وفوق هذا قد تستغل المرأة الباروكة فيما يتصل بالخداع والغش، فقد تكون المرأة متعرضة للخطوبة، وفي رأسها أو شعرها عيب تحرص على إخفائه، لتخدع عنه الذي يتقدم لخطبتها، وربما لو عرف الحقيقة لانصرف عن الخِطبة، وربما يعجب الرجل بالمرأة التي يريد خطبتها وهي مستورة الشعر، لو أنها صارحته بالحقيقة. أ. هـ
قال النووي في شرح صحيح مسلم:
إن وصلت شعرها بشعر آدمي فهو حرام بلا خلاف، سواء كان شعر رجل، أو امرأة، وسواء شعر المحرم والزَّوج وغيرهما بلا خلاف لعموم الأحاديث، ولأنَّه يحرم الانتفاع بشعر الآدميِّ، وسائر أجزائه لكرامته، بل يدفن شعره، وظفره وسائر أجزائه. المركز الرسمي للإفتاء: «الباروكة» الصناعية للنساء مباحة ووصل الشعر حرام. وإن وصلته بشعر غير آدميِّ فإن كان شعراً نجساً وهو شعر الميتة، وشعر ما لا يؤكل إذا انفصل في حياته فهو حرام أيضاً للحديث، ولأنَّه حمل نجاسة في صلاته وغيرها عمداً، وسواء في هذين النَّوعين المزوَّجة وغيرها من النِّساء والرِّجال. وأمَّا الشَّعر الطَّاهر من غير الآدميِّ فإن لم يكن لها زوج ولا سيِّد فهو حرام أيضاً، وإن كان فثلاثة أوجه:
أحدها: لا يجوز لظاهر الأحاديث. والثَّاني: لا يحرم، وأصحُّها عندهم إن فعلته بإذن الزَّوج جاز، وإلاَّ فهو حرام. وقال القاضي عياض: اختلف العلماء في المسألة، فقال مالك، والطَّبريُّ وكثيرون، أو الأكثرون: الوصل ممنوع بكلِّ شيء سواء وصلته بشعر، أو صوف، أو خرق، واحتجُّوا بحديث جابر الَّذي ذكره مسلم بعد هذا، أنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زجر أن تصل المرأة برأسها شيئاً.
- المركز الرسمي للإفتاء: «الباروكة» الصناعية للنساء مباحة ووصل الشعر حرام
- هل الباروكة حرام؟ - سؤالك
المركز الرسمي للإفتاء: &Laquo;الباروكة&Raquo; الصناعية للنساء مباحة ووصل الشعر حرام
من غش فليس منا " مع ما ذكرنا من الحكم الأخرى. إن لبس هذه الباروكة حرام، ولو كان في البيت، لأن الواصلة ملعونة أبدًا، فإذا كان في الخارج وليس على رأسها غطاء فهو أشد حرمة لما فيه من المخالفة الصريحة لقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ولا يزعم أحد أن " الباروكة " خمار. وإذا كان هذا حرامًا على المرأة فهو على الرجل أشد حرمة من باب أولى. هل الباروكة حرام؟ - سؤالك. ويرى فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر أن الأمر فيه خلاف ويرى بعض الفقهاء أنه يجوز للمرأة أن تلبس الباروكة إذا كانت من شعر صناعي طاهر لزوجها فقط وهذا بعد علمه وإذنه حتى لايكون هناك غش أو تدليس على الزوج ،أما الخروج بهذه الباروكة دون أن تغطيها المرأة ليراها الأجانب عنها فهذا لاخلاف في حرمته وإليك نص فتواه
الشعر المُستعار " الباروكة " ورد فيه أن امرأة قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن لي ابنة عُرَيِّسًا ـ تصغير عروس ـ أصابتها حصبة فتمزَّق شعرُها، أفأصِلُه ؟ فقال " لعنَ الله الواصلة والمُستوصِلة " رواه ومسلم. وبعد كلام العلماء في شرح هذا الحديث وما يماثله نرى أن التحريم مبنى على الغِش والتدليس، وهو ما يُفهم من السبب الذي لُعنتْ به الواصلة والمُستوصِلة، ومبنيٌّ أيضا على الفتنة والإغراء لجذب انتباه الرجال الأجانب.
