والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وهالكة وزائلة إلا ذاته تعالى ، فإنه الأول الآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء. قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب " التفكر والاعتبار ": حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا عمر بن سليم الباهلي ، حدثنا أبو الوليد قال: كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه ، يأتي الخربة فيقف على بابها ، فينادي بصوت حزين فيقول: أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول: ( كل شيء هالك إلا وجهه). وقوله: ( له الحكم) أي: الملك والتصرف ، ولا معقب لحكمه ، ( وإليه ترجعون) أي: يوم معادكم ، فيجزيكم بأعمالكم ، إن كان خيرا فخير ، وإن شرا فشر. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 88. [ والله أعلم. آخر تفسير سورة " القصص "]
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 88
وقال البيضاوي: «كل شيء هالك إلا وجهه» إلا ذاته، فإن ما عداه ممكن هالك في حد ذاته معدوم. وحاصله آيل إلى أن المراد بهلاك كل شيء، أنه هالك في حد ذاته، لضعف الوجود الامكاني، فالتحقق بالهالك المعدوم، كما تدل عليه صيغة الفاعل، فإنها ليست بمعنى الاستقبال على معنى أنه سيهلك، بل هو على حقيقته من معنى الحال، فإن سلسلة الممكنات لضعف وجوداتها الغيرية هالكة في حدود ذواتها أزلاً وأبداً. وقد أشار إليه بهمنيار في التحصيل وغيره، حيث قال: كل ممكن بالقياس إلى ذاته باطل، وبه تعالى حق، كما يرشد إليه قوله تعالى «كل شيء هالك إلا وجهه». كل شيء هالك إلا وجهه. فهو آناً فآناً يحتاج إلى أن يقول له الفاعل الحق: كن، ويفيض عليه الوجود، بحيث لو أمسك عنه هذا القول والإفاضة طرفة عين، لعاد إلى البطلان الذاتي والزوال الأصلي، كما أن ضوء الشمس لو زال عن سطح المستضيء لعاد إلى ظلمته الأصلية، فله الحمد أنه مالك هو باق وغيره هالك. وفي كتاب التوحيد: عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في «كل شيء هالك إلا وجهه» قال: من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ والأئمة من بعده، فهو الوجه الذي لا يهلك، ثم قرأ «من يطع الرسول فقد أطاع الله»([4]).
سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها (14)
﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية. المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال. المطلب الثالث: الترجيح. ♦ ♦ ♦
المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية:
﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]. يتمثل وجه توهم الإشكال في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾؛ حيث ورد عن بعض السلف تفسير الآية بغير صفة الوجه، فهل يصحُّ تفسيرها بذلك؟ [1]. هذا ما أحاول الجواب عنه في المطالب التالية:
المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال:
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على أقوال أهمها:
القول الأول: أن المراد بهذه الآية صفة الوجه لله عز وجل، وممن قال بذلك الشافعي [2] ، والدارمي [3] ، والطبري [4] ، وابن خزيمة [5] ، وقول للبخاري [6] ، واللالكائي [7] ، والملطي [8] ، والسمعاني [9] ، وابن أبي يعلى [10] ، والأصبهاني [11] ، وقول لابن تيمية [12] ، وقول لابن كثير [13] ، وابن أبي العز [14] ، والشنقيطي [15] ، وابن عثيمين [16].
