قال ابن مفلح في "الآداب الشرعية": "فيه جواز ادخار قوت سنة، ولا يقال هذا من طول الأمل، لأن الإعداد للحاجة مُسْتَحْسَن شرعاً وعقلاً، وقد استأجر شعيبُ موسى ـ عليهما السلام ـ وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل". والمتأمل لحياة وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُدْرِك عِظم توكله صلى الله عليه وسلم على ربه، وهذا التوكل لا ينافي أو يتعارض مع أخذه بالأسباب، فكان يتزود في أسفاره، ويعدّ السلاح في حروبه، وقد أعد النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة ما أمكن مع صاحبه من اختيار الوقت المناسب للهجرة، وإعداد وتجهيز الراحلتين والزاد، وحُسْن اختيار دليل السفر الذي كان يدلهما على الطريق الصحيح، والذي كان يأتي بالغنم ليخفي آثار سيرهما، وغير ذلك من أسباب.. وقد لبس يوم أُحُد درعين مع كونه من التوكل بمكان لم يبلغه أحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى. شرح الحديث :((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خِماصًا وتروحُ بطانًا)) – زاجل نيوز. و"المتوكل" مِنْ أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: لقيتُ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قلتُ: (أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. قال: أجل، إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}(الأحزاب:45)، وحرزا (حفظا) للأميين (العرب)، أنت عبدي ورسولي، سميتُك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخَّاب (عالي الصوت) في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر.. ) رواه البخاري.
- على جمعة يكشف سر التوكل على الله فى فتح أبواب الرزق اليوم السابع : برس بي
- شرح الحديث :((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خِماصًا وتروحُ بطانًا)) – زاجل نيوز
- رسالتك البوم/ لو تتوكلون على الله حق توكله - YouTube
- ص9 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا - المكتبة الشاملة الحديثة
- تفسير قوله تعالى ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ... الأية ) - YouTube
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة سبإ - القول في تأويل قوله تعالى " فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم "- الجزء رقم20
على جمعة يكشف سر التوكل على الله فى فتح أبواب الرزق اليوم السابع : برس بي
بعض فوائد الحديث:
فيه فوائد كثيرة، ولكن حسبي هنا أن أشير إلى فائدة واحدة هي أم الفوائد، ثم اعلق
عليها بما يسر الله، وذلك لأنها فائدة جليلة القدر، عظيمة النفع والفائدة، ألا وهي
بيان أهمية التوكل وحقيقته، الذي يعني بذل الأسباب من السعي في طلب الرزق، أو غير
ذلك، مع صدق الاعتماد على مسببها، وهو الله سبحانه وتعالى. رسالتك البوم/ لو تتوكلون على الله حق توكله - YouTube. إن أهمية التوكل تكمن في
أن
التوكل مقام جليل، وواجب على المسلم التحلي به، والاعتماد على الله في كل شأن من
شؤون حياته، بل إن التوكل من أعظم الواجبات الشرعية، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله: فإن التوكل على الله واجب من أعظم الواجبات ؛
كما أن الإخلاص لله واجب ،
وقد أمر الله بالتوكل في غير آية، أعظم مما أمر بالوضوء ،
وغسل الجنابة، ونهى عن التوكل على غيره 7. وهو سبب موصل إلى تحقيق كل الغايات، كما قال تلميذه ابن القيم رحمه الله: ولو توكل
العبد على الله حق توكله في إزالة جبل من مكانه، وكان مأموراً بإزالته لأزاله 8. بل إن التوكل على الله نصف الدين؛ كما قال ابن القيم رحمه الله: التوكل نصف الدين ،
والنصف الثاني الإنابة ،
فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة ،
والإنابة هي العبادة 9.
