7 - لقد وجب العذاب من الله لأكثر هؤلاء، بعد أن بلغهم الحق من الله على لسان رسوله فلم يؤمنوا به، وبقوا على كفرهم، فهم لا يؤمنون بالله ولا برسوله, ولا يعملون بما جاءهم من الحق. 8 - ومثلهم في ذلك مثل من جُعِلَت أصفاد في أعناقهم، وجُمِعَت أيديهم مع أعناقهم تحت مجامع لحاهم، فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء, فلا يستطيعون خفضها، فهؤلاء مَغْلُولون عن الإيمان بالله فلا يذعنون له، ولا يخفضون رؤوسهم من أجله. 9 - وجعلنا من بين أيديهم حاجزًا عن الحق، ومن خلفهم حاجزًا، وأغشينا أبصارهم عن الحق فهم لا يبصرون إبصارًا ينتفعون به، حصل ذلك لهم بعد أن ظهر عنادهم وإصرارهم على الكفر. تفسير سوره يس الميزان. 10 - سواء عند هؤلاء الكفار المعاندين للحق أَخَوَّفتهم - يا محمد - أم لم تخوِّفهم، فهم لا يؤمنون بما جئت به من عند الله. 11 - إن الذي ينتفع حقًّا بإنذارك من صدّق بهذا القرآن واتبع ما جاء فيه، وخاف من ربه في الخلوة، حيث لا يراه غيره، فأخبر من هذه صفاتُه بما يسره من محو الله لذنوبه ومغفرته لها، ومن ثواب عظيم ينتظره في الآخرة وهو دخول الجنة. 12 - إنا نحن نحيي الموتى ببعثهم للحساب يوم القيامة، ونكتب ما قدموه في حياتهم الدنيا من الأعمال الصالحة والسيئة، ونكتب ما كان لهم من أثر باق بعد مماتهم صالحًا كان كالصدقة الجارية أو سيئًا كالكفر، وقد أحصينا كل شيء في كتاب واضح؛ وهو اللوح المحفوظ.
تفسير سوره يس الميزان
• الآية 19: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال لهم المُرسَلون: ﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ﴾: يعني شؤمكم وما يُصيبكم من الضرر: هو ناتجٌ عن شِرككم وفسادكم، فهو مُصاحبٌ لكم طالما أنكم على الشِرك، وقالوا لهم: ﴿ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ﴾؟! يعني أإن وُعِظتم بما فيه نَجاتكم: تشاءَمتم وتوَعَّدتمونا بالرجم والتعذيب؟! ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ في العِصيان والتكذيب.
تفسير سورة يس بشكل مبسط
2- ومع كل هذه الأدلة الواضحة على قدرة الله سبحانه وتعالى فإن الكافرين يصرون على كفرهم بالله، ولا يخافون من عذابه في الدنيا والآخرة، وينصرفون عن كل هذه الأدلة لأنهم مشغولون بالدنيا، لا هون بمتعها، والويل لهم حين يتأكدون أن وعد الله حق، وأن ما جاء به الرسل لاشك فيه، ولن ينفعهم ذلك، ولن يدفع عنهم عذاب الله. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (41) إلى (45) من سورة «يس»:
1- وسائل المواصلات البرية والبحرية والجوية المختلفة كلها من نعم الله سبحانه وتعالى وفضله على عباده، فهي تيسر لهم الانتقال من مكان إلى مكان، وتبادل التجارة والمنافع، وتؤدي إلى ترابط الأمم والشعوب، وتقرب المسافات البعيدة، فيجب أن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها، وأن نستخدمها خير استخدام في السلم والحرب. 2- من شأن الكافرين البخل والأنانية والجدال بالباطل. 3- الساعة تأتي بغتة وتفاجئ الناس بحيث لا يستطيع الواحد أن يرجع إلى بيته، أو يوصي قبل موته بشيء. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - الآية 18. معاني مفردات الآيات الكريمة من (55) إلى (70) من سورة «يس»:
﴿ شغل ﴾: نعيم عظيم يشغلهم عما سواه. ﴿ فاكهون ﴾: متلذذون أو فرحون. ﴿ الأرائك ﴾: السرر المزينة. ﴿ متكئون ﴾: جالسون في استرخاء ومتعة.
