علي البياتي، ماذا نقول في سجدة التلاوة. - YouTube
ماذا نقول عند السجود في القرآن
وأما قولهم: إنها ليست من عزائم السجود، فيقال: ما المقصود بالعزائم؟ إن قصد بالعزائم أن سجودها عزيمة، وواجب، وهو ما ثبت موافقةً للدليل، قلنا: نعم، فليست سجدة (ص) ولا غيرها من السجدات عزائم. وإن قيل: إن عزيمة معناه أن سجودها ليس لأجل التلاوة ذاتها، ولكن لأجل شكر داود عليه السلام لربه، فكما أن العبد يشكر ربه بالدعاء، فيشكر ربه بالصلاة. قيل: تعليل النبي صلى الله عليه وسلم سجود داود بأنه للشكر، لا ينفي مشروعية السجود بدليل أنه سجد، فاقتداؤنا هو بفعله صلى الله عليه وسلم لا بفعل داود كما نقول ذلك في صيام عاشوراء، فاقتداؤنا هو بفعله لا بفعل موسى، كما نقول أيضاً في السعي بين الصفا والمروة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند ابن خزيمة عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت هاجر ، فاقتداؤنا في السعي بين الصفا والمروة إنما هو بفعله لا بفعل هاجر ، وهذا إن شاء الله بين واضح والله أعلم. ماذا نقول عند السجود في القرآن. وعلى هذا: فإن الراجح والله تبارك وتعالى أعلم: أن سجدات التلاوة خمس عشرة سجدة، وكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد في المفصل، فهذا ليس فيه دلالة على عدم مشروعية السجود، ولكنه دليل على عدم وجوب سجود التلاوة، بدليل: أن ما حفظ عنه عليه الصلاة والسلام في أنه لم يسجد، قد حفظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه سجد، هذه هي قاعدة هذه المسألة.
2- سجود التلاوة سنة وليس واجب، وإذا لم يسجد القارئ سجود التلاوةفلا يصح الإتيان بالتسبيح أو شيء من الأذكار بدلاً منه، بل هذا من البدع المحدثة التي ينبغي النهي عنها. فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " « مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » "(متفق عليه). وَسُئِلَ ابن حجر رحمه الله عن قول بعضهم: ( { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ}) عِنْدَ تَرْكِ السُّجُودِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ لِحَدَثٍ أَوْ عَجْزٍ عَنْ السُّجُودِ؟ فَأَجَابَ: " إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ. فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إذا مر القارئ بآية سجدة، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً، ولا يجب السجود على القول الراجح؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود؛ لأن ذلك بدعة، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود".
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، [ ص: 550] عن مجاهد ، مثله. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: الجنة ، وقرأ قول الله جل ثناؤه ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) قال: فالجنة مبتدؤها في الأرض ثم تذهب درجات علوا ، والنار مبتدؤها في الأرض ، وبينهما حجاب سور ما يدري أحد ما ذاك السور ، وقرأ ( باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) قال: ودرجها تذهب سفالا في الأرض ، ودرج الجنة تذهب علوا في السماوات. ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر تفسير. حدثنا محمد بن عوف ، قال: ثنا أبو المغيرة ، قال: ثنا صفوان ، سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان: هل لأنفس المؤمنين مجتمع ؟ قال: فقال: إن الأرض التي يقول الله ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: هي الأرض التي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث. وقال آخرون: هي الأرض يورثها الله المؤمنين في الدنيا. وقال آخرون: عني بذلك بنو إسرائيل ، وذلك أن الله وعدهم ذلك فوفى لهم به. واستشهد لقوله ذلك بقول الله ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) وقد ذكرنا قول من قال ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) أنها أرض الأمم الكافرة ، ترثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول ابن عباس الذي روى عنه علي بن أبي طلحة.
تفسير: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) - طريق الإسلام
القول في تأويل قوله تعالى: ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( 105))
اختلف أهل التأويل في المعني بالزبور والذكر في هذا الموضع ، فقال بعضهم: عني بالزبور كتب الأنبياء كلها التي أنزلها الله عليهم ، وعني بالذكر: أم الكتاب التي عنده في السماء. ذكر من قال ذلك: حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، قال: ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، قال: سألت سعيدا ، عن قول الله ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) قال: الذكر: الذي في السماء. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، في قوله ( ولقد كتبنا في الزبور) قال: قرأها الأعمش: ( الزبر) قال: الزبور ، والتوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، ( من بعد الذكر) قال: الذكر الذي في السماء. تفسير: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) - طريق الإسلام. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( الزبور) قال: الكتاب ، ( من بعد الذكر) قال: أم الكتاب عند الله. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله ( الزبور) قال: الكتاب ، ( بعد الذكر) قال: أم الكتاب عند الله.
وقال مجاهد عن ابن عباس {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة, وكذا قال أبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي وأبو صالح والربيع بن أنس والثوري, وقال أبو الدرداء نحن الصالحون. وقال السدي: هم المؤمنون". ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. وقد نحى جميع المفسرون الذين أطلعت على تفاسيرهم هذا المنحى في تفسيرهم لهذه الآية كما في تفسير الطبري والقرطبي والرازي والشوكاني والزمخشري والسعدي والألوسي وظلال القرآن. وإذا كان هؤلاء المفسرين على كثرتهم وعلى تفرغهم لمهمة تفسير القرآن الكريم وكذلك توفر نسخ من الكتب المقدسة بين أيديهم لم يتمكنوا من الاهتداء إلى نص الزبور الذي نحن بصدده فكيف يمكن لرجل أمي يعيش في وسط أمة أمية كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يشير إلى وجود نص في الزبور يؤكد على أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون! وعندما قمت بالبحث باستخدام الحاسوب عن موضوع وراثة الصالحين للأرض في العهد القديم المكون من ستة وأربعين سفرا بما فيها أسفار موسى عليه السلام الخمسة التي تسمى التوراة وكذلك في العهد الجديد المكون من سبعة وعشرين سفرا بما فيها الأناجيل الأربعة لم أعثر على هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال إلا في موضعين الأول في الإصحاح الخامس من إنجيل متى وبشكل مقتضب وهي جملة " 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ " أما الموضع الثاني فقد كان في سفر مزامير داوود عليه السلام.