أي: أن هذه الأعمال وحدها يكفي ثوابها لنجاة العبد، وليس معنى ذلك أنه يبيح له المعاصي، أو يبيح له ترك الواجبات، ولكن المراد: تعظيم وتفخيم هذا الأمر الذي قام به هذا الشخص، فهنا كفى في الخير كذا، وهناك كفى في الشر كذا. يعني أن الأعمال تتباين وتتفاوت، وأعمال الخير تتفاوت في تعاظم الأجر، وأعمال الشر تتفاوت في عظم الإثم، وهذا ذهب إليه بعض المفسرين في قوله سبحانه: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ} [فصلت:34] ، الجمهور يقولون: (ولا تستوي الحسنة) أي: جنس الحسنات، (ولا السيئة) أي: جنس السيئات، الحسنة ما هي مثل السيئات، الحسنة أحسن، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34] هذا رأي الجمهور، وبعض المفسرين يقولون: لا تستوي الحسنات في أفرادها، بل تتفاوت الحسنات بعضها على بعض. ولا تستوي السيئة، أي: لا تستوي السيئات بعضها مع بعض، ولكن هناك سيئة وهناك أسوء، وهناك حسنة وهناك أحسن. فهنا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (كفى بالمرء) ، والمرء مذكر، ومثله امرؤ، ومؤنثه امرأة. (كفى بالمرء) أي: الإنسان مطلقاً، ويشمل المرأة. (إثماً) أي: ذنباً عظيماً، (أن يضيع): يكون ذلك بأحد وجهين: الوجه الأول: أن يكون غنياً ويمسك النفقة بخلاً أو تغافلاً أو سهواً، أو يقدم غير من يعولهم على من يعولهم، أو لكون العائل ينفق ماله في مباحات يسرف على نفسه بها، ويترك النفقة على من يعولهم.
- الدرر السنية
- كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول - إسلام ويب - مركز الفتوى
- تفسير سورة الرحمن
- تفسير سورة الرحمن كاملة
- Pdfكتاب تفسير الشعراوى سورة الرحمن
- تفسير سورة الرحمن السعدي
الدرر السنية
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد...
فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـ في رياض الصالحين في باب وجوب نفقة العيال:
عن عبد الله بن عمر بن العاص ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ » ، وهو حديث صحيح رواه أَبُو داود وغيره
أبو داود (1692)، والنسائي في «الكبرى» (9176)
، وقد جاء في رواية مسلم: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ». مسلم (996)
وهذا الحديث بروايتين دال على عظيم حق من يقوتهم الإنسان، وهم من تجب نفقتهم عليه، من الزوجات، والأولاد، وذوي القرابات، والرقيق والمماليك بل والحيوان أيضًا. قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « كفى بالمرء إثمًا » أي يكفيه من الإثم ويوقعه في المؤاخذة أن يضيع من يقوت، أي أن يضيع من يكون قوته عليه، وذكر القوت هنا لأنه أهم حوائج الإنسان؛ فإن القوت به قوام البدن، فلا تقوم الأبدان إلا بما يحفظها من القوت، وهو الطعام الذي يحفظ قوة البدن وحياته. والحديث الآخر أو اللفظ الآخر قال: « كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ » ، وهذا اللفظ له قصة، وهو أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان قد أقام رجلًا على ملك له، فلما جاء إليه وهو يسمى الكهرمان، لما جاء إليه قال: أطعمت المماليك أو الرقيق؟ قال: لا، قال: قم فأطعمهم، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يحْبِسَ » أي يمنع، « عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ » أي الرقيق والمماليك قوته، ويلحق به كل من كان عليه نفقته ممن يلزمه الإنفاق عليه.
كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول - إسلام ويب - مركز الفتوى
وعن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: "( ألا إن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم ، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن) " رواه الترمذي 1163 وابن ماجه 1851. وفي حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ، ما حق زوجة أحدنا علينا ؟ قال: " أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تقبح الوجه ، ولا تضرب " رواه أبو داود 2/244 وابن ماجه 1850 وأحمد 4/446. قال الإمام البغوي: قال الخطابي: في هذا إيجاب النفقة والكسوة لها ، وهو على قدر وسع الزوج ، وإذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم حقاً لها فهو لازم حضر أو غاب ، فإن لم يجد في وقته كان دينا عليه كسائر الحقوق الواجبة ، سواء فرض لها القاضي عليه أيام غيبته ، أو لم يفرض. أ. هـ
وعن وهب قال: إن مولى لعبد الله بن عمرو قال له: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا ببيت المقدس ، فقال له: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر ؟ قال: لا ، قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت " رواه أحمد 2/160 وأبو داود 1692.
