[٢] [٣]
التعاون مع رجال الأمن داخل البلد في مكافحة الفاسدين، فذلك إن قام به المواطن مخلصاً نيته لله -تعالى- فإنّه من المرابطين في سبيل الله، وينال به أجر المرابط. [٤]
القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك من الجهاد في سبيل الله لقول الله -تعالى-: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). [٥] [٤]
المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة، [٦] وملازمة المسجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، لما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول لله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ). [٧] [٨]
مفهوم الرباط في سبيل الله
يُطلق الرباط في سبيل الله على ما يكون من المسلمين من لزوم الثغور الواقعة بين بلادهم وبلاد أهل الكفر، فمن الواجب على المسلمين أن يحافظوا على الحدود بينهم وبين الكفار بالطريقة المناسبة بحسب ما يحقق المصلحة.
فضل الرباط في سبيل الله أول متوسط
بسم الله الرحمن الرحيم
شرع الله - تعالى - الرباط في سبيله وحراسة الثغور حتى لا يؤتى المسلمون وهم على غفلة من أمرهم وحتى يتم ردع كل من تسول له نفسه قتال المسلمين فيعلم أنهم متيقظون له وليسوا بغافلين عنه وأنهم يعلمون ما يدور حولهم، فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا. فقال - تعالى -: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}. وقال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}. وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين وفرض الرباط لحقن دماء المسلمين، وحقن دماء المسلمين أحب إلى من سفك دماء المشركين. وللرباط في سبيل الله فضائل عظيمة لا توجد في غيره من القربات إذ إنه أحد شُعب الإيمان ومن موجبات الغفران ومن هذه الفضائل: -
أولا: رباط يوم خير من الدنيا وما عليها:
روى البخاري عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها}. ثانيا: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ورباط شهر خير من صيام الدهر.
الرباط في سبيل ه
↑ شهاب الدين النويري (1423)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، القاهرة:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 199، جزء 6. بتصرّف.
الرباط في سبيل الله خير من
ذكّر المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية سلمان بن محمد العُمري أبناء الوطن والمقيمين من الذكور والإناث، شيباً وشباباً، كباراً وصغاراً، بالدعاء لجنودنا الأبطال الذين يذودون عن بلادنا ويدافعون عنها بكل بسالة، فحق لهؤلاء الأبطال الدعاء قبل الثناء بأن يحفظهم الله وينصرهم ويسدّد رميهم ويعلي رايتهم راية التوحيد الخفاقة، وأن يحمي بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار وذلك في الصلوات وفي الخلوات وأوقات الإجابة. وقال العُمري: في الوقت الذي نعيش في أجواء الحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة في معظم أرجاء بلادنا، وفي المقابل ما سخّره الله لنا من وسائل لرخاء العيش ورغده ومواجهة هذا الحر الشديد والسموم من مكيّفات الهواء في منازلنا بمختلف أنواعها وفي سياراتنا وفي مواقع العمل يجدر بنا أن نذكر ونشكر الله عز وجل ثم نشكر رجالاً تحت لهيب الشمس ومن قبل في الصقيع البارد يسهرون الليل، وفي الرمضاء يحمون حدودنا ويذودون عن بلادنا في أجواء شديدة البرودة شتاءً ومشتعلة في الصيف نذروا أرواحهم وأنفسهم لخدمة دينهم وبلادهم والذود عنه.
الرباط في سبيل الله خير من قيام
وقَالَ: رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- وقال الألباني: صحح لغيره). وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " كُلُّ عَمِلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى لَهُ عَمَلُهُ، وَيُجْرَى عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ " (رواه ابن الأعرابي والطبراني في معجميهما وقال الألباني حسن صحيح). قال شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-: " وفي هذه الأحاديث دليلٌ على أن المرابط يجري عليه عمله إلى يوم القيامة، وأنه يأمن فتنة القبر يعني: أن الناس إذا ماتوا ودفنوا أتاهم ملكان يسألان الرجل عن ربه ودينه ونبيه إلا من مات مرابطاً في سبيل الله فإنه لا يأتيه الملكان يسألانه ". وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الحِكْمَةَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: « كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً » (رواه النسائي وصححه الألباني). فالشهيد والمرابط كلاهما لا يأتيه الملكان في قبره فيسألانه بل يأمن من ذلك، وهذا فضل عظيم وأجر عظيم.
وعلق الإمام الشهيد ابن النحاس على هذا الحديث قائلا: (وهذا يدل على أن الرباط أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الموت). إزالة شبهة: يعتذر بعض الناس عن عدم الذهاب إلى الجهاد بحجة قوله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من طال عمره وحسن عمله)، فنقول: الحمد لله هذه الشبهة زالت بهذا الحديث ( كل ميت يختم على عمله.... ) الحديث، فمن يموت أو يُقتل شهيدا في هذا العصر سواء كان في أفغانستان أو في الشيشان أو في العراق أو في الصومال... أو غيرها من ثغور الإسلام، فمن ثبت فيها وهو يجاهد ويقاتل ولم يتراجع عن هذا حتى قتل فهو يُعتبر شهيدا ومرابطا يجري له أجر الرباط وغيره إلى يوم القيامة، وتصور متى يكون يوم القيامة؟ 200 سنة أو 300 سنة ؟؟ الله أعلم. المهم أن طوال هذه السنين يجري لك أجر الرباط وأعمالك اليومية كلها، وأنت في أعلى عليين برحمة الله وفضله.