أراد الله بالقضاء والقدر طمأنة الناس بأن مستقبلهم بيد الله لا بيد العباد، حتى لا تخضع الرقاب إلا إليه، ويعلم الناس أن العباد لا يمكنهم إنزال ضر بأحد إلا إذا كان هذا الضر قدرا مقضيَا. فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" ( رواه أحمد بإسناد قوي)
هكذا أراد الله، لكن اتخذ أعداء المسلمين من عقيدة القضاء والقدر تكأة إلى دعوة الناس إلى الاستسلام للواقع المرير ؛ بدعوى الرضا به باعتباره قضاء الله وقدره، وأن السخط عليه ومحاولة تغييره تمرد على القدر وتسخط على القضاء. ما حكم الرضا بالقدر؟ وهل الدعاء يرد القضاء؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. ولعل هذا الفهم المغلوط راج في أوساط بعض المتدينين، فراحو يقررون في استسلام: دع الخلق للخالق ، ونحو ذلك من العبارات الداعية إلى الاستسلام والخنوع وجعلهما دينا وعقيدة. وقد تنبه علماء المسلمين إلى هذا الزلل، فكتبوا يقررون أن ثمة فرقا بين القضاء وبين المقضي، وبين القدر وبين المقدور. وإذا كان الرضا بالقضاء والقدر من الإيمان، فإن الرضا بالمقضي والمقدور قد يكون كفرا!
- ما حكم الرضا بالقدر؟ وهل الدعاء يرد القضاء؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
- مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى - طريق الإسلام
- ماودعك ربك وماقلى - الطير الأبابيل
- معنى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) – Albayan alqurany
ما حكم الرضا بالقدر؟ وهل الدعاء يرد القضاء؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112] ،وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ} [الأنعام: 137]، وقال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً} [هود: 118]
وقال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، إذا فأفعالنا واقعة بمشيئة الله. المرتبة الرابعة: الخلق، ومعناها: الإيمان بأن الله – سبحانه وتعالى – خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء. ودليل ذلك قال الله تعالى: {لَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] ، وقال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62] ، وقال تعالى: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنعام: 101] ، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]
والآيات في ذلك كثيرة، وهي تفيد: أن كل شيء مخلوق لله – عز وجل – حتى فعل الإنسان مخلوق لله – تعالى – وإن كان باختياره وإرادته وفعله، لكنه مخلوق لله – تعالى -.
يجب الإطلاع يومياً على الاخبار لمعرفة مايدور حول العالم أولاً بأول، لكن لا يفضل قراءة الكثير من القصص الكئيبة التى تثير الشعور بالحزن والضيق. يفضل ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومى للشعور بالحيوية والنشاط وتجنب الكسل والخمول والتخلص من التوتر وتقوى العضلات، ولتحقيق ذلك ينصح بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة فى الأسبوع. ينصح أيضاً بممارسة الهوايات المفضلة خلال اليوم أو طهى وجبة صحية أثناء الاستماع للأغانى المفضلة وكذلك التنزه بالأماكن المختلفة التى تجعلك تشعر بالسعادة.
وفي بعض الآثار أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام لما نزل عليه بتلك الآية: « ما جئتني حتى اشتقت إليك » فقال جبريل عليه السلام: كنت أنا إليك أشوق ولكني عبد مأمور؛ وتلا: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ}[ مريم:64] قد تأتي عليك الأوقات تظن فيها أنك قد خُلّيت ونفسك.. وأن ربك لم يعد يتولاك بتوفيقه ورعايته! فتذكر حينها سابق إحسانه إليك؛ فهل عودك إلا حسناً وهل أسدَى إليك إلا مِنَنا؟! { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}[مريم: من الآية 65] أي اصبر صبراً عظيماً بغاية جهدك على كل ما ينبغي الاصطبار عليه (ومنها العبادة) فإنها لا تكون إلا عن مجاهدة شديدة (النسفي) { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}[مريم: من الآية 65] وهل يستحق أحد منك تلك المجاهدة للوصول إليه.. ماودعك ربك وماقلى - الطير الأبابيل. سواه! بقلم/ أحمد عبد المنعم
25
0
116, 170
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى - طريق الإسلام
يُريد الله تعالى في سورة الضحى أن يُبيِّن للإنسان دوام عنايته به، وأن يُعرفه باستمرار رعايته له وعطفه عليه، ولذلك فإنه سبحانه بدأ هذه السورة الكريمة ببيان فضله العالي فيما خلقه لك، وفيما أكرمك به، ثم بيَّن لك أن الذي عُني بك هذه العناية، وأنّ الذي ساق لك هذه النعمة الكاملة، ما يكون له أن يتركك ويهجرك، ولذلك قال جلّ شأنه:
﴿وَالضُّحَى، وَالليْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾
وبعد أن فهمنا مُجمل هذه الآيات، نُفصِّل بعض التفصيل، ونُمهِّد بشيء من الشرح اللغوي، فنقول: الضُّحَى: هو البيان والظهور، يُقال: ضحا الشيء: إذا انكشف واستبان. والطريق إذا بدا، وَالضُّحَى: في هذه السورة إنما تشير إلى الظهور والبيان الذي يرافق طلوع الشمس وإشراقها. فهذه المخلوقات التي تراها على أتمِّ صورة وأكمل حال، هذه الأنظمة التي يسير عليها الكون دون أن يتسرَّب إليه أي خلل أو نقصان، هذه الدقة في التكوين، هذا الجمال والتنظيم، هذا الخلق التام البديع. معنى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) – Albayan alqurany. وإن شئت فقل: كل ما يظهر ويبدو، وكل ما يمكن أن تراه إذا طلعت عليه الشمس ينطوي تحت كلمة: (وَالضُّحَى). أمَّا كلمة: (الليلِ): فإنها تشير إلى ما ينبعث عن الليل وما يرافقه من فوائد يتم بها السير والتنظيم، ففي الليل إذا سجى: أي: إذا غطَّى الكون بظلمته تتلطَّف حرارة الجو، ويُخيِّم السكون والهدوء، وفي ذلك ما فيه من معونة على نمو النبات ونضج الثمار، وفي ذلك معونة للإنسان والحيوان على الراحة وتجديد النشاط إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يستطيع أن يحصيها الإنسان.
ماودعك ربك وماقلى - الطير الأبابيل
وروى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي وفيه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ورقة بن نوفل بما رأي، وقول ورقة له: (إِنْ يُدْركني يومُك حَيّاً أنصرك نَصْراً مُؤَزَّراً، قالت عائشة: ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورقة أَنْ تُوُفِّي، وَفَترَ الوَحْيُ)، وهذه هي المرة الأولى التي فتر فيها الوحي. المرة الثانية: عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: (أبطأ جبريلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: قد وُدِّع محمدٌ، فأنزل الله عز وجل: { وَالضُّحَى * وَاللَّيلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}(الضحى: 3:1)) رواه مسلم.
معنى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) – Albayan Alqurany
حدثنا بشر ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى قال: إن جبريل عليه السلام أبطأ عليه بالوحي ، فقال ناس من الناس ، وهم يومئذٍ بمكة ، ما نرى صاحبك إلا قد قلاك فودّعك ، فأنزل الله ما تسمع: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلَى. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى قال: أبطأ عليه جبريل ، فقال المشركون: قد قلاه ربّه وودّعه ، فأنزل الله: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى. حُدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى مكث جبريل عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال المشركون: قد ودّعه ربه وقلاه ، فأنزل الله هذه الاَية. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى قال: لما نزل عليه القرآن ، أبطأ عنه جبريل أياما ، فعُيّر بذلك ، فقال المشركون: ودّعه ربه وقلاه ، فأنزل الله: ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى. حدثنا أبو كُرَيب ، قال: حدثنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال: أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فجزع جزعا شديدا ، وقالت خديجة: أرى ربك قد قَلاك ، مما نرى من جزعك ، قال: فنزلت والضّحَى واللّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَما قَلى... إلى آخرها.
أحياناً نلاحظ كثيراً في القرآن إذا المعنى اقتضى يغيّر الفاصلة. *اين مفعول الفعل قلى؟
س- في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول الفعل قلى (ولم يقل قلاك)
ج- في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والأصحاب فقط ويكون عند فراق الأشخاص. اختلف النحاة في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل قلى؛ منهم من قال لظهور المراد بمعنى أن الخطاب واضح من الآيات أنه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومنهم من قال إنها مراعاة لفواصل الآيات في السورة (الضحى، سجى، قلى، الاولى،…) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات وحدها على حساب المعنى أبداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن كله. فلماذا إذن هذا الحذف والذكر؟
الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم ايضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله الكريم حتى لاينسب الجفاء للرسول (صلى الله عليه وسلم) فلا يقال للذي نحب ونجل ما أهنتك ولا شتمتك إنما من باب أدب المخاطبة يقال ما أهنت وما شتمت فيحذف المفعول به إكراما للشخص المخاطب وتقديراً لمنزلته وترفعاً عن ذكر ما يشينه ولو كان بالنفي. أما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع إفعال التكريم وحذفه مع إفعال السوء ولو بالنفي.