ومهما يكن من أمر، فالأَولى هو ما ذكرناه؛ لأن السجع قد ورد في الشعر كما ورد في النثر؛ ولأن معظم البلاغيين جعلوا منه التواطؤَ على حروف متقاربة. هنا تتردد كلمات: الفقرة، والقرينة، والفاصلة، تتردد هذه الكلمات كثيرًا في باب السجع، فينبغي أن نعرف المراد بكل منها، فذلك أن الفاصلة: هي الكلمة الأخيرة من الفقرة أو القرينة، والفقرة أو القرينة بمعنًى واحد وهي الجملة التي تنتهي بالفاصلة، فمثلًا: قول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مّسْتَمِرّ} [القمر: 1، 2] الفاصلة كلمة: {الْقَمَرُ} في الآية الأولى، و{مّسْتَمِرّ} في الآية الثانية، والفقرة أو القرينة هي الآية كلها، كل آية فقرة أو قرينة. ونحن لو تتبعنا مراحل هذا المصطلح -مصطلح السجع- لرأينا أن السجع مصطلح بلاغي عُرف منذ العصر الجاهلي قبل أن توضع مصطلحات العلوم، ومنذ معرفته في ذلك العصر -وحتى الآن- ودلالته لم تتغير ولم تتبدل، وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد أطلقوا على هذا الأسلوب في القرآن الكريم اسمَ الفواصل بدلًا من السجع، إلا أن دلالته ظلت باقيةً حتى الآن، وكان للسجع منزلة سنية بين العرب في الجاهلية، فلقد كثر في كلامهم، كان يصدر منهم عن طَبْع سليم، وسليقة قوية، وفِطرة واضحة.
- ما هو السجع باللغة العربية - المنهج
- ص379 - كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - السجع - المكتبة الشاملة
- السجع في اللغة العربية: تعريفه، وأقسامه - لغتي
ما هو السجع باللغة العربية - المنهج
تعريف السجع تعريف السجع عند البلاغيين أقسام السجع أنواع السجع أحسن السجع موقف النقاد من السجع أمثلة على السجع تعريف السجع: هو أحد المحسنات البديعية اللفظية ويستخدم في النثر، هو توافق الفاصلتينِ على حرف واحد في فقرتين أو أكثر. تعريفات السجع عند البلاغيين: تعريف السكاكي للسجع: " ومن جهات الحسن الأسجاع: وهي في النثر، كما القوافي في الشعر ، ومن جهاته الفواصل القرآنية". تعريف الخطيب التبريزي:: هو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهو في النثر كالقافية في الشعر". أقسام السجع: يأتي السجع بصور متعددة وهي: المطرف. المرصع. المتوازي. المشطور، أو التشطير. أنواع السجع: أنواع السجع من حيث الطول والقصر: السجع القصير: هو ما يحتوي على ألفاظ قليلة. السجع الطويل: يختلف في درجات، يحتوي على إحدى عشرة لفظة وأكثر. أحسن السجع: يكون أحسن السجع عندما تتساوى فقراته فلا يزيد بعضها على بعض، ويشترط اتفاق الفواصل على حرف واحد. كقول أحدهم: " من السجع الحسن ما تكون ألفاظ الجزءين المزدوجين مسجوعة، فيكون الكلام سجعًا في سجع". السجع في اللغة العربية: تعريفه، وأقسامه - لغتي. موقف النقاد من السجع: لقد اختلفت آراء النقاد من السجع، فمن النقاد قد دعا إلى الابتعاد عنه لما فيه من تكلف والتشبه بالجاهلية، ومن النقاد رأى في السجع جزء من البلاغة بعد أن ورد في القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف.
نعم. فتاوى ذات صلة
ص379 - كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - السجع - المكتبة الشاملة
وفي أقوال أصحابه رضي الله عنهم ما جاء من قول عبد الله بن عباس في وصف أبي بكر رضي الله عنه: "رحم الله أبا بكر، كان والله للقرآن تاليًا، وعن المنكر ناهيًا، وبذَنْبه عارفًا، ومِن الله خائفًا، وعن الشبهات زاجرًا، وبالمعروف آمرًا، وبالليل قائمًا، وبالنهار صائمًا، فاق أصحابه ورعًا وكَفافًا، وسادهم زُهدًا وعفافًا". وإذا كان سجع الكهان قد اختفى بمجيء الإسلام، فقد ظهر نوع آخر من السجع أغرق منه في الكذب والضلال، وأكثر منه اضطرابًا في النظم وسماجة التركيب، ألا وهو سجع مدعي النبوة، الذين استخفوا قومهم فأطاعوهم، من ذلك قول مسيلمة الكذاب: "يا ضُفدع نقي نِقي، لِمَ تنقين!! لا الماء تُكدِّرين، ولا الشراب تَمنعين". ما هو السجع في البلاغة. وإذا ما استثنينا هذا النوعَ -وهو سجع مدعي النبوة- نجد أن أسلوب السجع ظل قويًا مطبوعًا، وبخاصة في الوصايا، والحكم، والوعظ، والأجوبة، والنوادر، وغير ذلك من فنون القول، حتى أواسط القرن الرابع الهجري، حيث امتزج العجم بالعرب، ودَبَّ الفساد في اللغة، وعدَل القوم عن الأسلوب الفطري المطبوع، وتحولوا إلى الزخرف والزينة، فكان الإسراف والإفراط، وظهرت الصنعة والتكلف، ليس في السجع فحسب بل في مختلف الفنون البلاغية.
