وَثَقْتُ بِكَ، وَفَرَقتُ مِن النَّاس». الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٣
٥- قال أبو عبد الرحمن العُمَري:
إنَّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله، بأن ترى ما يُسخطه فتُجاوِزَهُ، لا تأمرُ فيه ولا تنهى، خوفًا مِمَّن لا يَملك لك ضرًّا ولا نفعًا. أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الاتقاء من اللعن والأمن والوحدة. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٧
٦- قال أيضًا:
مَن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين نُزِعَت منه هيبة الطاعة، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستَخَفَّ بِه. ٧- قال رسول الله ﷺ:
يجاء بالرَّجل يوم القيامة، فَيُلْقَى في النَّارِ، فتَندَلِقُ أقْتَابُهُ، فيَدُورُ كما يَدورُ الحِمارُ بِرَحَاهُ، فَيَجتمعُ أَهْلُ النَّارِ عليه، فيقولون: أَيْ فلان، ما شأنك ؟ أليس كُنتَ تأمرنا بالمعروف، وتنهى عن المنكر ؟ قال: كُنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٦٣
٨- قال إبراهيم النخعي:
كانوا إذا رأوا الرَّجل لا يُحسِنُ الصلاة علَّمُوه. قال سفيان الثوري:
أخشى أن لا يَسِعَهُمْ إلا ذلك. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٧
٩- كان يُقال:
أنْصَحُ النَّاس إليكَ: من خافَ الله فيكَ.
- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الاتقاء من اللعن والأمن والوحدة
- الزعم أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ شك في قدرة الله على إحياء الموتى
- أوجه الإعجاز في قوله تعالى :(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ...)
- الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى - سطور
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الاتقاء من اللعن والأمن والوحدة
الكاتب: أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد
18
8
37, 376
(١) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، جـ٢، ص ٣٠٦. (٢) فضل الهي، الحسبة، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان ١٤١٠، ص ٢١. (٣) سورة آل عمران، الآية ١١٣ - ١١٤.
(5) ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا( الإسراء:98).
(6) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون( المؤمنون:16).
(7) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين( المؤمنون:37).
(8) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( المؤمنون:82).
(9) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( الصافات:16).
(10) وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( الواقعة:47).
(11) زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله يسير( التغابن:7). أوجه الإعجاز في قوله تعالى :(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ...).
(12) وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا( الجن:7). ومن هنا كان رجاء نبي الله إبراهيم من الله ـ تعالي ـ أن يريه طلاقة القدرة الإلهية في هذا الأمر الذي يشهد به الخلق كله إلا عصاة الإنس والجن. فالمتأمل في الكون المادي من الذرة إلي المجموعة الشمسية إلي المجرة, فالتجمع المحلي, ثم التجمع المجري, ثم التجمع المحلي الأعظم, فالتجمع المجري الأعظم, ثم الكون المدرك كله, يري في ضخامة البناء ووحدته, وفي دقة الأداء وانتظامه ما ينفي احتمال العشوائية أو الصدفة, ويؤكد التدبير والحكمة, ويشهد للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع الخلق الذين أوجدهم الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ في زوجية كاملة( من اللبنات الأولية للمادة إلي الإنسان) حتي يبقي ربنا ـ تبارك وتعالى ـ متفردا بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.
الزعم أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ شك في قدرة الله على إحياء الموتى
الزعم أن إبراهيم - عليه السلام - شك في قدرة الله على إحياء الموتى ( *)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المتوهمين وقوع الشك في قلب سيدنا إبراهيم - عليه السلام - حين سأل ربه عن كيفية إحياء الموتى؛ ليطمئن قلبه، وذلك في قوله تعالى:) وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ( (البقرة: 260). الزعم أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ شك في قدرة الله على إحياء الموتى. ويتساءلون: كيف يصدر ذلك عن نبي من أنبياء الله؟ قاصدين بذلك النيل من عصمة إبراهيم عليه السلام. وجه إبطال الشبهة:
إبراهيم - عليه السلام - لم يشك في قدرة الله على إحياء الموتى، ولكن سأل عن الكيفية فقط؛ ليصل بها من علم اليقين إلى عين اليقين. التفصيل:
إبراهيم - عليه السلام - لم يشك في قدرة الله على إحياء الموتى، ولكن سأل عن الكيفية فقط؛ ليصل بها من علم اليقين إلى عين اليقين:
لقد عصم الله - سبحانه وتعالى - أنبياءه ورسله من كيد الشيطان ووساوسه التي قد تنال من عمق إيمانهم ودرجة قربهم من الله - سبحانه وتعالى - ومن أشهرهم سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء - عليه السلام - كما أخبر القرآن الكريم:) إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين (120) شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم (121) ( (النحل).
أوجه الإعجاز في قوله تعالى :(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ...)
