ألا تدل شهية الحشو نتيجة سلبية لمرض العشو ؟
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٢
السؤال:
ما معنى قول الله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] إلى آخر الآية؟
الجواب:
الآية على ظاهرها، ما تحتاج تفسير، واضحة وَمَنْ يَعْشُ من يغفل، ويعرض عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ يقيض له الشيطان -نسأل الله العافية- من غفل عن ذكر الله، وعن قراءة القرآن، وعن طاعة الله من الصلوات، وغيرها؛ قيض الله له الشياطين حتى تصده عن الحق، وحتى تلهيه في الباطل -نعوذ بالله- ومن قام بأمر الله، وأدى حق الله، واستعمل نفسه في ذكر الله، وطاعة الله؛ عافاه الله من الشيطان، وحفظه من الشياطين، نسأل الله السلامة. فتاوى ذات صلة
وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر, فإنه يقال فيه: عَشِيَ فلان يَعْشَى عَشًى منقوص, ومنه قول الأعشى? رأتْ رَجُـــلا غَــائِبَ الوَافِــدَيْنِ مُخْــتَلِفَ الخَـلْقِ أعْشَـى ضَرِيـرا (3) يقال منه: رجل أعشى وامرأة عشواء. وإنما معنى الكلام: ومن لا ينظر في حجج الله بالإعراض منه عنه إلا نظرًا ضعيفًا, كنظر من قد عَشِيَ بصره ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا) يقول: إذا أعرض عن ذكر الله نقيض له شيطانا ( فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ). ومن يعش عن ذكر الرحمن فإن له معيشة ضنكا. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) قال: يعرض. وقد تأوّله بعضهم بمعنى. ومن يعمَ, ومن تأوّل ذلك كذلك, فيحب أن تكون قراءته ( وَمَنْ يَعْشَ) بفتح الشين على ما بيَّنت قيل. * ذكر من تأوّله كذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) قال: من يعمَ عن ذكر الرحمن.