على الجانب الآخر، كان هناك الملايين من المصريين، وهم الأغلبية الصامتة الذين لم يكن يعنيهم ما يحدث على الساحة بقدر ما كانت تؤلمهم أوضاعهم المعيشية التى ازدادت سوءاً بعد ترويعهم وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنونى وتأخر رواتبهم، مما أدى إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم فى المأكل والنزول للعمل بسلام لمواجهة أعباء الحياة، والذين، وللأسف الشديد، صادر على رأيهم مجموعة المنتفعين سواء الموالين أو المعارضين للنظام، حيث وكلوا أنفسهم للتحدث باسمهم دون تفويض من أى منهم!.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. ولا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.. واجعل مصر بلداً آمناً مطمئنا.. قولوا آمين.
- ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا سورة
- اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا
- بما فعل السفهاء من هنا
- بما فعل السفهاء منازل
- بما فعل السفهاء
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا سورة
فائدة وعظة
وأذكر لكم مزيد فائدة؛ وهي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، يقول هل يؤاخذ الله -جل وعلا- الأبناء بذنوب فعلها الآباء؟
فكان الجواب: يقول الله -تبارك وتعالى- في الآية ١٥ من سورة الإسراء {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وقال في الآية ٣٨ من سورة المدثر {كل نفس بما كسبت رهينة}، وقال في الآية ٢١ من سورة الطور {كل امرئ بما كسب رهين}. هذه الآيات في كتاب الله -تعالى- وأمثالها التي تدل على أنه -عز وجل- لا يظلم أحدا فيعاقبه بما جناه غيره؛ متفق على أنها في الآخرة عند الحساب والجزاء، لكن في العقاب الدنيوي قد يؤخذ البريء بسبب معصية غيره عندما يجيء عقاب عام؛ كالزلزال والخسف بسبب شيوع المعاصي؛ كما في الحديث الشريف في صحيحي البخاري ومسلم "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على قدر نياتهم". ومنه ما جاء في دعاء (لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا). فالأبناء وغيرهم يؤخذون بذنوب آبائهم ومجرميهم إذا كثر الفساد، وذلك في عقاب الدنيا، وسيعوض الله -سبحانه- الأبرياء خيرا يوم القيامة، والآباء إذا كانوا مجرمين سرت العدوى إلى أولادهم بالتقليد والمحاكاة، وكرههم الناس لكراهتهم لآبائهم، فشؤم معصية آبائهم يلحقهم في معاملات الدنيا طوعا أو كرها.
اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا
وحتى سفهاء السوشيال ميديا لا تتابعهم. أوقف مقاطعهم وسخافتهم لا تسمح لها بالعبور عن طريقك إلى الآخرين، فمجرد الريتويت أو ارسال مقاطعهم تكون قد ساهمت بشهرتهم وعززت مكانة السفهاء في المجتمع. ( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السُّفَهَاءُ مِنَّا)
بما فعل السفهاء من هنا
فأوحى الله إلى موسى أن هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل ، ثم إن الله أحياهم فقاموا وعاشوا رجل رجل ، ينظر بعضهم إلى بعض: كيف يحيون ؟ قال: فذلك قوله تعالى: ( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)
بما فعل السفهاء منازل
أما الأعمال، فكل واحد مسئول عن عمله أمام الله -عز وجل- يوم القيامة. وعلى ضوء هذا يفهم الحديث القدسي الذى رواه أحمد عن وهب (أنى إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد). وعلى شاكلة هذا لو اختار الرجل زوجة صالحة كان هناك أمل في صلاح الأولاد، وبالعكس لو اختار الرجل زوجة غير صالحة نشأ الأولاد، وقد نزعهم عرق من الأم، ومن هنا كانت الوصية (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس). وقال أبو الأسود الدولي لأولاده: قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا، حيث اخترت لكم أما لا تسبون بها، فجناية الآباء تصيب الأبناء في مثل هذه الأمور الدنيوية.
بما فعل السفهاء
فطالما صرخنا وبُحَت أصواتنا مطالبين بالتغيير والقضاء على الفساد وغيرها من المطالب المشروعة، ولكن كانت اللامبالاة والقسوة والاستعلاء والغطرسة هى مسوغات ومقومات منهج النظام فى التعامل معنا!..
لقد حافظ إدريس على نبالته إلى آخر لحظة من حكمه، فكان يعامل أصدقاءه بنبل وأعداءه أيضا، كما أن تخليه علن السلطة بمجرد أن عرف وقتها أن البديل شبان ليبيون وطنيون يؤكد هذه الأخلاقية التي سجلها التاريخ، كما أن نبله الشخصي حال دون استفحال مشاعر الانتقام أو تصفية الحساب مع الماضي ودون التفكير في أي قانون للعزل السياسي، وتمخضت هذه النبالة عن توحيد النسيج الليبي، وانهماك الجميع في بناء الدولة الجديدة بحماس ووطنية مازالت مدار الحديث. النبالة بالمعنى الطبقي قد تكون مصطلحا غربيا، لكنها في النهاية سجية إنسانية نجد ما يقابلها في كل اللغات، ولعل أقرب ترجماتها في مجتمعنا تذهب إلى توصيفات عدة مثل أخلاق الفرسان أو الوجاهة أو البيتية أو الأجواد أو الأعيان، أو غيرها من التوصيفات التي أنتجها قاموسنا كترجمة لقيم أخلاقية تتعلق بقيم التعامل مع المحيط من قبل أناس يمثلون سلطات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.