- عنه (عليه السلام): لا تثقن بأخيك كل الثقة، فإن صرعة الاسترسال لا تستقال (1). - الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه مصر -: الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فإن العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم، واتهم في ذلك حسن الظن (2). [2482] حسن الظن بالله الكتاب * (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرديكم فأصبحتم من الخاسرين) * (3). * (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) * (4). - الإمام الرضا (عليه السلام): أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا (5). - رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (6). من شعب الإيمان حسن الظن بالله. - عنه (صلى الله عليه وآله): لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عز وجل، فإن حسن الظن بالله عز وجل ثمن الجنة (7). - الإمام علي (عليه السلام): من حسن ظنه بالله فاز بالجنة، من حسن ظنه بالدنيا تمكنت منه المحنة (8).
- من اقوال ابن القيم في حسن الظن بالله
- من حسن الظن بالله :
- من شعب الإيمان حسن الظن بالله
- من أمثلة حسن الظن بالله
من اقوال ابن القيم في حسن الظن بالله
[٣]
كيفيّة حُسن الظن بالله
حسن الظن بالله ليس بالأمر السهل، وليس كذلك بالأمر الصعب، إنما ينبغي على المسلم أن يقوم ببعض الأمور حتى يصل إلى القدرة على إحسان الظن بالله، ومن الأمور التي ينبغي على المسلم فعلها لأجل ذلك ما يأتي: [٤]
فَهم معاني أسماء الله الحسنى وإدراك صفاته، والإلمام بكل ما يُحيط بتلك الأسماء والصفات، والاطّلاع التام على مِقدار حكمة الله سبحانه وتعالى، وقدرته في خلق الخلق وإيجادهم، وحكمته في العطاء والمنع، وحكمته فيما يُصيب العبد من مصائب وابتلاءات وهموم، وحكمته في كلّ ما يمرّ بالعبد من خيرٍ وشر، وأنّ الله هو وحده المُتصرّف بذلك والقادر عليه. اجتناب المنكرات والآثام والمعاصي، والتوبة على ما اقترف من ذنوب وخطايا، فأنّ المُسلم إذا عصى الله ثم استغفره فإنّه يُدرك جيداً أنّ الله سيغفر له ما كان منه؛ لندمه على ما أذنب، وتوبته الصادقة، وعزمه ألا يعود إليه، فيكون قد وصل إلى إحسان الظن بالله. الإقبال إلى الله بحسن العمل، والسعي لإدراك أعلى المنازل في الجنة، والثقة بأن الله سيدخله في جنّته ويُنجيه من عذابه إذا ما هو قام بما أمره بالقيام به وامتنع عما حرمه ونهاه عنه، وألا يطلب الأجر والثزاب على ما يفعل إلا من الله وحده، وأن يعتقد يقيناً أن الله -سبحانه وتعالى- سيثيبه على ذلك إن التزم به، وأنه سيغفر له إن استغفره وتاب إليه.
من حسن الظن بالله :
بل وأشد من هذه المواقف ما يكون عند احتضاره وخروج روحه، وعليه أن يُحسن الظن بربه، قال جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ». وهكذا يظل العبد متعلقاً بحسن الظن بربه، وحسن الرجاء فيما عنده، وكما قال القائل: وإنِّي لأرجو الله حتَّى كأنَّني * أرى بجميلِ الظنِّ ما الله صانعُ. قال العلماء: إن حُسن الظن بالله المصحوب بالعمل الصالح هو السبب القوي، والركن الركين الذي يجب على الإنسان أن يتوجَّه إليه ويجعله وسيلةً للحصول على خيري الدنيا والآخرة، فالمؤمن يحسن الظن بالله تعالى فيحسن العمل، ويحسن الظن، فهذا هو الصادق بإيمانه، المتوكل على ربه، يقول الحسن البصري: إن قوماً غرهم حسن الظن بالله حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم يقولون: نحسن الظن بربنا، كذبوا، والله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
من شعب الإيمان حسن الظن بالله
