*في كل سنبلة مائة حبة*اعجاز علمي
(( في كل سنبلة مائة حبة)) معجزة علمية. نعيش اليوم مع جانب من التفسير والإعجاز العلمي في قوله تعالى: " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{261} " [البقرة: 261]. *في كل سنبلة مائة حبة*اعجاز علمي. قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان قال: (هذا حث عظيم من الله تعالى لعباده على إنفاق أموالهم في سبيله ، وهو الطريق الموصلة إليه ، فيدخل في هذا إنفاقه في ترقية العلوم النافعة. وفي الاستعداد للجهاد في سبيله ، وفي تجهز المجاهدين وتجهيزهم ، وفي جميع المشاريع الخيرية النافعة للمسلمين ، ويلي ذلك الإنفاق على المحتاجين والفقراء والمساكين ، وقد يجتمع الأمران فيكون في النفقة في دفع الحاجات والإعانات على الخير والطاعات ، فهذه النفقات مضاعفة ، هذه المضاعفة بسبعمائة إلى أضعاف أكثر من ذلك ولهذا قال تعالى: (( وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)) وذلك بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام وفي ثمرات نفقته ونفعها ، فإن بعض طرق الخيرات يترتب على الإنفاق فيها منافع متسلسلة ومصالح متنوعة فكان الجزاء من جنس العمل.
*في كل سنبلة مائة حبة*اعجاز علمي
وجملة: (ينفقون أموالهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لا يتبعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (أنفقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (لهم أجرهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). وجملة: (لا خوف عليهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: (هم يحزنون) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: (يحزنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم). الصرف: (ينفقون)، أصله يؤنفقون، حذفت الهمزة تخفيفا (انظر الآية 3 من سورة البقرة). (يتبعون)، أصله يؤتبعون، حذفت الهمزة تخفيفا. (منّا)، مصدر سماعيّ لفعل منّ يمنّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (أذى)، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وزنه فعل لفتحتين (وانظر الآية 222). البلاغة: (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ) ثم هنا للتفاوت بين الإنفاق وترك المنّ والأذى في الرتبة والبعد بينهما في الدرجة، وقد استعيرت من معناها الأصلي وهو تباعد الأزمنة لذلك- وهذا هو المشهور في أمثال هذه المقامات. وذكر في الانتصاف وجها آخر في ذلك، وهو الدلالة على دوام الفعل المعطوف بها وإرخاء الطول في استصحابه، وعلى هذا لا تخرج عن الإشعار ببعد الزمن ولكن معناها الأصلي تراخي زمن وقوع الفعل وحدوثه ومعناها المستعارة له دوام وجود الفعل وتراخي زمن بقائه.. إعراب الآية رقم (263): {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}.
والعلم عند الله أن الآية تعم جميع الإنفاق في وجوه الخير، ومن أعظمها الجهاد في
سبيل الله. قوله تعالى: { كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ} أي كمثل حبة بذرها إنسان، فأنبتت سبع سنابل { فِي
كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} فتكون الجميع سبعمائة؛ فالحسنة إذاً في
الإنفاق في سبيل الله تكون بسبعمائة؛ وهذا ليس حدّاً، بل قد يضاعف الله ذلك إلى
أضعاف كثيرة، لا تعد ولا تحصى. وقد وردت السنة بتضعيف الحسنة إلى سبعمائة ضعف؛ فعن عياض بن غطيف قال: دخلنا على
أبي عبيدة نعوده من شكوى أصابته بجنبه وامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه قلنا: كيف بات
أبو عبيدة؟ قالت: والله لقد بات بأجر قال أبو عبيدة: ما بت بأجر وكان مقبلا بوجهه
على الحائط فأقبل على القوم بوجهه، وقال: ألا تسألوني عما قلت؟ قالوا: ما أعجبنا ما
قلت فنسألك عنه، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( من
أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله أو عاد مريضاً أو
أماط أذى فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله -عز وجل-
ببلاء في جسده فهو له حطة)) 3. وعن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في
سبيل الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
( ( لك
بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)) 4.