تفسير سوره يس للشيخ الشعراوي
[مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • العناد مانع من الهداية إلى الحق. • العمل بالقرآن وخشية الله من أسباب دخول الجنة. • فضل الولد الصالح والصدقة الجارية وما شابههما على العبد المؤمن. (1/440)
تفسير سوره يس مصطفي حسني
﴿ وامتازوا ﴾: وانفردوا عن المؤمنين وابتعدوا عنهم. ﴿ ولقد أضلَّ منكم جبلاًّ كثيرًا ﴾: ولقد أضل الشيطان خلقًا كثيرين وأغواهم. ﴿ اصلوها ﴾: ادخلوها أو قاسوا حرها. ﴿ نختم على أفواههم ﴾: نمنعهم من الكلام يوم القيامة. ﴿ بما كانوا يكسبون ﴾: بأعمالهم القبيحة التي عملوها في الدنيا. ﴿ لطمسنا على أعينهم ﴾: أعميناهم. ﴿ فاستبقوا الصراط ﴾: فأسرعوا إلى الطريق ليعبروه. ﴿ فأنَّى يبصرون ﴾: فكيف يبصرون الطريق، إنهم يتساقطون على الصراط. تفسير سوره يس مصطفي حسني. ﴿ لمسخناهم على مكانتهم ﴾: لجعلناهم متجمدين فجأة في مكان معاصيهم. ﴿ نعمره ﴾: نجعل عمره طويلاً. ﴿ ننكسه في الخلق ﴾: نجعله يمر في مراحل الضعف والعجز والتراجح فيصير كالطفل لا يعلم شيئًا. مضمون الآيات الكريمة من (55) إلى (70) من سورة «يس»:
1- توضِّح الآيات ما ينتظر المؤمنين من ثواب وجزاء كريم، فهم يدخلون الجنة ويتمتعون فيها بألوان النعيم، أما الكفار الذين أطاعوا الشيطان فلهم نار جهنم يجدون فيها مصيرهم وجزاءهم. 2- ولو شاء الله لفعل بهم غير ذلك، ولأنزل بهم من البلاء ما يريد، فجعلهم عميانًا يتزاحمون على العبور على الصراط، ويتخبطون حين يتسابقون ويتساقطون في منظر يثير الضحك والسخرية، أو يجعلهم متجمدين فجأة في مكانهم مثل التماثيل لا يستطيعون ذهابًا ولا عودة، بعد أن كانوا منذ لحظة عميانًا يتسابقون ويضطربون جزاء ما كانوا يستهزئون بالوعيد ويسخرون من الرسل.
﴿ وضرب لنا مثلاً ﴾: جاء بمثل يؤكد استبعاد البعث بعد الموت. ﴿ رميم ﴾: بالية متفتتة. ﴿ بلى وهو الخلاق العليم ﴾: الله قادر على ذلك، وهو الذي يبدع كل شيء، ويعلم بكل شيء. ﴿ ملكوت ﴾: هو الملك التام. مضمون الآيات الكريمة من (71) إلى (83) من سورة «يس»:
1- تعرض الآيات قضية الألوهية والوحدانية من خلال ما يشاهده الناس، ومن خلال النعم العظيمة التي أنعم الله بها عليهم وهم مع ذلك لا يشكرونه بل يعبدون آلهة لا تملك نفعًا ولا نصرًا، وتخفف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلاقيه من إيذاء القوم وتكذيبهم. 2- ثم تختم بالحديث عن البعث والنشور في رد على من جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يفته ويذروه في الهواء وهو يقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نعم، يميتك الله سبحانه وتعالى ثم يبعثك ثم يحشرك إلى النار». والآيات عامة في الرد على كل من أنكر البعث وعلى كل من ينكره إلى يوم القيامة. تفسير سورة يس ابن كثير. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (71) إلى (83) من سورة «يس»:
من الإعجاز العلمي في هذه الآيات الإشارة إلى تولد النار من الشجر الأخضر عند الاحتكاك كما تولد النار عند الاحتراق، وذلك بفعل الحرارة التي يختزنها الشجر الأخضر من الطاقة الشمسية التي يمتصها، ويحتفظ بها وهو ريان بالماء، ناضر الخضرة.