خلاصة القول نجدها فيما قاله جل وعلا {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} (النجم 39 – 40) فلنسعى للخير ولا نكتف بحسن النوايا. الرابط على موقع هات بوست
الآية التاسعة عشر ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) - مدونة نوال القصير
إخوان الكرام:
ليس لك إلا ما سعيت، أنا ابن فلان، نحنا والحمد لله مسلمين طيب خير أن شاء الله، أمتي **! أمتي! يقال للنبي الكريم لا تدري ماذا أحدثوا بعدك! يقول سحقاً،*** سحقا، يا فاطمة بنت محمد ****! وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ... يا عباس عم رسول الله أنقذا نفسكما من النار، أنا لا أغني عنكما من الله شيء لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه. يروى أن أبو سفيان وقف في باب عمر طويلاً، فلم يؤذن له، وكان صهيبٌ وبلال، يدخلان ويخرجان بلا استئذان، آلمه ذلك، فلما دخل عليه قال: سيد قريش يقف ببابك الساعات الطوال، وصهيبٌ وبلال يدخلان بلا استئذان! ماذا كان جواب سيدنا عمر: أنت مثلاهما
﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)﴾
رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره.
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ..
وهذا حاصل ما ذكرنا وقررنا. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)
وفي نفس سياق الآيتين السابقتين يأتي هذا السؤال: ما حكم انتفاع الميت بسعي الأحياء ؟ فقد اختلف العلماء في جواز إهداء الثواب للموتى ، وهل يصلهم ذلك على قولين: القول الأول: أن كل عمل صالح يهدى للميت فإنه يصله ، ومن ذلك قراءة القرآن والصوم والصلاة وغيرها من العبادات. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 39. القول الثاني: أنه لا يصل إلى الميت شيء من الأعمال الصالحة إلا ما دل الدليل على أنه يصل. وهذا هو القول الراجح ، والدليل عليه قوله تعالى: ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى) النجم 39 ، (و عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ». رواه مسلم ، وقد مات عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله عنه ، وزوجته خديجة ، وثلاث من بناته ، ولم يرد أنه صلى الله عليه وسلم قرأ عن واحد منهم القرآن ، أو ضحى أو صام أو صلى عنهم ، ولم ينقل شيء من ذلك عن أحد من الصحابة ، ولو كان مشروعاً لسبقونا إليه.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 39
المشكلة أن الله سبحانه وتعالى، ضمن لك شيئاً، وكلفك بشيء ضمن لك رزقك، وكلفك أن تعمل للآخرة. واقع أكثر الناس، أنهم تركوا ما كلفوا به، وعملوا فيما ضمن لهم أنهم تركوا ما كلفوا به، وعملوا فيما ضمن لهم. الإنسان حينما يسعى لكسب رزقه، يغيب عن ذهنه أن هذا المال الذي بين يديه، الذي استهلكه هو رزقه، والذي لم يستهلكه هو كسبه المال الذي لم تستهلكه، ولم تنتفع به، لم تنتفع به وأما الذي استهلكته هو الذي انتفعت به، فأكثر الناس عندهم أموال أضعاف مضاعفة، عن حاجتهم، هذا كسبهم، ورزقهم المنتفع به، أما في الآخرة كل عملك لك، كل سعيك لك،
فأنظر كم يمضي من الوقت، وأنت تستهلك هذا الوقت في شؤون الدنيا الفانية التي ضمنها الله لك، وكم ينبغي أن تستهلك من الوقت، فيما كلفت به. وليس للانسان الا ما سعى. بقلك فلان مؤمن، الإيمان مرتبة، مرتبة علمية، مرتبة جمالية مرتبة أخلاقية، مرتبة قيم، مرتبة علم، مرتبة ذوق.
ومما يدعم كل ما تقدم ويؤكده -وبه نختم الحديث- ما قاله بعض أهل العلم، وقد سئل عن قوله تعالى: { {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}} مع قوله: { {والله يضاعف لمن يشاء}} (البقرة:261) قال: ليس له بالعدل إلا ما سعى، وله بالفضل ما شاء الله تعالى. وهذا حاصل ما ذكرنا وقررنا. وإذا كان الأمر على ما تبين، عُلم أن الآيتين الكريمتين تصدق إحدهما الأخرى، ولا تنافي بينهما بحال؛ إذ هذا هو شأن آيات القرآن الكريم خصوصًا، ونصوص الشرع عمومًا.