عن عبد الله بن عمر بن العاص ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ » ، وهو حديث صحيح رواه أَبُو داود وغيره ، وقد جاء في رواية مسلم: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «كَفَى بِالمَرْءِ إثْمَاً أنْ يحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ». من فوائده: أن الرجل يجب عليه أن يحفظ من تحت يده ممن يقوتهم، ومن يقوم عليهم، وهذا دلت عليه أدلة كثيرة، ومنها ما تقدم في حديث ابن عمر وهو قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته » في حديث: « أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » ، وفيه أنه يجب على الرجل أن يكتسب، وأن يعمل ليسد حاجة من تحت يده ممن تجب نفقتهم عليه من زوجة، وولد، وغير ذلك. وهذا حسب طاقته أو حسب استطاعته، فلا يجوز لأحد أن يقعد عن العمل ويترك من يقوتهم بلا قوت، وفيه من الفوائد أيضًا: أن الإنسان ينبغي له أن يبدأ في الإنفاق على من يقوت، على من تجب نفقتهم عليه، ولا يقدم عليهم غيرهم سواء أن كان ذلك في الصدقات أو التطوعات أو غير ذلك مما ينفق فيه المال. وفي هذا قصة أن رجلًا كان عنده رقيق فأعتقه عن دبر، يعني قال: إذا مت فهو حر, فدعاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: « ألك مال غيره ؟» قال: لا، فباع ذلك الرقيق ب800 درهم، فأخذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المال ودفعه إلى الرجل وقال له: " ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فما فضل فتصدق به على زوجك على أهله، فما فضل فتصدق به على ذوي قراباتك، فإن فضل شيء فهكذا وهكذا " ، يعني تصدق به كيفما شئت بعد ذلك، فرتب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مراتب الإنفاق، فلا يحل لأحد أن يخل بهذا الترتيب، فيبدأ بما هو أبعد ويترك الأقرب.
ولما ذكر سعة فضله وإحسانه، قال:
{ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
أي: تعاظم وكثر خيره، الذي له الجلال الباهر، والمجد الكامل، والإكرام
لأوليائه. تم تفسير سورة الرحمن، ولله الحمد والشكر والثناء الحسن.
تفسير سورة الرحمن
وفي هذا دليل على أنها مكية والله أعلم. وروي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اتل علي مما أنزل عليك ، فقرأ عليه سورة ( الرحمن) فقال: أعدها ، فأعادها ثلاثا ، فقال: والله إن له لطلاوة ، وإن عليه لحلاوة ، وأسفله لمغدق ، وأعلاه مثمر ، وما يقول هذا بشر ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن. تفسير سورة الرحمن السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن قوله تعالى: الرحمن علم القرآن قال سعيد بن جبير وعامر الشعبي: ( الرحمن) فاتحة ثلاث سور إذا جمعن كن اسما من أسماء الله تعالى ( الر) ، و ( حم) و ( ن) فيكون مجموع هذه ( الرحمن).
تفسير سورة الرحمن كاملة
Nicmooyinka Eebe teebaad beeninaysaan. (21)
الترجمة الصومالية
ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الصومالية ترجمها الشيخ محمد أحمد عبدي عام الطبعة 1412هـ. ملاحظة: ترجمات بعض الآيات (مشار إليها) تم تصويبها بمعرفة مركز رواد الترجمة، مع إتاحة الاطلاع على الترجمة الأصلية لغرض إبداء الرأي والتقييم والتطوير المستمر.
Pdfكتاب تفسير الشعراوى سورة الرحمن
وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا". فَقَدْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ نَصْرُهُ بِأَدَاءِ الشَّهَادَةِ الَّتِي لَهُ عِنْدَهُ إِحْيَاءً لِحَقِّهِ الَّذِي أَمَاتَهُ الْإِنْكَارُ. (١). في ج: تعين المسلمين. (٢). راجع ج ٨ ص ١٧٨. (٣). راجع ج ١٨ ص ١٥٩. (٤). راجع ج ١٦ ص ١٢٢
تفسير سورة الرحمن السعدي
آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 21)
يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ( 22)
يخرج من
البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمَرْجان. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 23)
وَلَهُ
الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ ( 24)
وله سبحانه
وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها
كالجبال. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 25)
كُلُّ
مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ( 26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ( 27)
كل مَن على
وجه الأرض مِن الخلق هالك, ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. ص399 - كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن - سورة البقرة آية - المكتبة الشاملة. وفي
الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 28)
ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَسْأَلُهُ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ( 29)
يسأله مَن
في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن:
يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 30)
سَنَفْرُغُ
لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ( 31)
سنفرُغ
لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس
والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونُثيب أهل الطاعة.
وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) القول في تأويل قوله تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) اختلف أهل التأويل في معنى النجم في هذا الموضع، مع إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق، فقال بعضهم: عني بالنجم في هذا الموضع من النبات: ما نجم من الأرض، مما ينبسط عليها، ولم يكن على ساق مثل البقل ونحوه. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالنَّجْمِ) قال: ما يُبسط على الأرض. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( وَالنَّجْمِ) قال: النجم كل شيء ذهب مع الأرض فرشا، قال: والعرب تسمي الثبل نجما. تفسير سوره الرحمن للشيخ محمد متولي. حدثني محمد بن خلف العسقلانيّ، قال: ثنا رَوّاد بن الجرّاح، عن شريك، عن السديّ ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) قال: النجم: نبات الأرض. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( وَالنَّجْمِ) قال: النجم: الذي ليس له ساق. وقال آخرون: عُنِي بالنجم في هذا الموضع: نجم السماء. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( وَالنَّجْمِ) قال: نجم السماء.