ومن تأمَّلَ هذا الموضع حقٌّ التأمُّل، عَلِمَ أن حُسْن الظن بالله هو حُسْن العمل نفسُه، فإن العبد إنما يَحمِلُهُ على حسن العمل حسنُ ظنِّه بربه أن يُجازيَه على أعماله، ويثيبَه عليها، ويتقبَّلَها منه، فالذي حمله على حسنِ العمل حسنُ الظنِّ، فكلَّما حَسُنَ ظنُّه بربه، حَسُنَ عملُه. وإلَّا فحُسْنُ الظنِّ مع اتباع الهوى عجزٌ؛ كما في الترمذي والمسند من حديث شداد بن أوس عن النبي ، قال: ((الكيِّسُ من دان نفسه، وعمِل لِمَا بعد الموت، والعاجزُ من أَتْبَعَ نفسه هواها، وتمنى على الله الأمانيَّ)). وبالجملة؛ فحُسْنُ الظنِّ إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك؛ فلا يتأتَّى إحسانُ الظن، فإن قيل: بل يتأتَّى ذلك، ويكون مستَنَدُ حُسنِ الظنِّ على سِعَة مغفرة الله ورحمته، وعفوه، وجوده، وأن رحمته سبقت غضبَه، وأنه لا تنفعُه العقوبةُ، ولا يضرُّه العفوُ، قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك، وأجلُّ، وأكرم، وأجود، وأرحم، ولكن إنما يضع ذلك في محله اللائق به، فإنه سبحانه موصوفٌ بالحكمة، والعزة، والانتقام، وشدة البطش، وعقوبةِ من يستحقُّ العقوبة، فلو كان مُعَوَّلُ حسنِ الظنِّ على مجرد صفاته وأسمائه، لَاشْتَرَكَ في ذلك البَرُّ والفاجرُ، والمؤمن، والكافر، ووليُّه، وعدوُّه.
من أمثلة حسن الظن بالله
قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (حسنُ الظنِّ مِن حسنِ العبادةِ) ، [١١] هذا الحديث يُشير إلى أنّ حسن الظن القائم على ما يكون في قلب المؤمن إنما هو جزءٌ من العبادة التي يُؤجر عليها المسلم ويثاب على فعلها. قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني) [١٢]
عن جابر بن عبدالله قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبل موتِه بثلاثةِ أيامٍ، يقول: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ) ، [١٣] فقد نبَّه المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث أنه لا ينبغي لمؤمن أن يموت إلا وهو يحسن الظن بالله، ممّا يُشير إلى أهميّة الأمر وضرورته. المراجع
^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن واثلة بن الأسقع، الصفحة أو الرقم: 641، صحيح. ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 144. مفهوم حسن الظن بالله تعالى - الإسلام سؤال وجواب. ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، صفحة 174، جزء 75. ↑ "سبيل الوصول إلى حسن الظن بالله تعالى" ، إسلام ويب ، 23-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2017.
قول الله عزَّ وجلّ: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) ؛ [٨] وفي هذه الآية إشارة إلى عقوبة من يسيء الظن بالله -سبحانه وتعالى- ولا يثق بقدرته عزّ وجلّ، وأن هؤلاء سيُعاقبهم الله يوم القيامة لا محالة، وأن من يُسيء الظنّ بالله إنما هو في الحقيقة يَتّهم الله في حكمه وحكمته وقدرته على الخلق ومُحاسبته لهم. قول الله عزَّ وجلّ: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) ؛ [٩] فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية يَنهى عباده أن يظنون به غير الحق، وأن من يكون ذلك حاله فإنه مُتّصف بإحدى صفات الجاهليّة. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ؛ [١٠] فقد وصف الله سبحانه وتعالى الذين يُحسنون الظن به أنهم خاشعين في صلاتهم، وأنهم الأقدر على الصبر على ما يُصيبهم من المصائب، وهم الأقدر على القيام بالصلاة وما يُرافقها من خشوع وصبرٍ عليه وتحملٍ له. ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٧٨٨. في السنّة النبويّة
جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تُشير إلى فضل حُسن الظن بالله والتوكّل عليه، والاستعانة به في وقت البلاء والمصائب، ومن تلك الأحاديث ما يأتي:
قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث الذي يرويه عن ربه: (قال اللهُ جلَّ وعلا: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا وإنْ ظنَّ شرًّا) ، [١] فالله سبحانه وتعالى قد أوكل أمر العبد في هذا الحديث إلى نفسه ودرجة حسن ظنه بالله أو سوء ظنه به، فإن ظن به خيراً كان له ذلك، وإن ظن غير ذلك فهو كما يظن.