أبو الهيثم #مع_القرآن
1
5, 847
والمختار القول الأول؛ لسلامة أدلته وصحتها، ولضعف أدلة الآخرين؛ فإنه لا يصح منها حديث. وحَمْلُ الآية على ما أُهِلَّ به لغير الله تخصيص بلا مخصص، ولا يمتنع إطلاق اسم الفاسق على تارك ما فرضه الله، على أنه لا يتعين أن تكون (الواو) في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ حالية؛ لأنه منتقَض بقوله: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ ﴾، فإنها عاطفة لا محالة، فلو كانت الأولى حالية امتنع عطف هذه عليها، وإن عطفت على الطلبية ورد عليها الاعتراض نفسه. ولو قلنا: إن (الواو) في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ للاستئناف، انْدَفَع الاعتراض. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (1-0-121-6). والضمير في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ راجعٌ إلى الأكل المدلول عليه تضمُّنًا بقوله: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا ﴾، وقيل: راجع إلى (ما)، وأصل الفِسق الخروج، ويستعمل في الترك لأمر الله والعصيان والخروج عن الحق، والمراد بـ(الفِسق) هنا المعصية، وقيل: الكفر، و(الشياطين) جمع شيطان، مأخوذ من شَطَن بمعنى بَعُد، قال الشاعر:
نَأَتْ بسعادَ عنك نَوًى شَطُونُ *** فَبَانَتْ والفؤادُ بها رَهينُ
ويُطلق على المتمرِّد من الإنس والجن والدواب، ويُسمى: شيطانًا؛ لأنه بَعُد عن خِلال الخير والبر. والمراد بالشياطين هنا: بعض أهل فارس الذين كتبوا للمشركين يُزخرفون لهم الميتة، ويقولون: إن الله ذبحها بشمشمار؛ أي سكين من ذهب، وقيل: إبليس وجنوده، والمراد بـ(الأولياء) - على القولين - مشركو قريش.
وقوله وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ جملة حالية والضمير يعود على الأكل من الذى لم يذكر اسم الله عليه، أى: وإن الأكل من ذلك الحيوان المذبوح الذى لم يذكر اسم الله عليه لخروج عن طاعة الله- تعالى- وابتعاد عن الفعل الحسن إلى الفعل القبيح، وفى ذلك ما فيه من تنفيرهم من أكل ما لم يذكر اسم الله عليه.
متى لا يقبل الله توبة العبد
متى لا يقبل الله توبة العبد يسأل الكثير من المسلمين هذا السؤال، فالتوبة من نعم الله علينا، والله تعالى جعل باب التوبة مفتوحًا لكل من أذنب وأخطأ، لذا فالواجب علينا أن نهتم بأمور الدين ونسأل على أي شيء يستشكل علينا، حتى نعبد الله على بصيرة، فدعونا من خلال هذا المقال عبر موقع جربها نجيب على هذا السؤال من الكتاب والسنة وآراء العلماء. اقرأ أيضًا: هل يقبل الله التوبة من الكبائر
نوضح إجابة هذا السؤال في عدة نقاط وهي كالتالي:
شرع الله تعالى لعباده باب التوبة من المعاصي والآثم، بل ووعدهم في كتابه العزيز فقال:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]. أما الذنب الوحيد الذي لا يقبل الله تعالى توبة العبد منه، ألا وهو الشرك به سبحانه وتعالى، فإذا أصر الإنسان على الشرك ولم يتوب ومات فلا يغفر الله له، حيث قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) [النساء:48].
متى تقبل شهادة القاذف - خدمات للحلول
ليس من شأننا أو من عملنا أن نحاسب الناس على أفعالهم، وأن ندخل فلانًا وعلانًا النار والجنة، فالمعايير التي تدخل النار والجنة ليست مكتملة بين أيدينا، كما المعايير التي تدخل فلان في رحمة الله وتقبل توبته وتخرج علان من رحمة الله ليست موجودة لدينا كلها، وإنما نحن مأمورون بتبيان الحلال والحرام للناس...
