وقد دللنا، فيما مضى من كتابنا، على أن من معاني " الصلاة " ، الدعاء، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (31) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 17095- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثنا معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله (وصلوات الرسول) ، يعني: استغفار النبيّ عليه الصلاة والسلام. 17096- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول) ، قال: دعاء الرسول: قال: هذه ثَنِيَّةُ الله من الأعراب. من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى ( 4 ). (32) 17097- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) ، قال: هم بنو مقرِّن، من مزينة, وهم الذين قال الله فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا ، [سورة التوبة: 92]. قال: هم بنو مقرّن، من مزينة = قال: حدثني حجاج قال، قال ابن جريج قوله: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ، ثم استثنى فقال: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) ، الآية.
- ومن الأعراب من يؤمن بالله ربا
- ومن الاعراب من يومن بالله يهد قلبه
- ومن الأعراب من يؤمن بالله وملائكته
- ماهي المذاهب الاربعه
ومن الأعراب من يؤمن بالله ربا
17098- حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا جعفر, عن البختريّ بن المختار العبدي قال، سمعت عبد الرحمن بن معْقل قال: كنا عشرة ولد مقرّن, فنـزلت فينا: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) ، إلى آخر الآية. (33) * * * قال أبو جعفر: قال الله: (ألا إنها قُرْبة لهم) ، يقول تعالى ذكره: ألا إنّ صلوات الرسول قربة لهم من الله. ومن الأعراب من يؤمن بالله ربا. وقد يحتمل أن يكون معناه: ألا إنّ نفقته التي ينفقها كذلك، قربةٌ لهم عند الله = (سيدخلهم الله في رحمته) ، يقول: سيدخلهم الله فيمن رحمه فأدخله برحمته الجنة = (إن الله غفورٌ) ، لما اجترموا = (رحيم) ، بهم مع توبتهم وإصلاحهم أن يعذبهم. (34) ------------------------ الهوامش: (30) في المطبوعة: "ينوي بما ينفق" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب. (31) انظر تفسير " الصلاة " فيما سلف من فهارس اللغة ( صلا). (32) " الثنية " ، ما استثنى من شيء ، وفي حديث كعب الأحبار: " الشهداء ثنية الله في الأرض " ، يعني هم من الذين استثناهم الله من الصعقة الأولى ، تأول ذلك في قوله تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) ، فجعل منهم الشهداء ، لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
ومن الاعراب من يومن بالله يهد قلبه
١٧٠٩٦- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول﴾ ، قال: دعاء الرسول: قال: هذه ثَنِيَّةُ الله من الأعراب. تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ..}. [[" الثنية "، ما استثنى من شيء، وفي حديث كعب الأحبار: " الشهداء ثنية الله في الأرض "، يعني هم من الذين استثناهم الله من الصعقة الأولى، تأول ذلك في قوله تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) ، فجعل منهم الشهداء، لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. ]] ١٧٠٩٧- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: ﴿ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ ، قال: هم بنو مقرِّن، من مزينة، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا﴾ ، [سورة التوبة: ٩٢]. قال: هم بنو مقرّن، من مزينة = قال: حدثني حجاج قال، قال ابن جريج قوله: ﴿الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا﴾ ، ثم استثنى فقال: ﴿ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ ، الآية. ١٧٠٩٨- حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا جعفر، عن البختريّ بن المختار العبدي قال، سمعت عبد الرحمن بن معْقل قال: كنا عشرة ولد مقرّن، فنزلت فينا: ﴿ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ ، إلى آخر الآية.
