والمراد: إن ربك- أيها الرسول الكريم- يرصد عمل كل إنسان، ويحصيه عليه، ويجازيه به، دون أن يخفى عليه- سبحانه- شيء في الأرض أو السماء. وفي هذه الآيات الكريمة تخويف شديد للكافرين، وتهديد لهم على إصرارهم في جحودهم، وأنهم إذا ما ساروا في طريق الجحود والعناد، فسيصيبهم ما أصاب هؤلاء الطغاة. ثم ذكر- سبحانه- حال الإنسان عند اليسر والعسر، والغنى والفقر، والسراء والضراء فقال:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( إن ربك لبالمرصاد) قال ابن عباس: يسمع ويرى. يعني: يرصد خلقه فيما يعملون ، ويجازي كلا بسعيه في الدنيا والأخرى ، وسيعرض الخلائق كلهم عليه ، فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلا بما يستحقه. وهو المنزه عن الظلم والجور. وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريبا جدا - وفي إسناده نظر وفي صحته - فقال: حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا يونس الحذاء ، عن أبي حمزة البيساني ، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معاذ ، إن المؤمن لدى الحق أسير. ان ربك لبالمرصاد یعنی. يا معاذ ، إن المؤمن لا يسكن روعه ولا يأمن اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم خلف ظهره. يا معاذ ، إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من شهواته ، وعن أن يهلك فيها هو بإذن الله ، - عز وجل - فالقرآن دليله ، والخوف محجته ، والشوق مطيته ، والصلاة كهفه ، والصوم جنته ، والصدقة فكاكه ، والصدق أميره ، والحياء وزيره ، وربه ، - عز وجل - من وراء ذلك كله بالمرصاد ".
الحديث عن آيات الباب - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) إن واسمها واللام المزحلقة (بالمرصاد) متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة تعليل.. إعراب الآية (15): {فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)}. (فَأَمَّا) الفاء حرف استئناف وأما حرف شرط وتفصيل (الْإِنْسانُ) مبتدأ (إِذا) ظرفية شرطية غير جازمة (مَا) زائدة (ابْتَلاهُ) ماض ومفعول به (رَبُّهُ) فاعله والجملة في محل جر بالإضافة (فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ) معطوف على ما قبله. (فَيَقُولُ) الفاء رابطة ومضارع فاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ (رَبِّي) مبتدأ (أَكْرَمَنِ) ماض مبني على الفتح والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.. ان ربك لبالمرصاد فيلم. إعراب الآية (16): {وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)}. (وَأَمَّا) الواو حرف عطف وأما حرف شرط وتفصيل (إِذا) ظرفية شرطية غير جازمة (مَا) زائدة (ابْتَلاهُ) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة (فَقَدَرَ عَلَيْهِ) معطوف على ما قبله (رِزْقَهُ) مفعول به (فَيَقُولُ) الفاء رابطة ويقول مضارع فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها (رَبِّي) مبتدأ (أَهانَنِ) ماض والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.. إعراب الآية (17): {كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)}.
الغانم: لنطرد وفد إسرائيل قبل «الروسي»
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) قوله تعالى: إن ربك لبالمرصاد أي يرصد عمل كل إنسان حتى يجازيه به قاله الحسن وعكرمة. وقيل: أي على طريق العباد لا يفوته أحد. والمرصد والمرصاد: الطريق. وقد مضى في سورة ( براءة) والحمد لله. فروى الضحاك عن ابن عباس قال: إن على جهنم سبع قناطر ، يسأل الإنسان عند أول قنطرة عن الإيمان ، فإن جاء به تاما جاز إلى القنطرة الثانية ، ثم يسأل عن الصلاة ، فإن جاء بها جاز إلى الثالثة ، ثم يسأل عن الزكاة ، فإن جاء بها جاز إلى الرابعة. ثم يسأل عن صيام شهر رمضان ، فإن جاء به جاز إلى الخامسة. ثم يسأل عن الحج والعمرة ، فإن جاء بهما جاز إلى السادسة. ثم يسأل عن صلة الرحم ، فإن جاء بها جاز إلى السابعة. ثم يسأل عن المظالم ، وينادي مناد: ألا من كانت له مظلمة فليأت فيقتص للناس منه ، يقتص له من الناس فذلك قوله - عز وجل -: إن ربك لبالمرصاد. وقال الثوري: لبالمرصاد يعني جهنم عليها ثلاث قناطر: قنطرة فيها الرحم ، وقنطرة فيها الأمانة ، وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى. قلت: أي حكمته وإرادته وأمره. والله أعلم. وعن ابن عباس ، أيضا لبالمرصاد أي يسمع ويرى. ان ربك لبالمرصاد یعنی چه. قلت: هذا قول حسن ( يسمع) أقوالهم ونجواهم ، و ( يرى) أي يعلم أعمالهم وأسرارهم ، فيجازي كلا بعمله.
⁕ قال: حدثنا مهران، عن سفيان ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ يعني: جهنم عليها ثلاث قناطر: قنطرة فيها الرحمة، وقنطرة فيها الأمانة، وقنطرة فيها الربّ تبارك وتعالى. الحديث عن آيات الباب - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ قال: مِرْصاد عمل بني آدم. وقوله: ﴿فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ﴾
يقول تعالى ذكره: فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه بالنعم والغنى ﴿فأكْرَمَهُ﴾ بالمال، وأفضل عليه، ﴿وَنَعَّمَهُ﴾ بما أوسع عليه من فضله ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ فيفرح بذلك ويسرّ به ويقول: ربي أكرمني بهذه الكرامة. كما:-
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ وحقّ له.