السجع في اللغة: الكلام المقفَّى، أو موالاة الكلام على روي واحد، وجمعه: أسجاع وأساجيع، وهو مأخوذ من سَجع الحمام، وسجع الحمام هو هديله وترجيعه لصوته. وفي اصطلاح البلاغة: تواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد، أو على حرفين متقاربين، أو حروف متقاربة. ويقع في الشعر كما يقع في النثر. ص379 - كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - السجع - المكتبة الشاملة. فمما تواطأت فيه الفواصل على حرف واحد قول الله تعالى: {وَالطّورِ (1) وَكِتَابٍ مّسْطُورٍ (2) فِي رَقّ مّنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} [الطور: 1- 4] إلى آخره. وكذا قوله -جل وعلا: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} [العاديات: 1- 3]. ومن التواطؤ على حروف متقاربة: قول الله تعالى: {وَعَجِبُوَاْ أَن جَآءَهُم مّنذِرٌ مّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـَذَا سَاحِرٌ كَذّابٌ (4) أَجَعَلَ الاَلِهَةَ إِلَـَهاً وَاحِداً إِنّ هَـَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلاُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىَ آلِهَتِكُمْ إِنّ هَـَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَـَذَا فِى الْمِلّةِ الاَخِرَةِ إِنْ هَـَذَا إِلاّ اخْتِلاَقٌ} [ص: 4- 7] فالباء والدال والقاف حروف متقاربة.
السجع في اللغة العربية: تعريفه، وأقسامه - لغتي
السجع هو- توافق الحروف الاخيـرة في مواضع الوقف من النثر/الخاطرة /الرسالة. وهو أفضل الأنواع التي تتلذذ به الأسماع, ولهذا قالوا: ( ما أحسن الأسجاع, وما أخفها على الأسماع) وقيل. الأسجاع من النثر, كالقوافي في الشعر. واليكم الامثلة للتوضيح اكثر: (1) قال صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وأعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً ". (2) وقال أعرابي ذَهَبَ بابنه السَّيْل: اللهُمَّ إنْ كنْتَ قَدْ أبْلَيْتَ ، فَإنَّكَ طَالَمَا قَدْ عَافَيْتَ. ما هو السجع في الشعر. (3) الحُرُّ إذَا وَعَدَ وَفَى ، وإِذَا أعَانَ كَفَى ، وإِذَا مَلَكَ عَفَا.
كذا قوله تعالى: {قَ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوَاْ أَن جَآءَهُمْ مّنذِرٌ مّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [ق: 1، 2]. فالدال والباء حرفان متقاربان. ومن وقوعه في الشعر قول أبي تمام:
تجلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي * وفاضَ به ثَمْدي وأورَى به زِندي
وقول المتنبي:
فنحن في جذل والروم في وجل * والبر في شغل والبحر في خجل
جذل: هو الفرح، والوجل: هو الخوف، والمعنى: نحن فرحون بالنصر والروم في خوف من غاراته، والبَر مشتغل بجيش الممدوح، والبحر في خجل من غزارة كرمه. هذا ويرى بعض البلاغيين كالسكاكي والخطيب: أن السجع لا يكون إلا في النثر، وأنه لا يكون إلا بتواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد، فليس منه التواطؤ على حروف متقاربة. يقول الخطيب: "السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهذا معنى قول السكاكي: الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر". ما هو السجع باللغة العربية - المنهج. ولشراح (التلخيص) كلام حول عبارة السكاكي هذه، وفحوى كلامهم: أن التشبيه لا يصح إلا بحمل كلام السكاكي على أنه أراد بالسجع الفاصلةَ الثانيةَ التي واطأت الأولى، ولا يمكن حمل كلامه على أن المراد بالسجع تواطؤ الفاصلتين؛ لأنه لو كان هذا مراده لَمَا صح التشبيه؛ لأن القافية إما كلمة كما يرى الأخفش، وإما الحرف الثاني في البيت إلى أول متحرك بعد ساكن بينهما، وعلى هذا فإن الثانية قد تتحقق بجزء كلمة، وقد تتحقق بكلمة وجزء أخرى.