شرح الحديث :((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خِماصًا وتروحُ بطانًا)) – زاجل نيوز
وهي وحدها المتصرفة، لا، وإنما يفعل السبب ويصدق في توكله على الله سبحانه وتعالى. 2-بعض العلماء فسر التوكل على الله بالرضا. أن يرضى الإنسان بأمر الله سبحانه وتعالى ويسلم لله تبارك وتعالى أموره كلها، وإذا سلم أموره كلها اعتمد على الله سبحانه وتعالى سواء جاءت الأسباب بما يحبه أو بما لا يحبه. ولذلك سئل يحيى بن معاذ فقيل له: متى يكون الرجل متوكلاً؟ فقال: إذا رضي بالله وكيلاً. 3-إخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى والبعد عن الشرك، فمن تعلق قلبه بغير الله فقد نقص توكله على الله سبحانه وتعالى. 4- معرفة الله بأسمائه وصفاته، فمن لم يعرف الله بأسمائه وصفاته لا يكمل ثوابه، من لم يعلم أن الله هو الحي القادر علام الغيوب جبار السموات والأرض المتكبر بيده الأمر كله... على جمعة يكشف سر التوكل على الله فى فتح أبواب الرزق اليوم السابع : برس بي. إلى آخر أسمائه وصفاته لا يستقر في قلبه أن الله المتصف بهذه الصفات هو الذي يستحق التوكل، فينقص توكله على الله سبحانه وتعالى. 5- حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، فمن ساء ظنه بربه تبارك وتعالى نقص توكله أو عدم توكله. فعلى الإنسان أن يحسن ظنه بالله. كما ورد في الحديث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى).
رسالتك البوم/ لو تتوكلون على الله حق توكله - Youtube
فالطيور تعرفُ خالقها عزَّ وجلَّ، وتطيرُ تطلبُ الرِّزقَ بما جلبها اللهُ عليه من الفطرةِ التي تهتدي بها إلى مصالِحها، وتغدو إلى أوكارِها في آخر النَّهار بطونها ملأى، وهكذا دوَاليك في كلِّ يومٍ، والله عزَّ وجلَّ يرزقها ويُيَسِّرُ لها الرزقَ. وانظرْ إلى حكمةِ الله، كيف تغدو هذه الطيور إلى محلاتٍ بعيدة، وتهتدي بالرجوع إلى أماكنِها، لا تخطئها، لأنَّ الله – عزَّ وجلَّ – أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَه ثمَّ هدَي. واللهُ الموفق. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 /557 – 560)
عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خِماصًا وتروحُ بطانًا)))330) رواه الترمذي، وقال: ((حديث حسن)). معناهُ: تذهب أول النهار خِماصا: أي: ضَامِرَةَ البُطون من الجوع وترجع آخر النهار بِطانا: أي: مُمتَلِئَة البُطونِ. الشرح من كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين رحمه الله:
يقول النبي عليه الصلاة والسلام حاثًا أمته على التوكّل((لو إنكم تتوكلون على الله حق توَكُّله)) أي: توكُّلاً حقيقيًا، تعتمدون على الله – عز وجل – اعتمادا تاما في طلب رزقكم وفي غيره ((لَرَزَقَكُم كما يرزُقُ الطَّيرَ)) الطير رزقُها على الله عز وجل، لأنها طيور ليس لها مالك، فتطير في الجو، وتغدوا إلى أوكارها، وتستجلب رزق الله عز وجل. ((تَغْدوا خِمَاصًا)) تغدوا: أي تذهب أول النهار، لأن الغدوة هي أول النهار. وخماصًا يعني: جائعة كما قال الله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 3]، مخمصة: يعني مجاعة. ((تغدوا خماصًا)) يعني جائعة: ليس في بطونها شيء، لكنها متوكِّلة على ربها عز وجل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس قال: ثنا عبثر قال: ثنا حصين ، عن أبي مالك في هذه الآية ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) قال: كانت لهم قرى متصلة باليمن ، كان بعضها ينظر إلى بعض ، فبطروا ذلك ، وقالوا: ربنا باعد بين أسفارنا قال: فأرسل الله عليهم سيل العرم ، وجعل طعامهم أثلا وخمطا وشيئا من سدر قليل. حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم) قال: فإنهم بطروا عيشهم ، وقالوا: لو كان جنى جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه ، فمزقوا بين الشأم ، وسبإ ، وبدلوا بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط ، وأثل وشيء من سدر قليل. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) بطر القوم نعمة الله وغمطوا كرامة الله ، قال الله ( وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث). [ ص: 390] حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) حتى نبيت في الفلوات والصحاري ( فظلموا أنفسهم). وقوله ( فظلموا أنفسهم) وكان ظلمهم إياها عملهم بما يسخط الله عليهم من معاصيه مما يوجب لهم عقاب الله ( فجعلناهم أحاديث) يقول: صيرناهم أحاديث للناس يضربون بهم المثل في السب ، فيقال: تفرق القوم أيادي سبا ، وأيدي سبا إذا تفرقوا وتقطعوا.
