الخامس:من قواعد التعامل مع نعم الله تعالى ، بل إن اعظمها هو أن إعظم نعمة امتنها الله علينا أن هدانا لتوحيده جل جلاله: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) فاطر (3).
واذكروا نعمة الله عليكم - تأمل نعم الله عليك التي لا تعد ولا تحصى - موسوعة بوكليت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نعم الله على عباده لاتحصى, ونعمه لاتعد, ولعلي اذكرك على عجالة بنعمتين هي من اعظم النعم, بها تعرف عظيم نعمة الله عليك, ومن ورائها ترى فضل الله لديك, وعندها تدرك من انت اعلم انك
أنت المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. أنت من عرفت رباً كريماً, عظيماً جوداً, لطيفاً بك رحيماً بحالك, عليماً بشأنك, لا يخفى عليه شيئاً من أمرك. كم من خيرات تتوالى عليك منه ؟
وكم من عطايا قد أُغدقت عليك ؟
كم من عيب ستره, وذنب غفره, وأمر يسره ؟
لقد عرفت رباً يعفو ويفح, ويقبل التوبة, ويثيب على الطاعة, ويجيب الدعاء, ويحقق المطلوب.
أيا كان حالك الآن أذكر إسم الله دائماً سيقضي لك حاجتك وأسال الله بإسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب، وإذا سُؤِلَ به أعطي، يا الله يا حي يا قيوم وأطلب ما تشاء، ولكن لابدَّ أن نكون على يقين ونحن ندعي الله، تيقنوا بالإجابه فالله لا يردَ سائل ولكن لا تسأم من طَرقّ البابّ سيستجيب "اذكروا نعمة الله عليكم". إقرأ أيضا: الكلمة سهم يخترق النفس إما يصيبها بالخير أو أن تنزف مدى الحياة في النهاية أودّ أن أقول (لا تنسوا أن تتركوا أثراً طيباً في نفوس ماتحبون)؛ "كل عامٍ وأنتم بخير❤". فيديو توضيحي واذكروا نعمة الله عليكم
وقوله:"كنزٌ مِنْ كنوز الجنة" قال النووي: ومعنى الكنْز هنا أنه ثوابٌ مُدَّخَر في الجنة، وهو ثوابٌ نفيس؛ كما أنّ الكنز أنْفس أموالكم. وقال الحافظ: وحاصله أنّ المراد أنها من ذخائر الجنة، أو مِنْ محصلات نفائس الجنة. قال النووي: قال العلماء: سببُ ذلك أنها كلمةُ اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادَّ لأمره، وأنَّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر. ثم قال: قال أهل اللغة:"الحول" الحركة والحيلة، أي: لا حركة ولا استطاعة، ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الذاريات - الآية 58. وقيل معناه: لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله. وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه وكله متقارب. من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الذاريات - الآية 58
منهم قوم هود عليه السلام، الذين قال الله تعالى فيهم: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت: 15). فماذا كان عاقبة أمرهم (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ) (فصلت:16). من أسماء الله الحسنى: القوي - المتين - فقه. اغتروا بقوة أبْدانهم، وضخامة أجْسَادهم، وعظيم بطشهم في البلاد والعباد، فلم تُغن عنهم مِنْ عذاب الله تعالى مِنْ شَيء: (فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (الأحقاف: 25). وأمم غيرهم كثير قَصَّهم الله سبحانه علينا في كتابه، جاءهم النَّذير، فقابلوه بالنَّكير، فأخَذهم العزيزُ القدير، ومأواهم جهنم وبئس المصير. 4- لا قوة للعبد على طاعة الله تعالى، إلا بقوة الله تعالى وتوفيقه، ولا حول له على اجتناب المعاصي، ودفع شرور النفس، إلا بالله تعالى. وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته إلى ذلك بقوله لعبد الله بن قيس:"يا عبد الله بن قيس، ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هي من كنوز الجنة؟ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله".
