[٤] [٥]
من صور الظلم في الحياة
من صور الظلم في الحياة أن ترى الرجل يعتدي على أموال الناس وأعراضهم، ويأكل المال الحرام، ويبطش بالناس، وفجأة تراه بقبضة الله تعالى فيصيبه المرض العضال، أو يتعرض إلى حادث، فيرى عاقبة عمله، فعلى الإنسان ألا تغره أحوال الظالمين حينما يراهم مصرّين على الظلم، ذلك أنّ العبرة تكون في النهاية حينما يرون عاقبة أعمالهم، وما ذلك الإمهال إلا امتحاناً للظالمين. [٦]
المراجع
↑ سورة إبراهيم ، آية: 42. ↑ ابن كثير (1419)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 442، جزء 4. بتصرّف. ↑ القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة 2)، القاهرة: دار الكتب المصرية ، صفحة 376، جزء 9. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2449، خلاصة حكم المحدث صحيح. ↑ د. أحمد البراء الأميري (2012-11-1)، "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون " ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-18. بتصرّف. ↑ د. محمد راتب النابلسي (1995-1-16)، "تفسير الآيات من 42-47 (سورة إبراهيم)" ، موسوعة النابلسي الإسلامية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-18. بتصرّف.
ولا تحسبن الله غافل عن ما يفعل الظالمون
أو إنّ أمكنة أفئدتهم خاليةٌ لأنّ القلوب لدى الحناجر، قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف. وقيل: قلوبهم قد تمزّقت من الخوف لا تعي شيئاً. قال سيد:
"والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يحسب الله غافلاً عما يعمل الظالمون، ولكنّ ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتّعون، ويسمع بوعيد الله، ثم لا يراه واقعاً بهم في هذه الحياة الدنيا، فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة التي لا إمهال بعدها، ولا فكاك منها. أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع، فتظلُّ مفتوحةً، مبهوتة، مذهولة، مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك. ثم يرسم مشهداً للقوم في زحمة الهول: مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء، ولا يلتفتون إلى شي. رافعين رؤوسهم لا عن إرادة، ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكاً. يمتدّ بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب، فلا يطرف ولا يرتدُّ إليهم. وقلوبهم من الفزع خاويةٌ خالية، لا تضمّ شيئاً يعونه أو يحفظونه أو يتذكرونه، فهي هواء خواء. ويأتي بعد ذلك بآيات، قولُه تعالى: ﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [إبراهيم: 47]. ومزيدٌ من وصف حال الظالمين المجرمين: ﴿ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [إبراهيم: 49 - 51].
(يؤخّرهم)؛ (يؤخر): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، و(هم)؛ (الها): ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو؛ أي: الله)، وجملة (يؤخّرهم [هو؛ أي: الله]): لا محل لها من الإعراب لأنها استئناف بيانيّ. (ليوم)؛ (اللام): حرف جر (بمعنى [إلى] لانتهاء الغاية الزمانية) مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (يوم): مجرور بـ (اللام) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة من الجار والمجرور (ليوم): متعلّق بـ (يؤخّر). (تشخص): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (فيه)؛ (في): حرف جر (أفاد معنى الظرفية الزمانية) مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ(في)، وشبه الجملة من الجار والمجرور (فيه): متعلق بـ(تشخص). (الأبصار): فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة (تشخص فيه الأبصار) في محل جر نعت لـ(يوم). المصدر: غازي عبد الله بواعنة. للمزيد يمكنكم طرح اسئلتكم مجانا في موقع اسال المنهاج -