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [ النساء:17-18] تشير الآيتان إلى موقفين متقابلين: الأول هم أولئك الذين يرتكبون المعاصي عن جهل ثم يتوبون حال تبين لهم المعصية، فأولئك قد ضمن الله لهم التوبة ، والثاني هم أولئك الذين يعملون السيئات إلى أن تحين لحظة الموت وقبض الروح فيتوبون فأولئك لا توبة لهم وهم والكفار سواء في العذاب الأليم. وقد يتساءل المرء وماذا عن من هو بين الحالين؟ ماذا عن الذي يرتكب السيئة والمعصية عن عمد ثم يتوب عنها؟ وماذا عن الذي يكثر من المعاصي ثم يتوب عنها قبل لحظة قبض الروح؟ وماذا عن الذي يرتكب المعصية وفي باله أن يتوب عنها لاحقًا؟ الآيات القرآنية لم تذكر هذه الحالات لحكمة جلية، فلو ذكرت أن التوبة تشمل هذه الحالات فسيتشجع الناس ويرتكبون المعاصي ثم يقولون سنتوب بعدها، ولو أخرجتهم من رحمة الله وحرمتهم التوبة فالعصاة لن يقلعوا عن معصيتهم ما دام لن يغفر لهم.
متى لا تقبل التوبة؟؟
[9]
العزم على عدم العودة لارتكاب الذنب أبدًا، فليس من التوبة أن تقلع عن ارتكاب الذنب في الوقت الحاضر لتعود إليه مستقبلًا. العمل على ردّ الحقوق إلى أصحابها إذا ما كان الذنب متعلقًا باغتصاب حقوق العباد، فلا توبة للعبد حتّى يتحلل من حقّ الناس، وقد جاء ذلك في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: "مَن كَانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه". [10]
وهكذا نكون قد تحدثنا عن التوبة في الإسلام، وعرفنا الإجابة عن حدد الزمن الذي لاتقبل فيه توبة العبد ، وتحدثنا عن الشروط التي لا بدّ من أن يأخذها العبد بعين الاعتبار إذا ما عزم على التوبة. متى تقبل شهادة القاذف - موقع خطواتي. المراجع
^
سورة النور, الآية 31
سورة التحريم, الآية 8
صحيح البخاري, أبو هريرة،البخاري،6307،حديث صحيح
^, ما تعريف التوبة و ما شروطها؟, 10-12-2020
^, التوبة... حقيقتها وأحكامها, 10-12-2020
سورة النساء, الآية 18
صحيح مسلم, أبو هريرة،مسلم،2703،حديث صحيح
^, شروط التوبة النصوح ، ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الندم توبة ؟, 10-12-2020
مسند أحمد, عبدالله بن معقل،أحمد شاكر،5/194، حديث صحيح
صحيح البخاري, أبو هريرة،البخاري،2449،حديث صحيح
متى لا يقبل الله توبة العبد – جربها
– أن تخرج دابة من الأرض تكلم الناس ، وتميز المؤمن بوسم على جبهته بأن هذا العبد مؤمن صالح ، يظهر على وجهه النور من كثرة الإيمان ، وتعلم على الكافر بأنه كافر ، وعند ذلك ، (لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) سورة الأنعام آية158.
في ظلال الرحمن: متى تقبل التوبة؟ - طريق الإسلام
الابتعاد عن الذنب وتركه وتجنب أي شيء يقربه منه. ندم العبد على ارتكابه الذنب بعد استشعار العبد بعظمة الله تعالى وجلالته، فيندم العبد على ما قدم من ذنب وتقصير في حقوق الله. العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى في المستقبل، ويجب على العبد تعويض ما بدر منه من تقصير عن طريق إكثار الطاعات والمحافظة على الابتعاد عن المعاصي. يجب على العبد المذنب إرجاع كل حق إلى صاحبه إذا كان الذنب يرتبط بحق من حقوق عباد الله، حيث إن التوبة من ذنب يتعلق بحق شخص لا تُغتفر إلا بإعادة الحق. يجب أن يدرك العبد التوبة قبل طلوع الشمس من الغرب، حيث يجب أن تتم التوبة قبل قيام الآخرة، فيقبل الله توبة العبد في حياته الدنيا في أي وقت. وجوب التوبة قبل لحظات الموت، فقال الله عز وجل في سورة النساء في الآية 18
( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا). اقرأ أيضًا: هل الخوف من الموت دليل على قربه
علامات تدل على صدق التوبة
في إطار الحديث عن هل يعاقبنا الله بعد التوبة يمكننا الحديث عن علامات تدل على صدق التوبة، من الممكن معرفة إن كانت التوبة صادقة أم لا عن طريق بعض العلامات التي تدل على صدق توبة العبد، وتنحصر هذه العلامات في الآتي:
ندم القلب على ما فعله من ذنب، حيث إن المسلم الصادق في توبته يخضع قلبه عند فعل شيء يعصى به ربه بمقدار الذنب.