من أسماء الله الحسنى: القوي - المتين - فقه
وقال ابن كثير في قوله: (إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ): أي لا يَغْلبه غَالبٌ، ولا يفُوته هَارب. * أما معنى"المتين": فقد قال الفراء: وقرأ الناس"المتين" رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى. وقال ابن جرير بعد أن ذكر قول الفراء: والصواب من القراءة في ذلك عندنا (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) رفعاً على أنّه مِنْ صفةِ الله جلّ ثناؤه، لإجْماع الحُجة مِنَ القُرَّاء عليه. وقال ابن قتيبة:"المتين": الشّديد القوي. وقال الزجاج: وهو يُفيد في حقّ الله سبحانه: التَّناهي في القُوة والقدرة. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ - ساحة القرآن الكريم العامة - أخوات طريق الإسلام. وقال الخطابي: و"المتين": الشّديد القويُّ الذي لا تَنْقطع قُوته، ولا تَلحقه في أفْعاله مشقةٌ، ولا يمسُّه لُغُوب. من آثار الإيمان باسم الله "القوي" و"المتين": 1- أنَّ القُوة لله تعالى جميعاً، وحْده لا شريكَ له، فلا رادَّ لقَضَائه، ولا مُعقِّب لحُكمه، ولا غَالبَ لأمره، يعزّ مَنْ يشاء؛ ويذلّ مَنْ يشاء، ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، فالعزيز من أعزَّه الله، والذّليل مَنْ أذلَّه، والمنْصور مَنْ نَصَره، والمخْذُول مَنْ خَذَله، فسبحان الملكِ القَوي العزيز، صَدقَ وَعْده، ونصرَ عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، وما رَميتَ إذْ رَميتَ؛ ولكنّ الله رمى.
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ - ساحة القرآن الكريم العامة - أخوات طريق الإسلام
معنى "القوي" "المتين" في اللغة: قال الجوهري: القوة خِلاف الضعف، ورجل شديد القُوى، أي: شديد أسْر الخَلق. وقال ابن الأعرابي: أقوى إذا استغنى، وأقوى إذا افتقر. * أما المتين في اللغة: فالمَتْنُ ما غلظ من الأرض وصلب، وجمعه: مِتان. ومَتُنَ الشيء بالضم مَتَانَةً فهو متين، أي: صلبٌ. ورجل مَتْنٌ من الرجال، أي: صُلبٌ. اسم الله "القوي" و"المتين" في القرآن الكريم: أما"القوي" فقد جاء هذا الاسم في تسعة مواضع من الكتاب العزيز، منها قوله تعالى شأنه: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال: 52). وقوله تعالى: (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (هود: 66). وقوله تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: 40). وقوله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: 74). وقوله تعالى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ) (الشورى:19).
الصحبة الصالحة في الدنيا من أعظم الأرزاق؛ لأنها تعينك على طاعة الله، وتأخذ بيدك إلى طريق الخير والجِنان، فهي والله النعيم المُعجَّل في الدنيا؛ كما قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "من أعظم نعم الله على العبد المؤمن: أن يوفقه لصحبة الأخيار، ومن عقوبته لعبده أن يبتليَه بصحبة الأشرار، صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين". إذا أردت السعادة، فلا تنظر لمن قُسم له أكثر منك، بل لمن قُسم له أقل؛ (علي الطنطاوي). فالرزق مقسوم، ومن وضع تقوى الله نصب عينيه، وسأل الله بإخلاص وصدق، سيأتيه رزقه لا محالة. وارضَ بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس؛ وكما قال ابن الجوزي: "من رُزق قلبًا طيبًا ولذةَ مناجاة، فليراعِ حاله وليحترز من التغيير، وإنما تدوم له حاله بدوام التقوى". الله سبحانه وتعالى حتى الطيور المغردة في جوف السماء يهب لها رزقها، ولكن رزقها لا يصلها إلى العش بل تذهب للبحث عنه. رزقُنا بين يدي من خلقنا فأحسن خَلْقَنا، وجمَّلنا بلباس البر والتقوى، فلا تتعب نفسك وتلهث وراء سراب قد لا يأتيك، واعلم أن كل شيء مكتوب، وما قسمه الله لك سيأتيك فلا تعجل كما قيل:
توكلتُ في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شكَّ رازقي
وما يكُ من رزقي فليس يفوتُني
ولو كان في قاع البحار العوامقِ
سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطقِ
ففي أي شيء تذهب النفس حسرةً
وقد قسم الرحمن رزق الخلائقِ؟.