20-سورة طه 25 ﴿25﴾ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي قال موسى: رب وسِّع لي صدري، وسَهِّل لي أمري، وأطلق لساني بفصيح المنطق؛ ليفهموا كلامي. واجعل لي معينا من أهلي، هارون أخي. قَوِّني به وشدَّ به ظهري، وأشركه معي في النبوة وتبليغ الرسالة؛ كي ننزهك بالتسبيح كثيرًا، ونذكرك كثيرا فنحمدك. تفسير قوله تعالى: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى. إنك كنت بنا بصيرًا، لا يخفى عليك شيء من أفعالنا. تفسير ابن كثير
( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري) هذا سؤال من موسى ، عليه السلام ، لربه عز وجل ، أن يشرح له صدره فيما بعثه به ، فإنه قد أمره بأمر عظيم ، وخطب جسيم ، بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك ، وأجبرهم ، وأشدهم كفرا ، وأكثرهم جنودا ، وأعمرهم ملكا ، وأطغاهم وأبلغهم تمردا ، بلغ من أمره أن ادعى أنه لا يعرف الله ، ولا يعلم لرعاياه إلها غيره. هذا وقد مكث موسى في داره مدة وليدا عندهم ، في حجر فرعون ، على فراشه ، ثم قتل منهم نفسا فخافهم أن يقتلوه ، فهرب منهم هذه المدة بكمالها.
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي | تفسير ابن كثير | طه 25
وما سأل أن يزول ذلك بالكلية، بل بحيث يزول العي ويحصل لهم فهم ما يريد منه، وهو قدر الحاجة، ولو سأل الجميع لزال ولكن الأنبياء لا يسألون إلا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت. قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري. قال اللّه تعالى إخباراً عن فرعون أنه قال { أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} أي يفصح بالكلام، وقال الحسن البصري { واحلل عقدة من لساني} قال: حلّ عقدة واحدة، ولو سأل أكثر من ذلك أعطي، وقال ابن عباس: شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل، وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير الكلام، وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون، يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما يفصح به لسانه، فآتاه سؤله، فحل عقدة من لسانه. وقوله تعالى: { واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي} ، وهذا أيضاً سؤال من موسى عليه السلام في أمر خارجي عنه، وهو مساعدة أخيه هارون له، قال ابن عباس: نبئ هارون ساعتئذ وحين نبئ موسى عليهما السلام. روي عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلاً يقول: أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: لا ندري، قال أنا واللّه أدري! قالت، فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، قال: موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت: صدق واللّه ""أخرجه ابن أبي حاتم"".
تفسير قوله تعالى: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى
وقوله: {اشدد به أزري} قال مجاهد: ظهري، {وأشركه في أمري} أي في مشاورتي، {كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا} قال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين اللّه كثيراً حتى يذكر اللّه قائماً ومضطجعاً، وقوله: {إنك كنت بنا بصيرا} أي في اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة وبعثك لنا إلى عدوك فرعون، فلك الحمد على ذلك. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
ومجموع هذين الكلامين كالبرهان القاطع على أن جميع الحوادث في هذا العالم واقعة بقضائه وقدره وحكمته وقدرته. ويمكن أن يقال أيضا: كأن موسى عليه السلام قال: إلهي لا أكتفي بشرح الصدر ، ولكن أطلب منك تنفيذ الأمر وتحصيل الغرض; فلهذا قال: ( ويسر لي أمري) ، أو يقال: إنه سبحانه وتعالى لما أعطاه الخلع الأربع ، وهي الوجود والحياة والقدرة والعقل ، فكأنه قال له: يا موسى أعطيتك هذه الخلع الأربع فلا بد في مقابلتها من خدمات أربع لتقابل كل نعمة بخدمة. فقال موسى عليه السلام: ما تلك الخدمات ؟ فقال: ( وأقم الصلاة لذكري) ، فإن فيها أنواعا أربعة من الخدمة ، القيام والقراءة والركوع والسجود ، فإذا أتيت بالصلاة فقد قابلت كل نعمة بخدمة. قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي | تفسير ابن كثير | طه 25. ثم إنه تعالى لما أعطاه الخلعة الخامسة وهي خلعة الرسالة قال: ( رب اشرح لي صدري) حتى أعرف أني بأي خدمة أقابل هذه النعمة فقيل له بأن تجتهد في أداء هذه الرسالة على الوجه المطلوب ، فقال موسى: يا رب إن هذا لا يتأتى مني مع عجزي وضعفي وقلة آلاتي وقوة خصمي فاشرح لي صدري ويسر لي أمري.
13 مقلب حروب مقالب الإخوات / مقالب إخوات مضحكة! - YouTube
مقالب تروم تروم بالعربي
16 مقلب مضحك في حرب المقالب - YouTube
18 مقالب مضحكة | حرب المقالب - YouTube