ومن الأعراب من يؤمن بالله وملائكته
وقوله: (وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) ، هذا هو القسم الممدوح من الأعراب ، وهم الذين يتخذون ما ينفقون في سبيل الله قربة يتقربون بها عند الله ، ويبتغون بذلك دعاء الرسول لهم ، (أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ) أي: ألا إن ذلك حاصل لهم (سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) " انتهى. ومن الأعراب من يؤمن بالله وملائكته. "تفسير القرآن العظيم" (4/201-202). وقال العلامة السعدي رحمه الله: " يقول تعالى: (الأعْرَاب) وهم سكان البادية والبراري (أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) من الحاضرة الذين فيهم كفر ونفاق ، وذلك لأسباب كثيرة: منها: أنهم بعيدون عن معرفة الشرائع الدينية والأعمال والأحكام ، فهم أحرى (وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ) من أصول الإيمان وأحكام الأوامر والنواهي ، بخلاف الحاضرة ، فإنهم أقرب لأن يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله ، فيحدث لهم - بسبب هذا العلم - تصورات حسنة ، وإرادات للخير الذي يعلمون ، ما لا يكون في البادية. وفيهم من لطافة الطبع والانقياد للداعي ما ليس في البادية ، ويجالسون أهل الإيمان ، ويخالطونهم أكثر من أهل البادية ، فلذلك كانوا أحرى للخير من أهل البادية ، وإن كان في البادية والحاضرة ، كفار ومنافقون ، ففي البادية أشد وأغلظ مما في الحاضرة.
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة التوبة (93-129)
الآية رقم (99) - وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
هنا صيانة الاحتمال، فلا بدّ دائماً من التّحديد وعدم التّعميم، وهنا يعلّمنا المولى سبحانه وتعالى ذلك. ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾: فمن هؤلاء الأعراب مَن يؤمن بالله سبحانه وتعالى واليوم الآخر. ومن الاعراب من يومن بالله يهد قلبه. ﴿ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ﴾: ويجعل ما ينفقه من زكاةٍ أو صدقةٍ قربةً؛ شيئاً يتقرّب به إلى الله سبحانه وتعالى ، ويدّخره لليوم الآخر. ﴿وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾: كذلك طلباً لدعاء الرّسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الصّلاة في الأصل هي الدّعاء، فعندما يصلّي النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو يدعو فهو يدعو لهم. ﴿ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ﴾: يؤكّد المولى سبحانه وتعالى بأنّها قربةٌ لهم من المولى سبحانه وتعالى. ﴿سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ﴾: سيدخلهم الله جل جلاله في رحمته وسيغمرهم بها؛ لأنّه سبحانه وتعالى غفورٌ رحيمٌ.
«وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ»: سبق إعراب مثلها في الآية المتقدمة. «بِاللَّهِ»: متعلقان بيؤمن. «وَالْيَوْمِ»: معطوف على ما قبله. «الْآخِرِ»: صفة لليوم والجملة صلة. «وَيَتَّخِذُ»: مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة. «ما»: موصولية مفعول به أول. «يُنْفِقُ»: مضارع فاعله مستتر. «قُرُباتٍ»: مفعول به ثان منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. «عِنْدَ»: ظرف مكان في محل نصب صفة لقربات. الباحث القرآني. «اللَّهِ»: لفظ الجلالة مضاف إليه. «وَصَلَواتِ»: معطوف على قربات. «الرَّسُولِ»: مضاف إليه. «أَلا»: حرف تنبيه. «إِنَّها قُرْبَةٌ»: إن واسمها وخبرها. «لَهُمْ»: متعلقان بقربة والجملة مستأنفة. «سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ»: السين للاستقبال ومضارع ولفظ الجلالة فاعله والهاء مفعوله. «فِي رَحْمَتِهِ»: متعلقان بيدخلهم والهاء مضاف إليه. «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»: إن واسمها وخبراها والجملة مستأنفة. قُرُباتٍ: جمع قربة: وهي ما يتقرب به إلى الله تعالى، ويقصد بها هنا اتخاذ المنزلة والمكانة عند الله. وَصَلَواتِ الرَّسُولِ: جمع صلاة ويراد بها هنا دعاؤه واستغفاره، فالصلاة من الله تعالى: الرحمة والخير والبركة، قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ [الأحزاب 33/ 43] والصلاة من الملائكة: الدعاء، وكذا هي من النبي صلى الله عليه وسلّم كما قال تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة 9/ 103] أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأنينة.