ص9 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا - المكتبة الشاملة الحديثة
تفسير قوله تعالى ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا... الأية) - YouTube
تفسير قوله تعالى ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ... الأية ) - Youtube
ففي ذلك يقول عباس بن مرداس السلمي: وعك بن عدنان الذين تلقبوا بغسان ، حتى طردوا كل مطرد وهذا البيت من قصيدة له. قال: ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مرا. ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان ، ثم أرسل الله على السد السيل فهدمه ، وفي ذلك أنزل الله عز وجل هذه الآيات. وقد ذكر السدي قصة عمرو بن عامر بنحو مما ذكر محمد بن إسحاق ، إلا أنه قال: " فأمر ابن أخيه " ، مكان " ابنه " ، إلى قوله: " فباع ماله وارتحل بأهله ، فتفرقوا ". رواه ابن أبي حاتم. وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، أخبرنا [ سلمة] ، عن ابن إسحاق قال: يزعمون أن عمرو بن عامر - وهو عم القوم - كان كاهنا ، فرأى في كهانته أن قومه سيمزقون ويباعد بين أسفارهم. فقال لهم: إني قد علمت أنكم ستمزقون ، فمن كان منكم ذا هم بعيد وجمل شديد ، ومزاد جديد - فليلحق بكاس أو كرود. قال: فكانت وادعة بن عمرو. ومن كان منكم ذا هم مدن ، وأمر دعن ، فليلحق بأرض شن. فكانت عوف بن عمرو ، وهم الذين يقال لهم: بارق. ومن كان منكم يريد عيشا آنيا ، وحرما آمنا ، فليلحق بالأرزين. فكانت خزاعة.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة سبإ - القول في تأويل قوله تعالى " فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم "- الجزء رقم20
ومن كان منكم يريد الراسيات في الوحل ، المطعمات في المحل ، فليلحق بيثرب ذات النخل. فكانت الأوس والخزرج ، وهما هذان الحيان من الأنصار. ومن كان منكم يريد خمرا وخميرا ، وذهبا وحريرا ، وملكا وتأميرا ، فليلحق بكوثي وبصرى ، فكانت غسان بنو جفنة ملوك الشام. ومن كان منهم بالعراق. قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول: إنما قالت هذه المقالة طريفة امرأة عمرو بن عامر ، وكانت كاهنة ، فرأت في كهانتها ذلك ، فالله أعلم أي ذلك كان. وقال سعيد ، عن قتادة ، عن الشعبي: أما غسان فلحقوا بالشام ، وأما الأنصار فلحقوا بيثرب ، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة ، وأما الأزد فلحقوا بعمان ، فمزقهم الله كل ممزق. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير. ثم قال محمد بن إسحاق: حدثني أبو عبيدة قال: قال الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة - واسمه: ميمون بن قيس: وفي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير إذا جاء مواره لم يرم فأروى الزروع وأعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم فصاروا أيادي ما يقدرو ن منه على شرب طفل فطم وقوله تعالى: ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) أي: إن في هذا الذي حل بهؤلاء من النقمة والعذاب ، وتبديل النعمة وتحويل العافية عقوبة على ما ارتكبوه من الكفر والآثام - لعبرة ودلالة لكل عبد صبار على المصائب ، شكور على النعم.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن وعبد الرزاق المعني ، قالا أخبرنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد ، عن أبيه - هو سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجبت من قضاء الله تعالى للمؤمن ، إن أصابه خير حمد ربه وشكر ، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر ، يؤجر المؤمن في كل شيء ، حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته ". وقد رواه النسائي في " اليوم والليلة " ، من حديث أبي إسحاق السبيعي ، به - وهو حديث عزيز - من رواية عمر بن سعد ، عن أبيه. ولكن له شاهد في الصحيحين من حديث أبي هريرة: " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ". قال عبد: حدثنا يونس ، عن شيبان ، عن قتادة ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) قال: كان مطرف يقول: نعم العبد الصبار الشكور ، الذي إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر.