والحاصل: أن العلمانية بصورها نوع من أنواع الرِّدة، ومَن آمن بها وتبناها بعدما علم دين الإسلام وتبين له الحق وقامت عليه الحجة وزالت عنه الموانع - فقد خرج من دين الإسلام؛ ذلك لأن الإسلام عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام لجميع شؤون الحياة. أما العقيدة فهي فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة. صور عن الدين. وأما النظام المنبثق عن هذه العقيدة فهو معالجات لمشكلات الإنسان؛ فالإسلام يقول بالخلق والتدبير الإلهي، وهذا خلاف الرأسمالية الديمقراطية التي تقول: بأن الخلق الإلهي موجودٌ، ولكن التدبير الإلهي مفقودٌ. والإسلام خلاف الاشتراكية الشيوعية التي تنكر الخلق والتدبير الإلهي، وتراهما ماديين فقط.
- صور عن الدين الاسلامى
صور عن الدين الاسلامى
تصميم غلاف الكتاب إهداء من الفنان الكبير أحمد اللباد، واللوحة للفنانة الكبيرة جاذبية سري، الإخراج الداخلي إهداء من الشاعر عادل سميح، مكدير التحرير سارة الإسكافي، ورئيس تحرير السلسلة والمجلة الشاعر المصري سمير درويش.
وما للدين والسياسةَ والحكم؟! وهم يقرُّون بنصرة وتأييد وموالاة غير المؤمنين، تحت ستار الوطنية الإقليمية (فلسطيني، لبناني... ) والقومية العربية، متناسين أُخوَّة الإسلام، بل يركبون مركب الطغاة والمستبدين تحت ستار الوطنية والقومية ضد إخوانهم المسلمين المظلومين، وهم يرددون الطعن والثَّلْبَ بالعلماء والأئمة. صور عن الدين , صور اقوال في الدين - عبارات. فهؤلاء قوم بُهتٌ، دنسوا وجه ما كتبوا عليه من قرطاس، ولطخوه بعقائد الشك والجحود والوسواس، ألسنةٌ شأنها الإفك والخطل، وقلوبٌ أفسدها سوء العمل، يريدونها فتنةً عمياء، ويبغونها حياةً عوجاء. وقد يقول قائل: وكيف تسمي هذا الصنف بالعلمانية المتدينة؟
فأقول: إنه اصطلاح يطلق على أناس لا يفصلون بين الدين والحياة فصلاً قاطعًا، وإنما ينتقون مجالات اللقاء والفصل وَفقًا لما تقتضيه مصالحهم ووجهتهم، فعلى مستوى الدولة يؤكدون أن الإسلام هو دين الدولة؛ لإضفاء طابع الشرعية الدينية على بعض الممارسات كالأحوال الشخصية، في حين يسايرون الغرب في معظم أحكامه المتعلقة بنظام الحكم والاقتصاد، وعلى المستوى الفردي ينتقي من الإسلام ما يناسبه؛ فهو يؤدي العبادات، لكنه يتوقف عند كثير في المعاملات. ومن الباحثين من يرى تقسيمًا آخر للعلمانية، مُفاده: العلمانية الجزئية، والعلمانية الشاملة:
العلمانية الجزئية:
هي فصل الدين عن الدولة، وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلتزم الصمت بشأن المجالات الأخرى من الحياة، كما أنها لا تنكر بالضرورة وجود مطلقات وكليات أخلاقية وإنسانية، وربما دينية، كما أنها رؤية محددة للإنسان؛ فهي قد تراه إنسانًا طبيعيًّا ماديًّا في بعض جوانب حياته (رؤية الحياة العامة وحسب) ، لكنها تلزم الصمت فيما يتصل بالجوانب الأخرى من حياته.