[٨]
(سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي). [٩]
(الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ). [١٠] المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5971، صحيح. ↑ موسى لاشين، المنهل الحديث في شرح الحديث ، صفحة 157-158. بتصرّف. ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية ، صفحة 61. بتصرّف. من احق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله. ↑ أزهري محمود، بر الوالدين ، صفحة 6. بتصرّف. ↑ أزهري محمود، بر الوالدين ، صفحة 7-10. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية:23-24
↑ سورة لقمان، آية:14
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2551. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970، صحيح. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:1900، صحيح.
- دار الإفتاء توضح الحكمة من كون الأم أحق الناس بحسن الصحبة والمعاملة
دار الإفتاء توضح الحكمة من كون الأم أحق الناس بحسن الصحبة والمعاملة
أبوه يقول: لا تفعل كذا، وأمه تقول: افعل كذا، في غير معصية الله ، أبوه يقول: اعمل بالمكان الفلاني، وأمه تقول: اعمل في المكان الفلاني، أبوه يقول: ادرس في الجامعة الفلانية، وأمه تقول: ادرس في الجامعة الفلانية، يطيع من؟. من أهل العلم من قال: إن الأم مقدمة؛ لأن النبي ﷺ ذكر حقها ثلاث مرات. دار الإفتاء توضح الحكمة من كون الأم أحق الناس بحسن الصحبة والمعاملة. ومنهم من قال: الأب، ونقل عن الإمام مالك -رحمه الله- أنه سأله رجل فقال: إن أبي في السودان، والمقصود بالسودان القارة الإفريقية في ذلك الوقت، وإلى وقت قريب كان يقال لذلك: السودان، بلد السودان وما حولها، قال: إن أبي في السودان ويدعوني، يطلب مني أن أقدم إليه، وأمي تمنعني من ذلك، فقال الإمام مالك -رحمه الله: أطع أباك ولا تعصِ أمك، فمن أصحاب الإمام مالك من فهم من هذا أنه قصد أنه يطاع الأب فيما لا يكون معصية للأم، يعني: أن الأم مقدمة. ومنهم من فهم أنه قدّم طاعة الأب، والأقرب -والله تعالى أعلم- أنه في مثل هذه الأمور التي تتعلق بالتدبير فهي من شأن الولاية، والولاية إنما تكون للأب وليست للأم.
[٢]
مكانة الأم في الإسلام
تتربع الأم على عرش الإحسان ثلاث مرات كما في الحديث؛ وكأنها حجزت أول ثلاث منازل لا ينازعها فيها أحد، فخيرك عائد لأمك في المنازل والدرجات الثلاثة الأولى، ثم بعد ذلك أجابه النبيّ: "أبوك"، ليس تقليلًا من حق الأب، وإنما تأكيدٌ لعظيم حق الأم. حديث من أحق الناس بحسن صحابتي. [٢] أما سبب ذلك فهو لكثرة أفضالها على ولدها، وكثرة ما تحمّلته من المتاعب الجسمية والنفسية أثناء الحمل والرضاعة، والخدمة والشفقة، وتلك الشفقة قد تُطمع ولدها فيتهاون في برّها، ولهذا أكّد الرسول -صلى الله عليه وسلم على برّ الأم مرارًا. [٢] وقد كرّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الأم ثلاثة مرات؛ للإشارة إلى أن الأم تستحق النصيب الأوفر من البر، وقد قال بعض العلماء إن للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، بينما قال علماء آخرون ومن بينهم الإمام الشافعي -رحمه الله- أنّ برهما يكون سواء. [٣]
بر الوالدين من أعظم الحقوق الاجتماعية
يدلّ هذا الحديث على أن من أعظم الحقوق الاجتماعية بِرُّ الوالدين؛ فهو في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله -تعالى-، وقد جمع الله -تعالى- بين الأمر بالتوحيد وبر الوالدين في آية واحدة، فقال -تعالى-: ( وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا) ، [٤] فالله هو السبب الحقيقي لوجود الإنسان، والأبوان هما السبب الظاهري لوجوده.