هل الباروكة حرام؟ - سؤالك
وعن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: قَدِمَ مُعاويةُ المدينةَ فخَطَبَنا، وأخرجَ كُبَّةً مِن شَعرٍ فقال: ((ما كنتُ أرى أنَّ أحدًا يفعَلُه إلَّا اليهودَ، إنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلَغَه، فسَمَّاه الزُّورَ)) [514] أخرَجَه البُخاريُّ (3488)، ومُسْلِم (2127) واللَّفظُ له. وفي لفظٍ: ((إنَّكم قد أحدَثْتُم زِيَّ سوءٍ، وإنَّ نبيَّ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن الزُّورِ)) [515] أخرجه مُسْلِم (2127). وَجهُ الدَّلالةِ: إنَّ ما يُعرَفُ بالباروكةِ إن لم يكُنْ هو عينَ ما ذكَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بني إسرائيلَ، فليس دُونَه، بل هو أشَدُّ منه في الفِتنةِ والتَّلبيسِ والزُّورِ [516] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (10/56). 3- عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهما، قالت: ((جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي ابنةً عُرَيِّسًا أصابَتْها حَصْبةٌ فتمَرَّقَ شَعرُها، أفأَصِلُه؟ فقال: لعَنَ اللهُ الواصِلةَ والمُستَوصِلةَ)) [517] أخرَجَه البُخاريُّ (5941)، ومُسْلِم (2122) واللَّفظُ له. 4- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ جاريةً مِن الأنصارِ تزوَّجَت، وأنَّها مَرِضَت فتمَعَّطَ [518] فتمَعَّطَ: أى: انتُتِف وتَساقَط.
والإسلام يُنَفِّر تمامًا من الخداع وإيهام الناس ما ليس حقيقةً أنه حقيقة. ولذا يحرِّم على المرأة أن تتزيَّن بشعر غيرها. وقد كان هناك عُرف على عهد الإسلام في أول أمره أن تصل المرأة بشعرها القصير شعرًا آخر لغيرها حتى يبدوَ طويلاً. وبذلك تدفع عن نفسها مذلّة الشعر القصير في ذلك الوقت. فكان ما يُروَى في حديث مسلم: "نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أن تصل المرأة بشعرها شيئًا ـ أي شيء، شعرًا لغيرها أو شعرًا صناعيًّا مثلاً ـ وكان كذلك ما يروى عن معاوية: أنه خطب على منبر المدينة ـ وبيده قصة شعر، أي بعض خصال من الشعر ـ وقال: أين علماؤُكم وأنتم تصِلون الشعر ـ أي تَرَوْن نسائكم يصلن شعورَهن بشعر آخر، كما كان العُرْف ـ فإن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ نهى عنه، وسمَّاه زورًا؛ لأنه تضليل بإيهام الواصلة أنه شعرها وليس كذلك. ثم ذكر، وكان هذا سبب من أسباب هلاك بني إسرائيل. وتحريم لبس: "الباروكة" ـ إذن ـ لأنّه خداع، وليس لأنّه سبب من أسباب الزينة للمرأة. وإلا فالإسلام يُبيح للمرأة أن تُزيِّن شعر رأسها بالصِّبغة ـ غير اللون الأسود لمن تقدَّمت في السن ـ وتُزَيِّن أظافرها. فيُروى عن عائشة، أنَّها قالت: "أومأتْ امرأة من وراء ستر ـ بيدها كتاب ـ إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقبض يده ـ أي فمسك يد هذا الذي أومأ وأشار بيده ـ فقال: ما أدري: أيدَ رجل، أم يد امرأة.