كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)... الآية، يقول: صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة. وكان بعض أهل العربية يقول في قوله: (وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ) ذكر ما في الدنيا، وأنه على ما وصف، وأما الآخرة فإنها إما عذاب، وإما جنة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحديد - الآية 20. قال: والواو فيه وأَوْ بمنـزلة واحدة. وقوله: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) يقول تعالى ذكره: وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس، إلا متاع الغرور. حدثنا عليّ بن حرب الموصلي، قال: ثنا المحاربيّ: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال، قال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فيها ".
- اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو - YouTube
- عبد الرشيد صوفي - اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحديد - الآية 20
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو - Youtube
وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ أى: لمن آمن بالله- تعالى- واتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وحافظ على أداء ما كلف به بإخلاص وحسن اقتداء. وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ أى: وما أحوال الحياة الدنيا وما اشتملت عليه من شهوات، إلا متاع زائل، لا يقدم عليه، ولا يتشبع به إلا من خدع بزخرفه، واغتر بمظهره. فالمراد بالغرور: الخديعة، مصدر غره. أى: خدعه وأطمعه بالباطل. قوله تعالى: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وجه الاتصال أن الإنسان قد يترك الجهاد خوفا على نفسه من القتل ، وخوفا من لزوم الموت ، فبين أن الحياة الدنيا منقضية فلا ينبغي أن يترك أمر الله محافظة على ما لا يبقى. و " ما " صلة تقديره: اعلموا أن الحياة الدنيا لعب باطل ، ولهو فرح ثم ينقضي. وقال قتادة: لعب ولهو: أكل وشرب. وقيل: إنه على المعهود من اسمه ، قال مجاهد: كل لعب لهو. وقد مضى هذا المعنى في ( الأنعام) وقيل: اللعب ما رغب في الدنيا ، واللهو ما ألهى عن الآخرة ، أي: شغل عنها. عبد الرشيد صوفي - اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ - YouTube. وقيل: اللعب: الاقتناء ، واللهو: النساء. " وزينة " الزينة ما يتزين به ، فالكافر يتزين بالدنيا ولا يعمل للآخرة ، وكذلك من تزين في غير طاعة الله.
عبد الرشيد صوفي - اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ - Youtube
اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو القارى ماهر المعيقلي#قرآن #القرآن_الكريم #ماهر_المعيقلي #الله - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحديد - الآية 20
والمقصود بقوله- تعالى- كَمَثَلِ غَيْثٍ.. إلخ التقرير والتأكيد لما وصفت به الدنيا من كونها لعبا ولهوا وزينة. وتشبيهها في سرعة زوالها، وانقضاء نعيمها، وقلة فائدتها.. بحال نبات ظهر على الأرض بعد هطول المطر عليها، واستمر في ظهوره وجماله ونضرته وهيجانه، لفترة مّا من الحياة، أعجب خلالها الكفار به، ثم حل بهذا النبات اليانع الاصفرار والاضمحلال حتى صار حطاما مفتتا تذروه الرياح. والمقصود بهذا التشبيه، زجر الناس عن الركون إلى الحياة الدنيا ركونا ينسون معه فرائض الله- تعالى- وتكاليفه التي كلفهم بها- سبحانه-. انما الحياه الدنيا لعب ولهو وزينه. وعطف- سبحانه-: فَتَراهُ مُصْفَرًّا بالفاء للإشعار بقصر المسافة، مهما طالت في عرف الناس- بين نضرة الزرع واستوائه، وبين اصفراره ونهايته. قال صاحب الكشاف- رحمه الله-: أراد- سبحانه- أن الدنيا ليست إلا محقرات من الأمور، وهي اللعب واللهو... وأما الآخرة فما هي إلا أمور عظام. وشبه حال الدنيا بسرعة تقضّيها، مع قلة جدواها، بنبات أنبته الغيث فاستوى واكتمل، وأعجب به الكفار الجاحدون لنعمة الله، فيما رزقهم من الغيث، والنبات.. فبعث عليه العاهة فهاج واصفر وصار حطاما. ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة ببيان عظم الآخرة، وهوان الدنيا فقال: وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ أى: لمن كفر بالله- تعالى- وفسق عن أمره.
إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) يقول تعالى ذكره: حاضا عباده المؤمنين على جهاد أعدائه, والنفقة في سبيله, وبذل مهجتهم في قتال أهل الكفر به: قاتلوا أيها المؤمنون أعداء الله وأعداءكم من أهل الكفر, ولا تدعكم الرغبة في الحياة إلى ترك قتالهم, فإنما الحياة الدنيا لعب ولهو, إلا ما كان منها لله من عمل في سبيله, وطلب رضاه. فأما ما عدا ذلك فإنما هو لعب ولهو, يضمحلّ فيذهب ويندرس فيمرّ, أو إثم يبقى على صاحبه عاره وخزيه ( وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ) يقول: وإن تعملوا في هذه الدنيا التي ما كان فيها مما هو لها, فلعب ولهو, فتؤمنوا به وتتقوه بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه, وهو الذي يبقى لكم منها, ولا يبطل بطول اللهو واللعب, ثم يؤتكم ربكم عليه أجوركم, فيعوّضكم منه ما هو خير لكم &; 22-191 &; منه يوم فقركم, وحاجتكم إلى أعمالكم ( وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) يقول: ولا يسألكم ربكم أموالكـم, ولكنه يكلفكم توحيده, وخلع ما سواه من الأنداد, وإفراد الألوهية والطاعة له.