2- القول بخلق القرآن الكريم. 3- إنكار صفات الله _ تعالى_
كالاستواء والعلو. 4- إنكار رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. وهذه البدع وإن
كانت كبيرة قد تخرج صاحبها من الملة إذا لم يكن له عذر يدرأ عنه التكفير، إلا أنه
بالنسبة للأباضية فإنهم لا يكفرون لعذر التأويل الملحق بالخطأ والجهل. ومن
كانت هذه حاله من عموم أهل البدع فإنه لا تنبغي الصلاة خلفه لا لعدم صحتها في
نفسها، وإنما من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يصلى خلفه إلا في
الحالات التالية:
1- إذا خيف من ترك الصلاة خلفه فتنة. 2- إذا لم يوجد غيره
بحيث يكون ترك الصلاة خلفه سبباً في ترك الجمعة أو الجماعة. 3- إذا كانت الصلاة خلفه تحقق مصلحة أعظم. ما هي المذاهب الادبية. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين. ] اهـ. * المعتزلة: من الفرق الضالة الخارجة عن عقيدة اهل السنة والجماعة ، وأهم ما
خالفوا فيه العقيدة الصحيحة هو: تقديس
العقل وتقديمه على النقل وإنكار رؤية الله يوم القيامة والقول بأن مرتكب الكبيرة
ليس بمؤمن ولا كافر ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين ، هذه حاله في الدنيا أما
في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد مخلد في
النار، ولا مانع عندهم من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين
ولكنه لا يسمى مؤمناً.
ماهي المذاهب الاربعه
وهنالك مذاهب أخرى لم يُكتب لها البقاء والانتشار، ونُقلت بعض أقوالها في كتب فقه الخلاف، ومن أهم هذه المذاهب:
مذهب الإمام عطاء بن أبي رباح (مكة المكرمة). مذهب الإمام الحسن البصري (العراق). مذهب الإمام سعيد بن المسيب (المدينة المنورة). مذهب الإمام الّليث بن سعد (مص). ماهي المذاهب الاربعه. مذهب الإمام عبد الرحمن الأوزاعي (بلاد الشام). مذهب الإمام سفيان الثوري (العراق). مذهب الإمام أبو ثور الكلبي (العراق). مذهب الإمام محمد بن جرير الطبري (العراق)، ولم يبق من هذا المذهب سوى بعض كتب الإمام الطبري وبعض الأقوال المنقولة في كتب فقه الخلاف. مذهب الإمام داود الظاهري (العراق)، ولم يبقَ من كتب هذا المذهب سوى ما كتبه الإمام ابن حزم في كتابه (المحلّى بالآثار).
الجواب:
أولا: المذاهب الصحيحة في الإسلام:
المذاهب الصحيحة
في الإسلام هي التي تتفق في أصول العقيدة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه
وسلم وسلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ،
وهذه العقيدة الصحيحة تسمى عقيدة أهل السنة والجماعة ، ولكن المذاهب تختلف فيما
بينها في بعض فروع الشريعة من الأحكام الفقهية وليس في أصول العقائد الثابتة التي
عليها إجماع الأمة. ما هي المذاهب الصحيحة في الإسلام مذاهب الأئمة الأربعة أم الإباضية والمعتزلة وغيرها من المذاهب الأخري ؟ - { موقع الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي }. وهذه المذاهب
المجمع عليها بين أهل السنة هي: المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي. والمذهب
الفقهي يعني رأي واجتهاد فقيه من أهل الاجتهاد عالم بأصول الفقه ولديه الأهلية
العلمية لاستنباط الأحكام الفقهية من أدلتها التفصيلية. ويقوم أي مذهب فقهي على
استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة وفق قواعد وأصول
فقهية محددة ، والمذاهب الفقهية المعتبرة بناذا على هذا هي: الحنفية والمالكية
والشافعية والحنابلة تجتمع على أصول ثابتة لاتفاقها في العقيدة ولكن قد تختلف في
الأحكام الفقهية العملية المستنبطة من أدلتها التفصيلية. والمذاهب الفقهية الأربعة التي انتشرت بشكل
واسع عند أهل السنة والجماعة وهي مدونة في معظم كتبهم تمثل الاجتهادات الفقهية
الراجعة للأئمة الأربعة من أهل السنة والجماعة وهم حسب ترتيبهم التاريخي:
1- الإمام أبو حنيفة النعمان مؤسس المذهب
الحنفي في العراق ببغداد.