أمام شجرة الإيمان، وقفنا في مرحلةٍ سابقة لنقطف ثمرة: "الدفاع الإلهي عن أهل الإيمان" من هذه الشجرة الباسقة، وسلّطنا الضوء على هذا الدفاع وأدلّته، ونماذج وقوعه وشواهد حصوله، وأنه حقيقةٌ لا ريب فيها، وإن تأخّرت أسبابه؛ لحكمةٍ إلهيّة قد تخفى حقيقتها علينا. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ | تفسير ابن كثير | يونس 64. واليوم، نتّجه صوب ثمرةٍ أخرى من ثمار الإيمان اليانعة، ثمرة تهفو إليها النفوس، وتصبوا لها القلوب، وتتطلّع إليها الأنظار؛ لأن الحائز عليها حبيب الرحمن، والظافر لها قريبٌ من الكريم المنّان، تلك هي ثمرة: الولاية الإلهيّة لأهل الإيمان. أسعد الناس بهذه الولاية هو من أحسن في إيمانه، وأحسن في عمله، وأحكم تقواه، والله سبحانه وتعالى مدح في كتابه أولياءه، مدحاً يقتضي عظيم منزلتهم، ورفعة درجتهم، وجميل ثوابهم، وكريم مآبهم، وحُسن عاقبتهم، ثم ربط هذه الولاية بصفة الإيمان، فلا ينالها إلا المؤمنون، ولا يحظى بها إلا المتقون، ونجد ذلك ماثلاً في سورة يونس في قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} (يونس:62 – 64). فانظر كيف استطاعت هذه الآيات القرآنية العظيمة أن تُحدث الاستثارة الذهنيّة عند المستمع إليها، تجاه الطريق الذي يوصل إلى هذا المقام الإيماني البديع، فليس أعظم عند أهل التوحيد من نيل الولاية الإلهيّة، فهم الذين: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، فلا حزن على ما أسلفوا في حياتهم، ولا حسرة على ما فاتهم من حظوظ الدنيا، وفي المقابل: لا خوف فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال، بدءاً بلحظة فراق الروح للجسد، ومروراً بالحياة البرزخيّة، حتى وصولهم إلى دار القرار، فإن موئلهم إلى جنّات النعيم، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ | تفسير ابن كثير | يونس 64
﴿ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [ يونس: 64]
سورة: يونس - Yūnus
- الجزء: ( 11)
-
الصفحة: ( 216) ﴿ For them are glad tidings, in the life of the present world (i. e. righteous dream seen by the person himself or shown to others), and in the Hereafter. No change can there be in the Words of Allah, this is indeed the supreme success. لهم البشرى في الحياة الدنيا ماهذه البشرى. ﴾
لهؤلاء الأولياء البشارة من الله في الحياة الدنيا بما يسرُّهم، وفي الآخرة بالجنة، لا يخلف الله وعده ولا يغيِّره، ذلك هو الفوز العظيم؛ لأنه اشتمل على النجاة مِن كل محذور، والظَّفَر بكل مطلوب محبوب. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة يونس Yūnus الآية رقم 64, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة:
رقم الأية:
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة: الآية رقم 64 من سورة يونس
الآية 64 من سورة يونس مكتوبة بالرسم العثماني
﴿ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [ يونس: 64]
﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ﴾ [ يونس: 64]
تفسير الآية 64 - سورة يونس
وقوله- سبحانه-هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِزيادة تكريم وتشريف لهم.
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ~ - نهار الامارات
أخبر في هذا الحديث: أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى؛ فإن الله وعد أولياءه – وهم المؤمنون المتقون – بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة. 3 – الرؤيا الصالحة: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الحسنة هي البشرى التي يراها المؤمن أو ترى له) {صحيح الجامع}. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ~ - نهار الامارات. ولفظ ابن أبي شيبة وابن ماجة: جزء من سبعين جزءا من النبوة). وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات ثم ليستعذ بالله من الشيطان، فإنها لا تضره). وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هو قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} (الأحزاب الآية 47).
تفسير لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك [ يونس: 64]
– {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (التوبة112). – {… وَبَشِّرِ ذلك هو الفوز العظيم} (يونس: 62- 64)
فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له، مسهلة عليه، ويجد نفسه محفوظاً بحفظ الله من الأعمال التي تضره، كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبة أمره؛ لأن أعظم علامات الإيمان محبة الخير، والرغبة فيه، والسرور بفعله. تفسير لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك [ يونس: 64]. 2- ومن البشرى في الحياة الدنيا، محبة المؤمنين للعبد: لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} أي محبة منه لهم، وتحبيباً لهم في قلوب العباد. ومن ذلك الثناء الحسن: فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له. والمؤمنون شهداء الله في أرضه. إذا عمل العبد عملاً من أعمال الخير ، وترتب على ذلك محبة الناس له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم له – كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة، التي جعل الله فيها خيراً وبركة. عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: (قيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده – أو يحبه – الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن) رواه مسلم.
16-11-2018, 09:34 PM
المشاركه # 1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 34, 865
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك اذْكُرُوا اللَّهَ
سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
ردد.. معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
أنــــــــــــــــــــــواع البشـــــــــــــــارة يقول تعالى: ( لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ). البشرى تعني البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة. والبشـــــــارة في الحياة الدنيا أنواع:
فمنها: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له يعني يرى في المنام مايسره ، أو يرى له أحد من أهل الصلاح
مايسره، مثل أن يرى أنه يُبشَّر بالجنة، أو يرى أحد من الناس أنه في الجنة، أو ماأشبه ذلك، أو يُرَى على هيئة صالحة،
المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرؤيا الصالحة يراها أو تُرَى له:
"تلك عاجل بشرى المؤمن". ومنها: أن الإنسان يُسَرُّّ بالطاعة ، ويفرح بها وتكون قرة عينه، فإن هذا يدل على أنه من أولياء الله.