و هكذا ذهب إليه و بعد وفاته ذهب غلى أخر, فلم حضرته الوفاة نصحه الرجل المسيحي, أن هذا هو وقت يبعث الله نبياً على دين إبراهيم في أرض ذات نخل فـ إذا است\عت أن تلتحق به فــ افعل, و له عدة علامات فـ هو يقبل الهدايا ة لا ياكل من الصدقة, و خاتم النبوة موجود بين كتفيه, و بعد السؤال عن أرض النخيل وصل إلى معلومة أن تلك الأرض هي جزيرة العرب. فـ خرج مع قوم مسافرين غلى جزيرة العرب, و لكن أولئك القوم عذبوه و ضايقوه, وجعلوه عبداً و باعوه إلى رجل يهودي, و اليهودي باعه إلى يهودي أخر من بني قريظة, و ذهب غلى المدينة المنورة و عندما رآها أيقن أنها البلد الذي ينشده, و أثناء عمله في أرض سيده و هو فوق شجرة النخيل, جاء بعض اليهود و معهم سيده و يتحدثون عن رجل جاء غلى المدينة و يقضي بين الناس و يدعي النبوة, هنا اقشعر جسد بطلنا حتى كاد يسقط من فوق النخلة, و أقبل على سيده يسأله ماذا تقوول؟؟, فـ أستهجن سيده هذا التصرف و ضربه ضربة شديدة و أمره أن يعود إلى عمله.
- فتح الجزيرة في شمال العراق| قصة الإسلام
- كم عمر سلمان الفارسي - إسألنا
فتح الجزيرة في شمال العراق| قصة الإسلام
تصفّح المقالات
كم عمر سلمان الفارسي - إسألنا
قال: لا. قالوا: فما تقطع يده؟! قال: لا، إنما أمر الله تبارك وتعالى بالقود. قال جبلة: أو ترون أني جاعل وجهي نداً لوجه جدي جاء من عمق! بئس الدين هذا! ثم ارتد نصرانياً وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم، فبلغ ذلك عمر فشق عليه وقال لحسان بن ثابت: أبا الوليد أما علمت أن صديقك جبلة بن الأيهم ارتد نصرانياً؟ قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولم؟ قال: لطمه رجل من مزينة. قال: وحق له، فقام إليه عمر بالدرة فضربه بها. انتهى. قال ابن كثير في البداية والنهاية: رواه الواقدي عن معمر وغيره عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، وساق ذلك بأسانيده إلى جماعة من الصحابة، وهذا القول هو أشهر الأقوال. فتح الجزيرة في شمال العراق| قصة الإسلام. انتهى..
وينبغي هنا التنبيه على أن إسلام جبلة نفسه محل خلاف، ومن أثبتوا إسلامه اختلفوا في وقته، بين قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه يدعوه إلى الإسلام فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبين قائل: إنه أقام على نصرانيته إلى أن شهد اليرموك مع الروم في خلافة عمر ثم أسلم بعد ذلك. وقيل: إن جبلة لم يسلم البتة وإنما سأل عمر أن لا يأخذ منه الجزية ويقبل منه الصدقة فامتنع عليه فلحق بالروم. ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال: والأظهر أنه أسلم ثم تنصر.
ثم عزز ما ذهب إليه بحديث رواه ابن أبي حاتم في العلل فقال: لما مرض سلمان خرج سعد من الكوفة يعوده فقدم فوافقه وهو يبكي فسلم وجلس وقال: ما يبكيك يا أخي؟ ألا تذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تذكر المشاهد الصالحة؟ قال: والله ما يبكيني واحدة من اثنتين، ما أبكي حبا للدنيا، ولا كراهية للقاء الله، قال سعد: ما يبكيك بعد ثمانين؟ قال: يبكيني أن خليلي عهد إلي عهدا قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، وإنا خشينا أنا قد تعدينا. قال أبو حاتم: وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين. والحاصل أن رواية أنه عاش ثلاثمائة وخمسين غير صحيحة، والراجح أنه عاش حوالي ثمانين سنة. والله أعلم.
وقال الحسن: إن الجن كانوا في الأرض يفسدون ويسفكون الدماء، ولكن جعل اللّه في قلوبهم الضمير في قلوبهم يعود على الملائكة لا على الجن فتنبه أن ذلك سيكون، فقالوا بالقول الذي علمهم. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. وقال قتادة في قوله {أتجعل فيها من يفسد فيها}: كان اللّه أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فذلك حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟. قال ابن جرير: وقال بعضهم إنما قالت الملائكة ما قالت {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} لأن اللّه أذن لهم في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم، فسألته الملائكة فقالت على التعجب منها: وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم؟ فأجابهم ربهم {إني أعلم ما لا تعلمون}، يعني أن ذلك كائن منهم، وإن لم تعلموه أنتم ومن بعض ما ترونه لي طائعاً، قال، وقال بعضهم ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك، فكأنهم قالوا: يا رب خبرنا - مسألة استخبار منهم لا على وجه الإنكار - واختاره ابن جرير. وقوله تعالى: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، قال قتادة: التسبيح والتقديس الصلاة، وقال السدي عن ابن عباس {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}: نصلي لك. وقال مجاهد {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، قال نعظمك ونكبرك.
بقلم: أ. د عوض بن خزيم آل مارد الأسمري
عندما تنظر إلى الأرض من مكان بعيد في هذا الكون، فإنك تجدها نقطة صغيرة جدًّا مقارنة مع كواكب ونجوم ومجرات أخرى، عندها تدرك أنها صغيرة الحجم جدًّا ولا تتحمل هذه الصراعات الكبيرة التي تحصل فيما بين سكانها. لكنها في حقيقة الأمر كوكب خصب وأرض طيبة للتعاون والتصالح وعمل الخير. ولهذا أرسل الله أطيب وأشرف وأحب خلقه من ذرية آدم عليه السلام إلى سكان الأرض لتوجيههم وتقويمهم وتبليغهم رسالتهم الحقيقية التي خُلُقوا من أجلها. خلق الله أبانا آدم وأعطاه عقلًا عظيمًا، وجعله خليفة في الأرض وكلفه بحمايتها والاهتمام والإشراف على خيراتها ومقدراتها. يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: آية 30]. شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون الأرض وما فيها من كنوز ونعم وخيرات وإمكانات تحت تصرف هذا الإنسان. بل جعل كل الموجودات تحت تصرفه لرجاحة عقله وكفاءة إدراكه.
وقال ابن جرير: التقديس هو التعظيم والتطهير. ومنه قولهم: سبوح قدوس، يعني بقولهم سبوح تنزيه له، وبقولهم قدوس طهارة وتعظيم له، وكذلك قيل للأرض: أرض مقدسة، يعني بذلك المطهرة فمعنى قوله الملائكة إذا {ونحن نسبح بحمدك}: ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك، {ونقدس لك} ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك. عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل؟ قال: (ما اصطفى اللّه لملائكته: سبحان اللّه وبحمده) ""رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري"" وروي أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم ليلة أسري به سمع تسبيحاً في السماوات العلا (سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى) ""رواه البهيقي عن عبد الرحمن بن قرط""{قال إني أعلم ما لا تعلمون} قال قتادة: فكان في علم اللّه أنه سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة. وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليقة، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقطع تنازعهم وينتصر لمظلومهم من ظالمهم، ويقيم الحدود، ويزجر عن تعاطي الفواحش إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي لا تمكن إقامتها إلا بالإمام، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
فأعلمهم ربهم أنه يعلم من الْحِكم والمصالح ما لا يعلمون. والمراد من هذا التذكير: المزيد من ذكر الأدلة الدالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة للايمان به تعالى ولعبادته دون غيره. يخبر تعالى فى معرض مظاهر قدرته وعلمه وحمته لعبادته دون سواه أنه علم آدم اسماء الموجودات كلها ، ثم عرض الموجودات على الملائكة وقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فى دعوى أنكم أكرم المخلوقات وأعلمهم فعجزوا وأَعْلَنُوا اعْتِرَافَهُم بذلك وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ثم قال تعالى لآدم أنبئهم بأسماء تلك المخلوقات المعروضة فأنبأهم بأسمائهم واحداً واحداً حتى القصعة والقُصَيْعة.. وهنا ظهر شرف آدم عليهم ، وَعَتَبَ عليهم ربهم بقوله: { ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}. من هداية الآية:
1- بيان قدرة الله تعالى حيث علم آدم أسماء المخلوقات كلها فعلمها. 2- شرف العلم وفضل العالم على الجاهل. 3- فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور. 4- جواز العتاب على من ادعى دعوى هو غير متأهل لها. 5- سؤال من لا يعلم غيره ممن يعلم. 6- عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف. 7- معرفة بدء الخلق.