ومن خلال تلك المرتكزات الموضوعية يؤصل المؤتمر للعلاقات مع المجتمعات الإنسانية والحضارات من منطلق الثوابت والمتغيرات في المنظور الإسلامي. فالمؤتمر يعيد الجميع إلى أصل الدين الذي لا خلاف عليه وهو الكتاب والسنة بعيداً عن الدخول في الخلافات الفرعية التي تخضع للاجتهاد بكل مقوماته، وفي الوقت نفسه يعيد تموضع الفكر الإسلامي على خارطة المجتمع الإسلامي، ولذلك كان التوافق على أن المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية إحياء جديد يرتكز على أساس ديني يعيد الفكر الإسلامي إلى وضعه الطبيعي في الانتشار والقبول، وفي ظل هذا السياق أكد المؤتمر على ميزتين رئيستين:
الأولى العقلانية العقدية وتحرير الإنسان من أوهام الخرافة ومعتقدات الشعوذة والتطرف. جريدة الرياض | المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية.. رؤية منهجية. الثانية أن المرجعية العقدية لدى المؤتمر توفيقية على الكتاب والسنة. ومن خلال هذه المعطيات نرى التأكيد على فكرة التجمع العالمي كإطار للتجمع البشري بدلاً من المذهب أو الجماعة أو الطائفة، فالتجمع يسع المجتمعات باختلافاتها. ذلك أن العقلية الإسلامية الواعية قادرة على التفاعل والتواصل والتعايش مع مختلف الجماعات الإنسانية ومع حاجات وأحوال العصر، فالإشكال الذي يعترض وعينا ليس في اختلاف مصادر التشريع ومرجعياته بقدر ما هو في تنزيل الحكم الشرعي أو بمعنى آخر بين النظرية والتطبيق مما يستوجب صياغة واقع فقهي جديد يتلاءم مع الحاجات ويراعي ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، وخطاب دعوي يستوعب ويؤسس للحوار والتسامح والتعايش والانفتاح والقبول بالتنوعات والتراكيب المختلفة.
«العمل الإسلامي»: يجب تضافر الجهود الرسمية والأهلية لمواجهة آفة المخدرات - السبيل
22 أبريل/ نيسان 2022 صدر الصورة، Getty Images ناقشت الصحف البريطانية تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين الناخبين المسلمين، ومآلات الوضع الأوكراني في حال إعلان روسيا إنهاء القتال قريبا. ونبدأ جولتنا من صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت تقريرا لليلى عبود بعنوان "المطالبة بالكرامة: كيف فقد الفرنسيون المسلمون الثقة في ماكرون بعد التحول الأمني". وبدأت الكاتبة تقريرها بعرض وجهة نظر رجل فرنسي مسلم "يميل إلى الإدلاء بورقة بيضاء" في الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم الأحد في فرنسا. وقالت إن الأسباب التي تدفعه إلى ذلك "تشمل القوانين الأمنية التي يشعر بأنها تستهدف المسلمين بشكل غير متناسب وفشل ماكرون في العناية بالمناطق الفقيرة التي يعيش العديد من المهاجرين وذريتهم". من أسباب انتشار الفقر في العالم الإسلامية. وقال الرجل عن ماكرون "لقد كان حلما عندما انتخب وتحول إلى كابوس"، مضيفاً "لا أعتقد أن لوبان ستكون أسوأ". ورأت الكاتبة أن مرارة الرجل ناجمة "عن تحول ماكرون المحافظ وتركيزه على الأمن بين مسلمي فرنسا الذين يبلغ عددهم حوالي 5 ملايين نسمة والذين كانوا يميلون إلى التصويت لمرشحين يساريين". وأضافت أن ذلك "يساعد في تفسير سبب تحول 69 في المئة منهم إلى المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل/ نيسان، بينما انخفض دعم ماكرون بين الناخبين المسلمين 10 نقاط بالمقارنة مع عام 2017، وفقا للمؤسسة الفرنسية للرأي العام".
جريدة الرياض | المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية.. رؤية منهجية
كما تطرق إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص إلى الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الديني ومنها الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، والتشدد لمذهب أو جماعة، والتقليد الأعمى لدرجة أننا نجد المتطرف في الغالب يبقى مصرا على رأيه ولا يزن الآراء بميزان العقل. أوضح أن التطرف الديني يؤثر في تشويه صورة الإسلام أمام العالم، لذا يجب إيصال هذا الإسلام الوسطى إلى كل أنحاء العالم بلين ورحمة، مشيرا إلى ان الفكر المنحرف يعد من أخطر الأمراض العقلية والقلبية التي يجب معالجتها معالجة صحيحة، فالفكر المريض الذي يهدد سلامة الأمة اليوم هو الفكر المتطرف وانحراف هذا الفكر جاء نتيجة فهم خاطئ للدين. من أسباب انتشار الفقر في العالم الإسلامي. وتابع، لذا يجب استخدام المنهج الوسطي الذي يعتمد على الرحمة واللين وهو المنهج النوراني هناك فارق واضح بين المنهج النوراني والمنهج الظلماني فالنوراني يقوم على الرحمة وهو دليل على الوسطية والاعتدال، والظلماني يقوم على الفظاظة والغلظة وهو دليل على التطرف الديني. وشرح أنواع التطرف والمتمثلة في التطرف الفكري، والتطرف القولي، والتطرف اللفظي، مشيرا إلى أشكال التطرف، موضحا أن مواجهة التطرف تتمثل في الولاء والانتماء. وانتقل الدكتور يسري عزام إلى الآثار والنتائج السلبية لظاهرة التطرف والتي تتمثل في تصاعد مشاعر الكراهية في مقابل التسامح، وسيادة التفكير السطحي وغياب الإبداع وانتشار الإلحاد والانحراف، بجانب إلى انخفاض الإنتاج، وتراجع التنمية، وانتشار البطالة، وتراجع القطاع السياحي، كذلك التأثير على وحدة المجتمع وتماسك وقوة أجهزة الدولة.
