حكم إفراد يوم السبت بصوم
هنا عندنا مقامان: المقام الأول: هل صح نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن إفراد السبت بالصيام؟ فإذا صح فكيف نوجه ما إذا كان هناك صيام مثل عرفة وما أشبه ذلك؟
بالنسبة للمقام الأول: حديث صلة بنت بسر في النهي عن الصيام يوم السبت لا يصح، وقد حكم الأئمة المتقدمون وجماعة من المتأخرين بأن الحديث فيه اضطراب وأنه لا يصح من حيث الإسناد. وأما من حيث المعنى وحيث النظر إلى متن الحديث، فمتن الحديث فيه نكارة، إذ إن معنى الحديث: النهي عن صيام السبت مطلقاً سواء كان معه غيره أو لم يكن معه غيره، سواء كان معه ما يصومه الإنسان يتقدم يوم أو يتأخر يوم أو أفرده بالصيام، وبالتالي فالإجماع منعقد على أنه لا يصح، وأن هذا المعنى غير ثابت لثبوت صيام يوم قبله في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: « لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تقدموه بيوم أو تصوموا بعده يوم » كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وكذاك من حديث جويرية، ومن طرق عديدة عن الصحابة رضي الله عنهم. فالمقصود أن صيام السبت مقروناً بغيره لا نهيَ عنه، بل الأحاديث واضحةٌ وجليَّةٌ في صحة أن يُصام السبت مع غيره، في حين أنَّ الحديث يفيد أنه لا يُصام مطلقاً، حتى لو كان مع غيره في غير الفريضة.
حكم ومقاصد الصيام
زكاةٌ الفطر. : زكاة الفطر هي صدقة معلومة بمقدار معلوم، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة، عن طائفة مخصوصة، لطائفة مخصوصة، تجب بالفطر من رمضان، طهرة للصائم: من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين. وهي صدقةٌ مُقدَّرة عن كلِّ مسلمٍ قبل صلاةِ عِيدِ الفِطر.. الحِكمةُ من مشروعية زكاة الفِطر: لمشروعية زكاةِ الفِطرِ حِكَمٌ عظيمةٌ؛ منها: 1- أنَّها طُهرةٌ للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفث. 2- أنَّها طُعمةٌ للمساكينِ؛ ليستغنوا بها عن السُّؤالِ يومَ العِيدِ، ويشتركوا مع الأغنياءِ في فرحةِ العيد. وهاتان الحِكمتان: نُصَّ عليهما في حديثِ ابنِ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر؛ طُهْرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ، مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ)). 3- أنَّها زكاةٌ للبَدَنِ؛ حيث أبقاه اللهُ تعالى عامًا مِنَ الأعوامِ، وأنعَمَ عليه بالبَقاءِ؛ ولأجْل ذلك وجبَت للصَّغيرِ الذي لا صَومَ عليه، والمجنونِ، ومَن عليه قضاءٌ قبل قضائِه. حكم ومقاصد الصيام. 4- أنَّها مِن شُكرِ نِعَمِ الله على الصَّائمينَ بالصِّيامِ، كما أنَّ مِن حِكَمِ الهدايا شُكرُ نِعمةِ اللهِ بالتَّوفيقِ لحجِّ بيتِه الحرامِ، فصَدَقةُ الفِطرِ كذلك؛ ولذلك أُضيفَتْ إلى الفِطرِ إضافةَ الأشياءِ إلى أسبابِها.
الحكمة من صيام أيام البيض
فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي فريضة الصيام طاعة لله وامتثالًا، وهي الغاية التي تتطلع إليها الأرواح وهذه العبادة أداة وطريق موصل إليها؛ كما قال سبحانه: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾. وإن الناظر في كتاب الله يلحظ ما أعده الله لهم في الأجر العظيم والثواب الكبير، ودعانا للمسارعة؛ فقال: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [القلم: 34]، وقال: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 33]، الآيات.
والحكمة الثانية: أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ؛ فأحب صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم ؛ كما جاء ذلك في الحديث المذكور. وهل ينزل الحق تبارك وتعالى في هذه الليلة ، أو يطلع على خلقه فقط ؟ فالجواب أن الروايات جاءت بأنه اطلاع ، وأكثرها صحيح ، وجاءت روايات أخرى كثيرة بلفظ النزول ، وما وقفت عليه منها ضعيف ، وصحح بعض المحدثين المتأخرين منها حديثاً ؛ فإن صح فلا يعارض ما جاء في الروايات الصحيحة من الاطلاع ؛ لأن النزول زيادة على الاطلاع يجب الأخذ بها إذا صح بها الخبر. ومن المعلوم في معتقد السلف أن هذا النزول حقيقي يليق بجلال الله لا تعرف كيفيته ، ولا يشبه نزول المخلوقين. وهل صيام شعبان كله سنة ؟
الظاهر من هديه صلى الله عليه وسلم أنه صام أكثره ، والذي جاء في حديث عائشة بأنه كان يصومه كله معارض ببعض روايات حديث عائشة نفسه حيث جاء فيها: كان يصومه إلا قليلاً. وقد وجهه العلماء ؛ كابن المبارك فقال ؛ كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (2/372): جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يُقال صام الشهر كله ، ويؤيده ؛ كما قال ابن حجر في "فتح الباري"(3/732): ما ثبت في صحيح مسلم من حديثها أنها قالت: ولا صام شهراً كاملاً قط منذ قدم المدينة غير رمضان.
