سجود الشكر: فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال في وصف الرسول: (أنَّهُ كانَ إذا جاءَهُ أمرُ سرورٍ أو بشِّرَ بِهِ خرَّ ساجدًا شاكرًا للَّهِ) [سنن أبي داود|خلاصة حكم المحدث: سكت عنه]، وهذه السجدة لا يُشترط لصحتها استقبال القبلة أو الطهارة. والنعم صنفان: مستمرة ومتجددة، والأخيرة يسجد المسلم لها كلما أكرمه الله بنعمة ما [٤]. الدعاء: عن معاذ بن جبل قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذ بيدِ معاذٍ فقال: (يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك) فقال معاذٌ: بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال: (يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك) قال: وأوصى بذلك معاذٌ الصُّنابحيَّ، وأوصى بذلك الصُّنابحيُّ أبا عبدِ الرَّحمنِ، وأوصى بذلك أبو عبدِ الرَّحمنِ عقبةَ بنَ مسلمٍ) [صحيح ابن حبان|خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه] [٢].
تفسير آية وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
الثالثة: وأما السائل فلا تنهر بمعنى: لا تزجر السائل، ورد إليه طلبه ببذل يسير، أو قول جميل حسن. الرابعة: وأما بنعمة ربك فحدث، بمعنى: انشر ما أنعم الله عليك به بالثناء والشكر؛ لأن الاعتراف بالنعم بمثابة شكر لله عليها. ما هي الوسائل التي تعيننا على شكر النعم؟
يُعد الشكر من العبادات التي يتنعم الإنسان بجني ثمارها في الدنيا والآخرة ، لذلك لَزِم على المسلم أن يكون من الشاكرين، وفيما يأتي سنقدم عدة وسائل تُعين المسلم على شكر الله على نعمه:
الرضا والقناعة بما رزقك الله: قال صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ) [صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدث: حسن] [٤]. تقديم الشكر لمن أسدى إليك إحسانًا أو معروفًا من النّاس: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ) [سنن أبي داود|خلاصة حكم المحدث: سكت عنه] [٤]. تفسير آية وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ. التأمل والتفكر بنعم الله الكثيرة عليك: قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78] [٤]. تقوى الله وطاعته: قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123] [٤].
(قبس 29 )وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ -نشر ولاية أهل البيت (ع) – قناة بينات الفضائية
في الواقع، بركات الله لا تعد ولا تحصى. طرق أن نشكر الله على نعمه ومهما يفعل الإنسان فهو لا يحقق حق الله تعالى فيما أسبغه علينا، ولكن يجب أن نشكر الله على عطاياه سواء باللفظ بقول "الحمد لله" أو بالعمل الصالح، ومنها: قف بجانب المسلمين عندما يحتاجون إليهم. رعاية الأيتام ورعايتهم والإنفاق عليهم وتلبية مطالبهم. المشاركة في بناء بيوت الله. عدم الإجابة على سؤال مسلم إذا استطعت. الاعتراف والاعتقاد في بركات الله في الداخل والخارج. ولا تتعارض هذه الآية مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا المساعدة في إشباع حوائجكم بسرية". يجب أن نشكر الله على نعمه، ولكن يجب ألا نفخر بها ونرفعها أمام الفقراء أو المحرومين من تلك النعم. من الممكن أيضًا الاعتراف بحق الله ولكن من خلال العمل الصالح.
كما أنه لا يوجد تعارض بين هذه الآية وبين حديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" فأن الرسول هنا يريد أن خبرنا أننا لا يجب أن نتحدث عن الأمر الذي نريد أن نفعله قبل أن يتمه الله "عز وجل " علينا حتى لا ينظر أحد من الناس فيه أو يحسده فلا يتحقق. كان هذه هو معنى قول الله "عز وجل وأما بنعمة ربك فحدث" أسأل الله أن يجعلنا من الذين يذكرون نعمه عليهم دائماً ويشكرونه ويحمدونه حمداً كثيراً عليها اللهم أمين.