اخبار التعليم.. معهد إعداد القادة يواصل فعاليات فوج «البطولة.. أنت الأقوى» - شبكة سبق
لذا فأوضح أن مشكلة التطرف تكمن في الفهم الخاطئ للدين، والذهاب بتأويله بعيدا عن مساره الصحيح والحقيقي، ونظرا لكون التطرف قضية ذات طابع ديني في الأساس؛ كان من الطبيعي أن يكون الخطاب الديني سواء أكان دعويًا أو إفتائيًا هو المنوط به في المقام الأول للتصدي لتلك الظاهرة وطرح معالجة فكرية دينية مناسبة لتحجيمها والحد من انتشارها من خلال الاعتدال والوسطية. وفى ذات السياق انطلقت محاضرة تحديات الأمن القومي المصري وتحدث الدكتور رامي عاشور دكتور العلوم السياسية والأمن الدولي وزميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية قضايا الأمن القومي المصري، متحدثًا أن هناك معادلة تتعامل بها الدول في إدارة الدولة وهي (الأمن القومي = تنمية + أمن)، وتطرق سيادته للحديث عن التنمية والأمن وجهان لاستقرار الدولة، موضحًا أن أي انتقاص في التنمية يؤثر على الدولة ويهدد الأمن القومي الدولي. واستكمل حديثه أن المعادلة الثانية تتمثل في (الجهل + الفقر = الإرهاب والتطرف) وعلاج ذلك هو القضاء على الفساد، مفيدا أن أساليب تقييد التنمية في المجتمع يأتي من خلال الفقر حيث يُعد العامل الداعم لانتشار الجهل والجريمة بما يؤدى إلى انتشار التطرف والبطالة، مؤكدًا أن الفساد يشكل تهديدًا للأمن القومي، كعامل مساعد للجريمة والإرهاب، حيث إن الفساد بمثابة عائق للتنمية، لذا أوضح سيادته على ضرورة النزاهة والشفافية للتغلب على الفساد.
وأكَّد أن هناك علاقة وثيقة بين الإيثار والسعي في مصالح الناس وقضاء حوائجهم، فالإيثار هو دافع الأفراد للسعي في مصالح الناس وقضاء حوائجهم، وهو خلق من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، كان يربِّي عليه أصحابه، وقد ظهر هذا منذ بدايات ظهور الإسلام، وبعد الهجرة، فقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة في الإيثار والكرم عند تعاملهم مع المهاجرين. وأضاف المفتي أن حبَّ المجتمع المسلم، خاصة المصري للكرم والإيثار والعطاء يعكس مدى حضور النموذج النبوي الموروث من رسولنا الكريم، فنجد طوائف كثيرة من المجتمع المصري تجود بما تملك لتنفع به غيرها في شهر رمضان وغيره. وأشار إلى أن إطعام الطعام للنفس وللأهل وللغير من الأمور المحببة في الشرع الشريف، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، ولكن بلا إسراف أو تبذير؛ لأن الإسراف سلوك سلبي لا يليق بنا نحن المسلمين، فالأَولى لمن يسرف ويبذِّر في هذا الشهر أن ينظر إلى جيرانه وأقاربه وباقي المحتاجين.
ونقلت عن جيروم فوركيه من المؤسسة الفرنسية للرأي العام أن ميلانشون الذي يدعم الهجرة ومجتمع متعدد الثقافات، "يبدو الخيار الحقيقي الوحيد للمسلمين لأنهم لم يعودوا يثقون في ماكرون". وقال فوركيه "بعد الحملة التي سيطر عليها اليمين المتطرف، وبخاصة الوافد الجديد إريك زمور الذي وضع صدام الحضارات مع الإسلام في صدارة جدول الأعمال، سعى المسلمون للدفاع عن أنفسهم وحماية أنفسهم بأصواتهم". وأشارت عبود إلى أن "قضايا الإسلام والهجرة والهوية سيطرت على النقاش العام في فرنسا بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية…في السنوات الأخيرة، حيث تكافح البلاد من أجل التوفيق بين جمهوريتها العلمانية القوية التي بنت نفسها ضد الكنيسة الكاثوليكية القوية مع صعود الإسلام ومجتمع أكثر تنوعا". وذكرت الكاتبة بأنه في عام 2017 "صوّر ماكرون الذي صعد إلى الصدارة كوزير للاقتصاد في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، نفسه على أنه بطل لفرنسا متعددة الثقافات، معلناً أن مدينة مرسيليا العربية والأفريقية هي المفضلة لديه. وأعرب عن شكوكه بشأن القوانين الأمنية التي طبقتها حكومته في أعقاب الهجمات الإرهابية". وأضاف التقرير أنه بمجرد انتخابه، ركز ماكرون على معالجة ما وصف بـ"تهديد الإرهاب الإسلامي".