يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
قوله تعالى: يدنين عليهن من جلابيبهن فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الجلباب الرداء ، قاله ابن مسعود والحسن. الثاني: أنه القناع; قاله ابن جبير. [ ص: 424] الثالث: أنه كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها ، قاله قطرب. وفي إدناء جلابيبهن عليهن قولان:
أحدهما: أن تشده فوق رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها ، قاله عكرمة. الثاني: أن تغطي وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى ، قاله عبيدة السلماني. ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين فيه وجهان:
أحدهما: ليعرفن من الإماء بالحرية. يدنين عليهن من جلابيبهن تفسير ابن كثير - مجلة أوراق. الثاني: يعرفن من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء. قوله: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الزناة ، قاله عكرمة والسدي.
يدنين عليهن من جلابيبهن تفسير ابن كثير - مجلة أوراق
(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ـ 6 / 645). وقال أيضا: (( والعجب كل العجب ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري)) اهـ.
وفي نهاية استدلالها أكدت عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أنه على المرأة أن تلتزم بجميع الفرائض التي فرضها المولى عز وجل عليها حتى تنال أجرها كاملًا، وأن من صامت والتزمت بالحجاب الشرعي أفضل ممن لم تلتزم بالحجاب