اغتنم خمساً قبل خمس
تقييم المادة:
محمد الأمين إسماعيل
معلومات: ---
ملحوظة: ---
المستمعين: 713
التنزيل: 3270
الرسائل: 0
المقيميّن: 1
في خزائن: 0
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
محمد صلاح
جزاكم الله خيرا ووفقكم الله
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
اغتنم خمسا قبل خمس
ذات صلة حديث احفظ الله يحفظك حديث عن أهمية الوقت
حديث اغتنم خمساً قبل خمسٍ
قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ) ، [١] ومعناه أنّ هذه الخمس هي أيام العمل والقوّة والإكثار من الطاعات، فمن فاتهُ العمل فيها فلن ينفع الإنسانُ عندها الندم على ما فرّط في زمن القوة، حيث إنّ بعد القوّة الضعف، وبعد الشباب الهرم، وبعد الصحة المرض، فمن فرّط في أيام شبابه فلا يُمكنهُ تدارُك ما فاته في أيام كِبره. وفي الحديث حثٌّ عظيم على اغتنام الفُرص في زمن المُهلة قبل أن يأتي الوقت الذي يندم فيه الإنسان على ما قصّر، قال الله -تعالى-: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) ، [٢] [٣] فالغنيّ والصحيح ومن يملك الوقت يستطيع فعل أشياء كثيرة لا يستطيع فِعلها الفقير والمريض والكبير. [٤]
شرح حديث اغتنم خمساً قبل خمسٍ
شبابك قبل هرمك
المقصود من ذلك اغتنام الشباب في الطاعة، وهو وقت القوّة والقُدرة قبل أن يأتي على الإنسان الكِبر والعجز، فيندم على ما فرّط في طاعة الله -تعالى- في وقتِ شبابه، [٥] ولذلك فقد جاء عن بعض الفُقهاء في باب الاستطاعة في الحج أنّ من لا يملك المال ولكنّه يستطيع العمل والكسب، واستطاع السفر مع القافلة للعمل والكسب حتى يصل إلى مكة، فهو مستطيع مادّياً.
اغتنم خمسا قبل خمس عمر عبد الكافى
(شرح حديث اغتنم
خمسا قبل خمس) والشباب رمز النشاط وقوة الأعضاء على العبادة فليذكر
سرعة زوالها وإنها نومة لا يندم إلا بعد يقظته منها. ويذكر أنه
يتعقبها ضعف القوي وتخاذل الأعضاء وأنه تعالى سيجعل من بعد قوة ضعفا وشيبة
فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص: (بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ
القرآن كله في ليلة، فدعاه فقال: اقرأه في شهر؟ قال: إني أستطيع أكثر من
ذلك قال: اقرأه في عشرين ليلة، فقال: إني أستطيع أكثر من ذلك، وهكذا
حتى نزل معه إلى ثلاثة أيام) وهو يقول: إني أستطيع أكثر من ذلك أي:
غداً يأتيني الكبر ولا أقدر أن أقرأ، فكان يغتنم شبابه لهرمه، وكان يستطيع
أن يصلي شيئاً من الليل، ويستطيع أن يصوم بعض الأيام، ويستطيع أن يكتسب
ويتصدق، فلما جاءه الهرم عجز. [وصحتك قبل سقمك،] يعني: اغتنم الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن
يحول بينك وبينها المرض فالإنسان في ليلة وضحاها يمرض من حيث لا يشعر
وبعد مرضه لا يستطيع العمل أو يضعف في العمل لما يصيبه من التعب والارهاق
والانشغال بالأدوية والعلاج عما سوى ذلك وهذا لا يعارض الحديث الآخر
[إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما] لأن التحذير
هنا ممن لا يعمل لا ممن عمل ثم تركه بسبب الأمراض فيكتب له يقول
النبي عليه الصلاة والسلام: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) فهل
يقبل الله منك وأنت معافى، ثم أنت مريض يتخلى عنك؟ لا والله!
اغتنم خمسا قبل خمس English
واعلموا – رعاكم الله – أن الكيِّس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتْبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. اغتنم خمساً قبل خمس - محمد الأمين إسماعيل. واعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هُدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة. وصلّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا". اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكرٍ الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اغتنم خمسا قبل خمس الدرر السنية
وهي دعوة عظيمة مباركة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلنجمع -يا معاشر المؤمنين- لأنفسنا بين حسن الدعاء والالتجاء، وحسن العمل والإقبال على الله تبارك وتعالى، والرعاية للأوقات والحفظ للأعمار وحُسن الإقبال على الله العزيز الغفار. ونسأل الله جل في علاه أن يصلح أحوالنا أجمعين، وأن يهدينا إليه صراطًا مستقيما، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين؛ إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل. اغتنم خمسا قبل خمس. الخطبة الثانية: الحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد عباد الله: اتقوا الله تبارك وتعالى في الغيب والشهادة والسر والعلانية، اتقوا الله جل وعلا تقوى من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه. واعلموا -رعاكم الله- أن هذه الحياة الدنيا دار ممرٍ وعبور وليست دار خلودٍ وبقاء؛ فعن علي رضي الله عنه قال: «ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ».
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).