[7]
مبطلات المسح على الخفين والجوربين
للمسح على الخفين والجوربين نواقضٌ ومبطلاتٌ، وأوّلها أن تنتهي المدّة الشّرعيّة المحدّدة للمسح والّتي هي كما ذُكر سابقاً ثلاثة أيّامٍ بلياليها للمسافر ويومٌ وليلةٌ للمقيم، أمّا النّاقض الثّاني فهو الجنابة والّتي تستوجب الغسل وبذلك يجب خلع الخفّ أو الجورب وغسل القدمين، والنّاقض الثّالث والأخير هو نزع الخفّ أو الجورب خلال المدّة المحدّدة للمسح كخلعهما للرّاحة ليلاً أو تبديلهما ولكن في هذه خلافٌ بين أهل العلم إن كان يبطل المسح أم لا والله ورسوله أعلم. [8]
هل يجوز المسح على الجوارب بدون عذر
لم يرد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أنّه ربط المسح على الخفين والجوربين بأيّ عذرٍ ولم يكن مشروطاً ببردٍ أو مرضٍ ومإ إلى ذلك من أعذارٍ قد تخفّف و تسهّل من الأحكام الشّرعيّة بل كان جوازه مطلقاً وفي أيّ وقت ولكن كان لا بدّ من عدم اختلال أيّ شرطٍ من شروط المسح على الجوربين والخفين الّتي ذكرت فيما سبق، لكن في مذهب مالك قد قالوا أنّه لا يجوز المسح إلّا لوجود حاجةٍ وضرورة. [9]
الحكمة من مشروعية المسح على الخفين والجوربين
إنّ دين الإسلام دين يسرٍ لا دين عسرٍ فيه الكثير من التّسهيلات في تفاصيل العبادات لكي لا يحمل العبد أكثر من طاقته وهذه السّمة يتّفرد بها دين الإسلام عن غيره من الدّيانات، وشرّع الله في سنن نبيّه عليه الصّلاة والسّلام المسح على الخفين والجوربين لحكمةٍ ألا وهي التّخفيف والتّسهيل على الّذين يستصعبون غسل القدمين عند الوضوء كالمرضى وخصوصاً في فصل الشّتاء والبرد، كذلك سهّل على المسافرين من أن يخلعوا نعالهم كلّما أرادوا الوضوء فيشقّ عليهم فأمر بالمسح مع التزام الشّروط ليصحّ فعلهم وعملهم والله الميسّر والمعين.
حكم المسح على الخفين والجوربين - موقع محتويات
يَمسَحُ المقيمُ يومًا وليلة، والمسافرُ ثلاثةَ أيَّام بلياليهنَّ؛ وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/48)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/8). ، والشَّافعيَّة ((روضة الطالبين)) للنووي (1/131)، وينظر: ((الأم)) للشافعي (1/50). مدة المسح على الخف والجورب للمقيم - مجلة أوراق. ، والحنابلة ((الإنصاف)) للمرداوي (1/176)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (1/63) ، وهو روايةٌ عن مالك ((التمهيد)) لابن عبدِ البَرِّ (11/152)، ((حاشية العدوي)) (1/296) ، وقالت به طائفةٌ من السَّلَفِ قال به الثوريُّ، والأوزاعيُّ، والحسن بن حي، وداود، والطبريُّ. يُنظر: ((التمهيد)) لابن عبدِ البَرِّ (11/152). ، واختاره ابنُ حَزمٍ قال ابن حزم: (فكلُّ ما ذَكَرْنا إذا لُبِسَ على وضوء، جاز المسحُ عليه للمُقيمِ يومًا وليلةً، وللمسافِرِ ثلاثةَ أيَّام بلياليهنَّ). ((المحلى)) (1/321). الأدلَّة: أولًا: مِن السُّنَّةِ 1- عن شُرَيحِ بنِ هانئ قال: ((أتيتُ عائشةَ أسألُها عن المسح على الخفَّين، فقالت: عليكَ بابنِ أبي طالبٍ، فسلْه؛ فإنَّه كان يسافِرُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسألْناه، فقال: جعَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثةَ أيَّامٍ ولياليهنَّ للمسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيم)) رواه مسلم (276).
