ابن عاشور: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13( { يوم يدعون} بدل من { يوم تمور السماء موراً} وهو بدل اشتمال. والدعّ: الدفع العنيف ، وذلك إهانة لهم وغلظة عليهم ، أي يوم يساقون إلى نار جهنم سَوقاً بدفع ، وفيه تمثيل حالهم بأنهم خائفون متقهقرون فتدفعهم الملائكة الموكلون بإزجائهم إلى النار. وتأكيد { يدعون} ب { دعّاً} لتوصل إلى إفادة تعظيمه بتنكيره. نار جهنم يوم القيامة - الطير الأبابيل. وجملة { هذه النار} إلى آخرها مقول قول محذوف دل عليه السياق. والقول المحذوف يقدر بما هو حال من ضمير { يدعون}. وتقديره: يقال لهم ، أو مقولاً لهم ، والقائل هم الملائكة الموكلون بإيصالهم إلى جهنم.
نار جهنم يوم القيامة - الطير الأبابيل
[١٠]
أسباب دخول النّار
إذا اطّلع المسلم على تفاصيل نار جهنّم وعَلِم سوء العاقبة وما يحلّ بالكافرين يوم القيامة من شقاء وتعب، فعليه أن يحترز من أيّ عمل يؤدّي إليها، فيجتنب محارم الله -تعالى- ويأتي أوامره ليكون عن عذاب النّار، وأخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ النّار حُفّت بالشّهوات، لذلك كان أوّل ما على المسلم القيام به ألّا يتّبع هوى نفسه، ومن الأعمال التي قد ييقوم بها الإنسان التي تُدخل نار جهنّم يوم القيامة: [١٠]
اتّباع الشّهوات وتحقيق رغبات النّفس التي تُغضب الله تعالى. عدم الإيمان بيوم القيامة وأهواله وأنّ الإنسان سيُحاسب على أعماله، وعدم القيام بالواجبات والتكاليف الشرعيّة التي أمر الله -تعالى- بها كلّ مسلم. النّفاق والكِبر؛ حيث أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ المتكبّر لا يدخل الجنّة؛ فقال: (ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا: بلى، قال: كلّ عتل جواظ مستكبر) ، [١١] كما أنّ المتكبّرين من أكثر أهل النّار. أكل مالِ الحرام؛ فكلّ مال نما للإنسان بطريق حرام فيكون الأولى بالإنسان أن يكون في النّار، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ رجالاً يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ، فلهمُ النارُ يومَ القيامةِ).
تقوى الله -تعالى-، والإيمان به، وطاعته في ما أمرَ به، واجتناب ما نهى عنه. حُبّ الناس في الله -تعالى-، بالإضافة إلى صِلَة الرَّحِم. سلامة القلب من الشِّرك والشكّ. خلاصة المقال: عرض المقال عذاب يوم القيامة، وما هي أسباب دخول النار، وما هي أصناف العذاب في النار، وبيّن وصف طعام وشراب وثياب أهل النار، وفي النهاية أشار المقال إلى طرق النجاة من العذاب يوم القيامة. المراجع ↑ ماهر أحمد الصوفي (2010)، النار أهوالها وعذابها ، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 232-241. بتصرّف. ↑ سورة القمر، آية: 47-48. ↑ سورة الإسراء، آية: 97. ↑ سورة الأحزاب، آية: 66. ↑ سورة الحج، آية: 19-20. ↑ سورة الفرقان، آية: 11-14. ↑ سورة المدثر، آية: 17. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 2989، صحيح. ↑ عمر سليمان الأشقر (1998)، اليوم الآخر الجنة والنار (الطبعة السابعة)، الأردن: النفائس، صفحة 53-57. بتصرّف. ^ أ ب ت "صفة النار من الكتاب والسنة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3265، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3260، صحيح.