وجاء في القرآن في نعت العائلة بالأرحام قوله تعالى: ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) النساء:1 والمعنى: اتقوا الله في أمره ونهيه ، واحفظوا الأرحام وأدوا حقهـا ، ويحذّر القرآن أشد التحذير من قطع الرحم فيقول: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم) محمد:22،23 والمعنى: فهل يتوقع منكم أنكم إن توليتم أمور الناس وتأمرتم عليهم أفسدتم وقطعتم الأرحام ، أولئك الذين أبعدهم الله عن رحمته فأصمهم عن استمـاع الحق، وأعمى أبصارهم عن طريق الهدى لأنهم اختاروا ذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أشد التحذير من قطـع الرحم لمـا فيه من الإثم الكبير فيقول:[ الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله]. رواه البخاري ومسلم. الرحم معلقة بالعرش.. احذر أن تكون من قاطعي رحمك. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من: البغي وقطيعة الرحم]. رواه البخاري ومن أقواله أيضاً صلى الله عليه وسلم: [ لا يدخل الجنة قاطع الرحم]. ويحث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم مرغباً في ذلك فيقول: [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت].
الرحم معلقة بالعرش.. احذر أن تكون من قاطعي رحمك
يقول العلماء: ما دام الله يعلم كل شيء، ويقدر على كل شيء، وجعل لصانع المعروف ثمرة، وللدعاء نتيجة، فلا مانع أن يكتب لمن يصل رحمه مزيدا من العمر والرزق، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. جحود اجتماعي مدمر تقول الداعية الفقيهة الدكتورة عبلة الكحلاوي: ما أحوجنا نحن المسلمين الآن إلى الاهتداء بهدي رسولنا الكريم والعمل بما أمرنا به في كل أمور حياتنا خاصة ونحن نعاني جحوداً اجتماعياً مدمراً على مستوى العلاقات بين أفراد الأسرة أو بين الناس عموما، فقد حلت الجفوة والغلظة والقطيعة محل صلة الرحم وفقدنا روح المودة والرحمة والتعاون والمناصرة وتبادل الحقوق والواجبات بين الأهل والأقارب. خطبة الجمعة مفتي الجمهورية … الرحمه معلقة بالعرش _ وهي سبب للرزق وسبب لطول العمر .. – دار الافتاء العراقية. وتضيف: لو علمنا ما في صلة الرحم من أجر وثواب وفضائل وبركة وراجعنا مواقفنا من أهلنا وأقاربنا وعملنا بما وجهنا إليه رسولنا الكريم في العديد من الأحاديث الكريمة لعمت البركة والسعادة كل حياتنا.. فصلة الرحم ضمان للبركة في الرزق كماً وكيفاً، والرزق لا يقتصر على المال، وإنما الصحة رزق، والولد الصالح رزق، والسمعة الطيبة رزق، والعلم النافع رزق، والاستقامة رزق، والهداية رزق، والعافية رزق. وترى الدكتورة عبلة الكحلاوي أن الزيادة في العمل لا تعني طول العمر وإنما تعني بركته وتقول: كم من حي يطوي الأعوام، ويبلغ الهرم وله مع كل يوم نقطة سوداء في صحيفته، فالمقصود البركة في الوقت لأداء الطاعات وعمارة الوقت بما ينفعه في آخرته من عمل مثمر لخدمة الآخرين وإحسان العمل والاشتغال بطلب الرزق لرعاية من يعول.
خطبة الجمعة مفتي الجمهورية … الرحمه معلقة بالعرش _ وهي سبب للرزق وسبب لطول العمر .. – دار الافتاء العراقية
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) أي ليس الواصل حقيقة هو من إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم، وإنما من يَصدق عليه مسمى الواصل هو الذي إذا قطعت رحمُهُ وصلها، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلّ - أي تطعمهم الرماد الحار الذي يُحمى ليُدفن فيه الطعام فينضج، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحارّ -، ولا يزال معك من الله ظهير - أي ناصر ومُعين - عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم. قال الإمام ابن بطّال في شرحه للحديث: "( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) يعنى: ليس الواصل رحمه من وصلهم مكافأة لهم على صلة تقدمت منهم إليه فكافأهم عليها بصلة مثلها"، ولذلك فإن الناس ينقسمون إلى أقسام ثلاثة: واصلٌ، ومكافئٌ، وقاطعٌ، فالواصل: من يبدأ بالفضل، والمكافئ: من يرد مثله، والقاطع: من لا يتفضل ولا يكافئ، فالكامل من يصل من قطعه. وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): "لا يلزم من نفي الوصل ثبوت القطع، فهم ثلاث درجات: مُواصل ومُكافىء وقاطع، فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه، والمُكافئ الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الذي يُتفضل عليه ولا يتفضل، وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة من الجانبين، فمن بدأ حينئذ فهو الواصل، فإن جوزي سُمِّي من جازاه مكافئا".
2- التقليد للوالدين؛ إذ ربما لم يَرَ من أبيه أنه يصل أقاربه، فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه، وكذلك بالنسبة للأم. 3- الانقطاع الطويل، فعندما ينقطع عن أرحامه وقتًا طويلًا يستصعب أن يصلهم، ويسوف، حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة. 4- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلِّف والمتكلَّف له. 5- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط. 6 - قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم، فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع. 7- نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات؛ مما يجعل هذا المنسيَّ يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه؛ فيقوده هذا إلى قطع رحمه. 8- الحسد: قد يكون في العائلة غنيًّا أو وجيهًا له مكانته في العائلة، فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله. 9- عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة، وربما أدى ذلك إلى التقاطع، فالذي يسخر منه ويستهزئ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى. 10- سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة، فلا يستطيع تلبيتها له، ويعتذر منه، فيسيء هذا الطالب الظنَّ بقريبه، ويتهمه أنه يستطيع، ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه، وهذا يولد نفرة وتباغضًا، وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال، ومع ذلك لا يعطيهم، وقد يكون هذا الشخص محملًا بالديون، وإن أظهر للناس الغِنى، ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف.