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل، والبأس: القتال، وعلَّمنا داود صنعة سلاح لكم ليحرزكم إذا لبستموه، ولقيتم فيه أعداءكم من القتل. * * *
وقوله ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾
يقول: فهل أنتم أيها الناس شاكرو الله على نعمته عليكم بما علَّمكم من صنعة اللبوس المحصن في الحرب وغير ذلك من نعمه عليكم، يقول: فاشكروني على ذلك.
واللبوس: كل ما يلبس كاللباس والملبس: والمراد به هنا: الدروع. أى: وبجانب ما منحنا داود من فضائل، فقد علمناه من لدنا صناعة الدروع بحذق وإتقان، وهذه الصناعة التي علمناه إياها بمهارة وجودة لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ. أى: لتجعلكم في حرز ومأمن من الإصابة بآلة الحرب. وتقى بعضكم من بأس بعض، لأن الدرع تقى صاحبها من ضربات السيوف، وطعنات الرماح. يقال: أحصن فلان فلانا، إذا جعله في حرز وفي مكان منيع من العدوان عليه. والاستفهام في قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ للحض والأمر أى: فاشكروا الله- تعالى- على هذه النعم، بأن تستعملوها في طاعته- سبحانه-. قال القرطبي- رحمه الله-: «وهذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب. لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء، فالسبب سنة الله في خلقه، فمن طعن في ذلك فقط طعن في الكتاب والسنة، وقد أخبر الله- تعالى- عن نبيه داود أنه كان يصنع الدروع، وكان- أيضا- يصنع الخوص، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حراثا، ونوح نجارا، ولقمان خياطا، وطالوت دباغا، فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس، وفي الحديث: «إن الله يحب المؤمن المحترف المتعفف، ويبغض السائل الملحف».
0 تصويتات
76 مشاهدات
سُئل
ديسمبر 26، 2021
في تصنيف التعليم عن بعد
بواسطة
Asmaalmshal
( 880ألف نقاط)
تحديد مواصفات الشخص الذي يعمل بمهنة مدخل البيانات
حل سؤال تحديد مواصفات الشخص الذي يعمل بمهنة مدخل البيانات
اجابة تحديد مواصفات الشخص الذي يعمل بمهنة مدخل البيانات
إذا أعجبك المحتوى قم بمشاركته على صفحتك الشخصية ليستفيد غيرك
إرسل لنا أسئلتك على
التيليجرام
1 إجابة واحدة
تم الرد عليه
أفضل إجابة
تحديد مواصفات الشخص الذي يعمل بمهنة مدخل البيانات الاجابة: التحصيل العلمي، الخبرة السابقة، القدرة على العمل والاجتهاد ، السرعة و الدقة في إنجاز العمل.
تحديد مواصفات الشخص الذي يعمل بمهنة مدخل البيانات - أفضل إجابة
ب- توثيق إجراءات العمل والالتزام بها وحفظها ضمن أوراق العمل. ج- الحصول على قرينة الإثبات التي تدعم ما يتوصل إليه من نتائج. أحكام عامة
المادة الحادية والعشرون:
يعد موظفو الوحدة - كل في مجال اختصاصه- مسؤولين عن تنفيذ أحكام هذه اللائحة. المادة الثانية والعشرون:
يقوم ديوان المراقبة العامة بمتابعة تنفيذ هذه اللائحة. المادة الثالثة والعشرون:
يعمل بهذه اللائحة بعد (تسعين) يوماً من تاريخ نشرها.
جريدة الرياض | "الرياض" تنشر اللائحة الموحدة لوحدات المراجعة الداخلية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة
المادة الخامسة:
يشترط فيمن يعين بالوحدة من الموظفين المتخصصين - إضافة إلى الشروط العامة للتوظيف - أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية أو دبلوم في المحاسبة أو ما يعادلهما في التخصص، أو في تخصص وثيق الصلة بنشاط الجهة، وخبرة عملية في أحد هذين المجالين. مهمات مدير وحدة المراجعة الداخلية
المادة السادسة:
يتولى مدير الوحدة تنظيمها والإشراف عليها، ويكون مسؤولاً عن حسن سير العمل فيها وعن إنجاز جميع اختصاصاتها بفعالية. جريدة الرياض | "الرياض" تنشر اللائحة الموحدة لوحدات المراجعة الداخلية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة. المادة السابعة:
يضع مدير الوحدة خطة سنوية للمراجعة الداخلية يعتمدها المسؤول الأول في الجهة، تتضمن مجال المراجعة الزماني والمكاني وأي تفصيل آخر من المناسب إدراجه ضمن الخطة،
ولمدير الوحدة تعديل الخطة متى ما رأى ضرورة ذلك على أن تؤخذ موافقة المسؤول الأول في الجهة. المادة الثامنة:
لمدير الوحدة حق الاتصال المباشر بالمسؤولين المختصين بالإدارات والأقسام المختلفة بالجهة، والاطلاع على جميع الدفاتر والسجلات والمستندات، وأي وثيقة أخرى تستلزم أعمال المراجعة الداخلية الاطلاع عليها، وطلب البيانات والإيضاحات اللازمة في هذا الشأن، وعلى جميع موظفي الجهة التعاون التام معه وتقديم جميع التسهيلات التي تمكنه من إنجاز مهماته.
2- إذا لم تنفذ إحدى الإدارات التوصيات الواردة في تقارير الوحدة خلال ثلاثين يوماً، من تاريخ إبلاغها، تقوّم الوحدة درجة المخاطرة. فإن كان لها تأثير مالي أو تشغيلي يُرفع الأمر لمستوى إداري أعلى (مثل مدير عام القطاع أو الفرع أو الرئيس التنفيذي) فإن اعترض من يمثل المستوى الإداري الأعلى أو تأخر في الرد عن ثلاثين يوماً من تاريخ إبلاغه فيرفع الأمر إلى المسؤول في الجهة (مرافقاً له الاعتراض إن وجد) لاتخاذ القرار المناسب في شأن ذلك. المادة الثانية عشرة:
يقدم مدير الوحدة تقريراً ربع سنوي على الأقل إلى المسؤول الأول في الجهة، يوضح فيه أعمال الوحدة عن المدة التي يغطيها التقرير، والمخالفات التي اكتشفتها الوحدة، والإجراءات التي اتخذتها في شأنها الإدارات المعنية ويقدم تقريراً تفصيلياً عن ملحوظات المراجع الخارجي للجهة الحكومية - ويتمثل في كل من وزارة المالية وديوان المراقبة العامة وهيئة الرقابة والتحقيق ومكاتب المحاسبة والمراجعة القانونية- وما تم في شأنها. المادة الثالثة عشرة:
يقدم مدير الوحدة تقريراً - متى دعت الحاجة إلى ذلك - إلى المسؤول الأول في الجهة، يوضح فيه أي مخالفة أو نتيجة تتعلق بالجهة والمسؤولين عنها.