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) يقول تعالى ذكره: ( وَتَفَقَّدَ) سليمان (الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ). وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد. وكان سبب تفقده الطير وسؤاله عن الهدهد خاصة من بين الطير, ما حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, قال: سمعت عمران عن أبي مجلز, قال: جلس ابن عباس إلى عبد الله بن سلام, فسأله عن الهدهد: لم تفقَّده سليمان من بين الطير فقال عبد الله بن سلام: إن سليمان نـزل منـزلة في مسير له, فلم يدر ما بُعْد الماء, فقال: من يعلم بُعْد الماء؟ قالوا: الهدهد, فذاك حين تفقده. حدثنا محمد, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا عمران بن حدير, عن أبي مجلز, عن ابن عباس وعبد الله بن سلام بنحوه. حدثني أبو السائب, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن المنهال, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: كان سليمان بن داود يوضع له ستّ مائة كرسي, ثم يجيء أشراف الإنس فيجلسون مما يليه, ثم تجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي الإنس قال: ثم يدعو الطير فتظلهم, ثم يدعو الريح فتحملهم, قال: فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر, قال: فبينا هو في مسيره إذ احتاج إلى الماء وهو في فلاة من الأرض, قال: فدعا الهدهد, فجاءه فنقر الأرض, فيصيب موضع الماء, قال: ثم تجيء الشياطين فيسلخونه كما يسلخ الإهاب, قال: ثم يستخرجون الماء.
التفقد أهميته التربوية والإدارية – رابطة علماء إرتريا
فقال له نافع بن الأزرق: قف يا وقاق، أرأيت قولك الهدهد يجيء فينقر الأرض, فيصيب الماء, كيف يبصر هذا, ولا يبصر الفخّ يجيء حتى يقع في عنقه؟ قال: فقال له ابن عباس: ويحك إن القدر إذا جاء حال دون البصر. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: كان سليمان بن داود إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير, وقام له الجنّ والإنس حتى يجلس على سريره, حتى إذا كان ذات غداة في بعض زمانه غدا إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه, فتفقد الطير. وكان فيما يزعمون يأتيه نوبا من كل صنف من الطير طائر, فنظر فرأى من أصناف الطير كلها قد حضره إلا الهدهد, فقال: ما لي لا أرى الهدهد. التفقد أهميته التربوية والإدارية – رابطة علماء إرتريا. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: أوّل ما فقد سليمان الهدهد نـزل بواد فسأل الإنس عن ماءه, فقالوا: ما نعلم له ماء, فإن يكن أحد من جنودك يعلم له ماء فالجنّ فدعا الجنّ فسألهم, فقالوا: ما نعلم له ماء وإن يكن أحد من جنودك يعلم له ماء فالطير, فدعا الطير فسألهم, فقالوا: ما نعلم له ماء, وإن يكن أحد من جنودك يعلمه فالهدهد, فلم يجده, قال: فذاك أوّل ما فقد الهدهد.
بقلم الشيخ/ إسماعيل عمار الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد: في هذا المقال المختصر أتناول موضوع التفقد من خلال العناصر التالية: الباعث لطرق الموضوع _ التعريف_ أهميته عند المسلمين _ من صور التفقد عند السابقين _ كثرة الأجر بتنوع التفقد _ أثر التفقد على الإدارة _ الخاتمة. وتفقد الطير فقال مالي mp3. الباعث لبحث الموضوع: إن الحالة العامة لأوضاع الناس في واقعنا المعاصر يغلب فيها الانشغال كل بنفسه في ظل ضغوطات الحياة وغياب أو ضعف روابط الأخوة الإيمانية حيث الأنانية وحب الذات أصبح سمة وشعار الناس: نفسي نفسي ، سمة بارزة إلا من رحم الله ، مما يتطلب البحث عن علاج لهذا الداء ، ولعلنا من خلال خلق التفقد نصل لشيء من إحياء الروابط وبعث الهمم والشعور بالآخرين وتفقد أحوالهم،
تعريف التفقد: تفقد الشئ تطلبه عند غيبته كما في القاموس المحيط ، "وتفقدت المرأة حليها الضائع بحثت عنه. وتفقد الشخص هو: السؤال عنه ومعرفة سبب غيابه وحاله ومآله وتقديم يد العون له إذا احتاج. [موقع المعاني في النت] لذلك ". أهمية التفقد في حياة المسلمين: إن خلق التفقد أدب كريم يدعو إليه الإسلام ، وتحمله النفوس الطيبة وهو ما يبعث على إيجاد مجتمع مترابط الأوصال تسود بين أفراده المحبة وطيب العشرة كي يصبح حال المسلمين كالجسد الواحد كما قال صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أخرجه مسلم.