من وصايا لقمان لابنه مراقبة الله في السر والعلن، وإقام الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التكبر والإعجاب بالنفس، والقصد في المشي دون خيلاء ولا تمارت. مراقبة الله في السر والعلن
الأمر بإقامة الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها
الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
التحذير من الكبر والعجب
النهي عن المشي مختالاً معجباً
الأمر بالقصد في المشي
الأمر بغض الصوت وخفضه
من وصايا لقمان لابنه :
وفي الحديث عند البخاري أن رجلين رفعا أصواتهما في المسجد فدعاهما عمر وقال " مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ - قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، قَالَ: "لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ"، وسمع صوت رجل في المسجد، فقال: "أتدري أين أنت ؟! ". هذه أيها الكرام وصايا لقمان, قال عنها المفسرون: هي حرية بالعناية, تجمع أمهات الحكم, جدير أن يوصي بها الآباء أبناهم, والحكماء أتباعهم, ولشرفها حكيت في القرآن وسمى باسمه سورة في القرآن. نفعنا الله بالقرآن, وبما فيه من الحكمة والبيان. الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
مرّ رجلٌ على لقمان وهو في مجلسِ أناسٍ يحدّثهم، فقال له: ألست الذي كنت ترعى الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني. وقد حكى العلماء عن لقمان جملة من الوصايا غير ما أُودِع في القرآن, ومن ذلك قوله لابنه: يا بني إياك والدَّين فإنه ذل النهار وهمُّ الليل. يا بني ارج الله -عز وجل- رجاءً لا يجرئك على معصيته، وخف الله خوفًا لا يؤيسك من رحمته تعالى شأنه.
من_وصايا_لقمان العشر
الخطبة الأولى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حينما يوصي الحكيم فإن كلماتِه تستحق من الناس التأمل فيها والنهل من معينها والصدور عنها, وحينما يتكلم الآباء للأبناء فإنهم ينتقون من الوصايا أجمعها, ويختارون من النصح أطيبه, وحين تكون الوصية من أبٍ والأب حكيم فتلك جديرة بأن تُحفظ وترعى, والأمرُ يزداد تأكدًا حين تحكى الوصايا في القرآن, وقد نطق بها الملك الرحمن, ونزلت على أشرف الأنبياء لتقرأها الخليقة من الإنس والجان, ذلكم هو شأن وصايا لقمان. لقمان أيها الكرام لم يكن نبيًّا ولا رسولاً, بل كان رجلاً صالحًا, لم يكن شريفًا غنيًّا, بل ذكر الطبري في تفسيره عن مجاهد أنه كان عبدًا حبشيًّا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، ومع هذا فقد كان ذا شأن رفعه الله بحكمته وإيمانه, وحكى وصاياه في كتابه, لتوقن أن المقاييس ليست بالألوان ولا بالصور, ولا بالأنساب ولا بالأموال, بل بالعقل والحكمة والديانة, وقمن بنا أن نقف مع وصاياه, فإنها عظيمة المعاني برغم أنها قليلة المباني. قام لقمان يوصي ابنه بأول الوصايا وآكدِها ويقول ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمان: 13]؛ وهل أعظمَ من ظلم المرء نفسَه بالشرك, حين يتوجه لغير ربه بالعبادة, فيخلقُ الله الخلقَ ويدبرُ الأمور ويقدِّر المقادير, وهذا يَصرف العبادة لغيره فذاك أعظم الظلم, والله قد يغفر كل ذنب إلا الشركَ, فصاحبه داخلٌ النار لا محالة, إلا أن تاب منه, والموحد هو الذي لا يصرف عبادة قولية ولا فعلية ولا قلبية إلا للإله الواحد.
من وصايا لقمان الحكيم يابني
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان ؛ فإنها رأت شيطاناً ". وقد روي أنه ما صاح حمار ولا نبح كلب إلا أن يرى شيطاناً. وقال سفيان الثوري: صياح كل شيئ تسبيح إلا نهيق الحمير. ا هـ. قال ابن كثير: وهذا التشببيه في هذا بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس لنا مثل السوء " ا هـ. من موقع نصرة محمد رسول الله
من وصايا لقمان لابنه بيت العلم
فالله سبحانه وتعالى لم ينزل علينا سورة لقمان هباء بل يقدم لنا مواعظ فانتبهوا لها جيدا. شاهد أيضًا: حكم مهمة قصيرة عن الرحمة والتراحم بين الناس
الوصية الأولى: –
التحذير من الشرك بالله قال تعالى والشرك بالله له عدة صور فهو ليس عبادة الأصنام فقط أن أهم واجب على الوالدين تجاه ابنائهم. هو غرس عقيدة التوحيد لديهم ويجب أن يعلموهم أن حب الله أن يكون أكبر حب في قلوبهم من حبهم لوالديهم أو حتى لأنفسهم. الوصية الثانية: –
مقالات قد تعجبك:
الإحسان إلى الوالدين وفي هذه الوصية يوضح لقمان العلاقة القوية والحميمة بين الأباء والأبناء بصورة توحي بالرقة والعطف. ولكن يحذر من إتباعهم في معصية الله بمعنى أن علاقتك مع الله مقدمة عن علاقتك بالوالدين. الوصية الثالثة: –
مراقبة الله عز وجل وفي هذه الوصية يخبر لقمان ابنه بأن الله عز وجل هو عالم الغيب وحده ولا يعلم السرائر غيره. وأنه قادر على احصاء اعمال العباد مهما كان حجمها كبيرة وصغيرة ليعلم الإنسان أنه مراقب من الله في جميع تصرفاته. الوصية الرابعة: –
الأمر بأداء الصلاة فهو يحث الجميع على عدم إهمال الصلاة لأنه أول أمر يحاسب عليه المسلم. وقد اهتم الإسلام بالصلاة اهتماما كبيرا لما فيها من صلاح المسلمين اجمعين.
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي: وهذه الوصايا التي وصى بها لقمان ابنه تجمع أمهات الحكم وتستلزم ما لم يذكر منها، وكل وصية يقرن بها ما يدعو إلى فعلها إن كانت أمرًا، وإلى تركها إن كانت نهيًا، وهذا يدل على ما ذكرنا في تفسير الحكمة؛ أنها العلم بالأحكام وحكمها ومناسباتها. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾، والحكمة هي الفهم والعلم، وهي من أفضل ما أُوتي العبد؛ قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269] وهذه من العطايا التي تستوجب الشكر، لذلك قال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾، وفي هذه الآية من الفوائد:
1- أن فضل الله تعالى ليس مقصورًا على أحد، يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فعلى العبد أن يسأله ذلك ولا ييأس ولا يقنط. 2- أن الحكمة من أفضل ما أُوتي العبد. 3- أن الحكيم ينبغي الانتفاع بحكمه ومواعظه ووصاياه. 4- إن من أسباب زيادة النعم ودوامها شكر المنعم بها، وهو الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].