فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا» رواه البخاري. فلا ينبغي أن يغتر الناس بالمظاهِرِ والصُّور, والأشخاصِ والأجسام, وإنما المقياس بالأعمال والقلوب؛ فعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الأَرَاكِ - وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ - فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ, فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ان اكرمكم عند الله اتقاكم بالانجليزي. مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ, فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» حسن - رواه أحمد. دل الحديثُ: على أنَّ الذي يثقل في الميزان صحيفةُ الأعمال, لا أشخاصُ العاملين. ويوم القيامة تُكشَفُ الحقائِقُ, وتُبلى السَّرائرُ, فَرُبَّ شَخْصٍ عَظِيمٍ في بدنه, مُعَظَّمٍ عند قومِه, وهو لا يَزِنُ عند الله جناحَ بعوضة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. وَقَالَ: اقْرَءُوا: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف:105]» رواه البخاري ومسلم.
اكرمكم عند الله اتقاكم – لاينز
أكرمـكم أتقاكـم إذا كنت عند الله كريما فلا يضرك بعد هذا أي نقص دنيوي كان فيك إن من فضائل دين الإسلام أنه لم يربط المكانة عند الله بكثرة مال أو علو مقام أو كبير جاه أو رفعة منزلة دنيوية ولا حتى بحسن مظهر أو بجمال منظر. ننتقل إلى رسالة أخرى وموضوع آخر الرسالة من المستمع ح. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم يقول تعالى ذكره.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم - ملتقى الخطباء
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير..
يا أيها الناس. يا أيها المختلفون أجناسا وألوانا، المتفرقون شعوبا وقبائل. إنكم من أصل واحد. فلا تختلفوا ولا تتفرقوا ولا تتخاصموا ولا تذهبوا بددا. وهكذا تسقط جميع الفوارق، وتسقط جميع القيم، ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة، وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر، وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر في الميزان. يا أيها الناس. والذي يناديكم هذا النداء هو الذي خلقكم.. من ذكر وأنثى.. وهو يطلعكم على الغاية من جعلكم شعوبا وقبائل. إنها ليست التناحر والخصام. إن أكرمكم عند الله أتقاكم - ملتقى الخطباء. إنما هي التعارف والوئام. فأما اختلاف الألسنة والألوان، واختلاف الطباع والأخلاق، واختلاف المواهب والاستعدادات، فتنوع لا يقتضي النزاع والشقاق، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف والوفاء بجميع الحاجات. وليس للون والجنس واللغة والوطن وسائر هذه المعاني من حساب في ميزان الله. إنما هنالك ميزان واحد تتحدد به القيم، ويعرف به فضل الناس: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. والكريم حقا هو الكريم عند الله. وهو يزنكم عن علم وعن خبرة بالقيم والموازين: إن الله عليم خبير..
وهكذا تتوارى جميع أسباب النزاع والخصومات في الأرض; وترخص جميع القيم التي يتكالب عليها الناس.
أنا قَبِيلي وأنت خَضِيري! أنا غَنِيٌّ وأنت فقير! إن اكرمكم عند الله اتقاكم. هذا من دعوى الجاهلية - والعياذ بالله، فالفَضْلُ في الإسلام بالتَّقوى، أكْرَمَنا عند الله هو أتْقَانا لله عزَّ وجلَّ، فمَنْ كان لله أتقى فهو عند الله أكْرَم. ولا يعني هذا إهدار الجِنَسِ البشري بالكلية، لكنْ التَّفاخر هو الممنوع، أمَّا التَّفاضل فإنَّ الله يُفَضِّل بعضَ الأجناس على بعض، فالعرب أفضلُ من غيرهم، جِنْسُ العربِ أفضلُ من جِنْسِ العَجَم، لكنْ إذا كان العربِيُّ غيرَ مُتَّقٍ والعَجَمِيُّ مُتَّقِياً، فالعَجَمِيُّ عند الله أكرمُ من العَرَبِي).