متى تقبل شهادة القاذف - موقع خطواتي
[4]
حدد الزمن الذي لاتقبل فيه توبة العبد
حدد الزمن الذي لا تقبل فيه التوبة ، أي الزمن الذي يغلق فيه باب التوبة الذي كان مفتوحًا دائمًا في وجه العباد ويستطيعون أن يعودوا من خلاله إلى الله تعالى دائمًا، وهذا الزمن هو: [5]
يغلق باب التوبة عندما يحضر الإنسان الموت ، وجاء ذلك في قوله تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ". [6]
يغلق باب التوبة عند شروق الشمس من مغربها، وجاء ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه". [7]
لذلك على المسلم أن يبادر إلى التوبة قبل فوات الأوان. شروط التوبة
بعد أن عرفنا الإجابة عن: حدد الزمن الذي لاتقبل فيه توبة العبد ، لا بدّ أن نعرف ما هي شروط التوبة النصوح، حتّى تكون مقبولة عند الله تعالى، وشروطها كما يأتي: [8]
الإقلاع عن الذنب بشكلٍ نهائي، فلا يمكن أن يتوب العبد عن ذنب وهو ما زال يقوم به. الندم على ما فات، فقد جاء في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الندمُ توبةٌ".
فكل حالة تقيم لوحدها والله عز وجل هو أعلم بخلقه، وسيحاسب كل بعمله يوم القيامة ، أما ما يهمنا فقد جاء واضحًا في الآيات، فكلما كان الإنسان أقرب للحالة الأولى كان أقرب لقبول توبته، وكلما كان أقرب للحالة الثانية كان أبعد عن قبول توبته. الآيتان تتكلمان عن معيارين أساسيين: ارتكاب المعصية في لحظة جهل (ومثلها لحظة الضعف التي تنسي المرء الحلال والحرام) وسرعة التوبة والعودة إلى الله، هذه المعادلة التي تردع المؤمن عن ارتكاب المعصية في حال وعيه أنها معصية، لأنه قد لا يغفر له لو تاب حتى لو كان قبل وفاته، وتشجع العاصي على سرعة العودة إلى الله والتوبة، فكلما كان أسرع كان أقرب للقبول. وأخيرًا فإن من فوائد هذه الآيتين أنه ليس من شأننا أو من عملنا أن نحاسب الناس على أفعالهم، وأن ندخل فلانًا وعلانًا النار والجنة، فالمعايير التي تدخل النار والجنة ليست مكتملة بين أيدينا، كما المعايير التي تدخل فلان في رحمة الله وتقبل توبته وتخرج علان من رحمة الله ليست موجودة لدينا كلها، وإنما نحن مأمورون بتبيان الحلال والحرام للناس. نحن دعاة ولسنا قضاة نقول للناس سارعوا إلى التوبة، ونبين لهم هذا حرام يقود إلى النار وذاك حلال وواجب يؤدي إلى الجنة ، لكن لا نتورط في تقييم الناس ومحاكمتهم على أفعالهم، إلا طبعًا ما يختص بالحدود والعقوبات والتعزير فذلك شأن آخر، إنما القصد هنا محاكمة إيمانهم وصدق إخلاصهم والتزامهم بالدين.