إذن فالاطمئنان جاء لمراد في كيفية مخصوصة تخرجه من متاهات كيفيات مقصورة ومتخيلة [1]. قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. واستنادا إلى ما سبق فقد كان سؤال إبراهيم - عليه السلام - عن كيفية إحياء الموتى، وكيفية جمع الأجزاء لا عن الإحياء نفسه، فإنه ثابت ومقرر، ويدل على ذلك وقوع السؤال بكيف التي تسأل عن الهيئة والكيفية، والإنسان يؤمن بما لا يعرف كيفيته، وفي فطرته الرغبة في استكناه أشياء هو مؤمن بها، ولكنه يود لو يقف على أسرارها وخفاياها، وطلب الخليل - عليه السلام - رؤية كيفية إحياء الموتى من هذا القبيل، فهو طلب للطمأنينة فيما تنزع إليه نفسه من معرفة خفايا أسرار الربوبية، لا طلب للطمأنينة في أصل الإيمان بالبعث، الذي عرفه بالوحي والبرهان، دون المشاهدة والعيان [2]. فالمعرفة التفصيلية أقوى وأرسخ من المعرفة الإيمانية المفضية إلى [3] التردد بين الكيفيات المتعددة مع الطمأنينة إلى القدرة على الإحياء. يقول الشيخ محمد عبده في قوله تعالى لإبراهيم عليه السلام:) أولم تؤمن ( - وهو أعلم بإيمانه ويقينه - إرشاد إلى ما ينبغي للإنسان أن يقف عنده، ويكتفي به في هذا المقام، فلا يتعداه إلى ما ليس من شأنه، كأنه يقول: إن الإيمان بهذا السر الإلهي، والتسليم فيه لخبر الوحي، ودلالته، وامتثاله هو منتهى ما يطلب من البشر، فلو كان وراء الإيمان والتسليم مطلع لناظر لبينه الله تعالى لك، وفي هذا الإرشاد لخليل الرحمن - عليه السلام - تأديب للمؤمنين كافة، ومنع لهم عن التفكر في كيفية التكوين وإشغال العقول بما استأثر الله تعالى به، فيما لا يليق بهم البحث عنه [4].
الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى - سطور
جملة: (مثل الذين.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (أنبتت) في محلّ جرّ نعت لحبة. وجملة: (في كلّ سنبلة مائة حبّة) في محلّ نصب نعت لسبع سنابل. وجملة: (اللّه يضاعف.. وجملة: (يضاعف.. ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه) وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (اللّه واسع) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية. الصرف: (سنابل)، جمع سنبلة زنة فنعلة بضمّ الفاء والعين.. وفي المصباح سنبل الزرع الواحدة سنبلة، والسبل مثل الواحدة سبلة مثل قصب وقصبة. وسنبل الزرع أخرج سنبلة وأسبل بالألف أخرج سبله. (حبّة)، واحدة الحبّ، اسم جامد وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة: 1- (كَمَثَلِ حَبَّةٍ) مثلهم كمثل باذر حبة ولولا ذلك لم يصح التمثيل.. الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى - سطور. 2- واسناد الإنبات إلى الحبة مجاز لأنها سبب للانبات- والمنبت في الحقيقة هو اللّه تعالى- وهذا التمثيل تصوير للإضعاف كأنها حاضرة بين يدي الناظر فهو من تشبيه المعقول بالمحسوس.. إعراب الآية رقم (262): {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}.
كانت الشبهتان مشتركتين في الاندفاع بما أجيب به في الآية كما مر، وما اشتملت عليه الرواية من اكل البعض للبعض غير مقصود في تفسير الآية. قوله عليه السلام فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب، وفي بعض الروايات ان الطيور كانت هي النسر والبط والطاووس والديك، رواه الصدوق في العيون عن الرضا عليه السلام ونقل عن مجاهد وابن جريح وعطاء وابن زيد، وفي بعضها انها الهدهد والصرد والطاووس والغراب، رواه العياشي عن صالح بن سهل عن الصادق عليه السلام وفي بعضها: انها النعامة والطاووس والوزة والديك، رواه العياشي عن معروف بن خربوذ عن الباقر عليه السلام ونقل عن ابن عباس ، وروي من طرق أهل السنة عن ابن عباس أيضا " انها الغرنوق والطاووس والديك والحمامة، والذي تشترك فيه جميع الروايات والا قوال:
الطاووس. واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى. قوله عليه السلام: وفرقهن على عشرة جبال، كون الجبال عشرة مما اتفقت عليه الاخبار المأثورة عن أئمة أهل البيت وقيل إنها كانت أربعة وقيل سبعة. وفي العيون مسندا عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك: ان الأنبياء معصومون؟ قال: بلى فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله ان قال له فأخبرني عن قول الله: رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى - ولكن ليطمئن قلبي، قال الرضا: ان الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم: اني متخذ من عبادي خليلا ان سألني احياء الموتى أجبته فوقع في قلب إبراهيم انه ذلك الخليل فقال: رب أرني كيف تحيي الموتى ؟ قال أو لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمأن قلبي بالخلة، الحديث.