مدة المسح على الخف والجورب للمقيم - مجلة أوراق
ثانيا: أن يكونَ الملبوس ساترًا لمحلِّ الفرْض؛ أي: يكون ساترًا للكعبين فلا يجوز المسحُ على خفٍّ أو جورب حدَر الكعبين أو واسعان يظهر ويُرى منهما الكعبان، ولا على الجوربِ الذي لا يستُر البشرَةَ ويصفها أو فيه خروقٌ تُرَى معها الرِّجل، فلا بدَّ أن يكون الممسوح ساترًا للرِّجل، وأن يكون ثابتًا بنفسه عند المشي، وأن يكون الممسوحُ طاهرًا ليس فيه نجاسة، وأن يكونَ مباحًا فلا يصحُّ على مغصوب ولا مسروق. وابتداء مُدَّة المسْح من الحدَث، فإذا لبس الخفَّيْن أو الجوربين الموصوفين بعدَ كمال الطهارة مسَح عليهما إلى الوقت الذي أحْدث فيه، فإنْ خلعَه بعدَ المسْح بطل المسحُ فلا يخلعه ويُعيده، بل لابدَّ مِن إعادة الوضوء مِن جديد ويستأنِف مدَّةً جديدة. مدة المسح على الخف والجورب للمقيم يوم وليلة صح أم خطأ - ما الحل. ومَن مسَح وهو مسافرٌ، ثم حضَر إلى بلده فتكون مدَّة مسحِه مدةَ المقيم، أو مسَح في بلده ثم سافَر فمُدَّتُه مدَّةُ مقيم، أو شكَّ متى بدأ المسح فمُدته مدَّة مقيم؛ أي: يوم وليلة، والمسْح على الخفِّ والجورب يكون في الحدَث الأصْغر، أما الحدَث الأكبر وهو ما يُوجِب الغسلَ فلا بدَّ من خلْع الممسوح. البعضَ قد يلبس الجورب والخفَّ فيمسح عليهما جميعًا، وعندما يريد دخولَ مجلس أو ينام يخلَع الخفَّ ويترك الجورب، ثم يمسح عندَ الوضوء، فهذا المسح بعد الخلع غيرُ جائز؛ لأنَّه بطَل المسح بخلْع الخف حيث جعَلها مع الجوربِ كالواحد.
مدة المسح على الخف والجورب للمقيم يوم وليلة صح أم خطأ - ما الحل
مده المسح على الخف والجورب للمقيم
يسرنا نحن فريق موقع جيل الغد jalghad أن نظهر لكم كل الاحترام لكافة الطلاب وأن نوفر لك الاجابات النموذجية والصحيحة للاسئلة الصعبة التي تبحثون عنها, على هذا الموقع ومساعدتك عبر تبسيط تعليمك ويساعد الطلاب على فهم وحل الواجبات المنزلية و حل الاختبارات والآن نضع السؤال بين أيديكم والى نهاية سؤالنا نضع لكم الجواب الصحيح لهذا السؤال الذي يقول:..
مده المسح على الخف والجورب للمقيم؟
الإجابة الصحيحة هي:
يوم وليلة.
مدة المسح على الخفين للمقيم والمسافر - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية
السؤال:
من اليمن الشمالي رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة وقع في نهايتها، يقول: الأستاذ: صلاح طاهر أبو غنام، فلسطيني يعمل باليمن الشمالي، يقول في أحد أسئلته: كما نعرف بالنسبة للمسح على الخفين، فإنه يجوز المسح للمقيم يومًا وليلة، أي: بمعنى خمسة أوقات، والسؤال هو: متى يبدأ وقت المسح؟ هل يبدأ من لبس الخف؟ أم يبدأ من بداية المسح؟
الجواب:
الصواب أنه يبدأ من المسح بعد الحدث، إذا لبسته على طهارة، ثم أحدثت ببول، أو ريح، أو غيرهما، ثم توضأت أول وضوء هذا هو المبدأ، فإذا أحدثت مثلًا: بعد الظهر، ثم توضأت للعصر؛ يكون وضوء العصر هو أول شيء، فإذا جاء العصر الثاني تخلع. وهكذا لو أحدثت الضحى، ومسحت على الخفين بعد الطهارة من الظهر يكون المبدأ الظهر، فإذا جاء الظهر غدًا خلعت، وتوضأت للظهر، وهكذا، البدء يكون من المسح بعد الحدث في الطهارة التي بعد الحدث أول ما لبست. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
فينبغي في مِثل هذه الحالة أن يكونَ المسح عند الابتداء فيه على الجوربِ وحْده دون الخف، فإذا مسح على الجورب وحدها ثم لبس الخفِّ وخلعها، فإنَّ ذلك لا يؤثِّر حيث أصبحتْ بمثابة الحذاء تُلبس وتخلع، والحُكم في المسح للجورب وحدها. اقرأ أيضا: بيت الزكاة والصدقات المصري يقرر تعجيل صرف إعاناته الشهرية مع اقتراب عيد الفطر صِفة المسح أن يبتدئ مِن أصابع الرِّجْل إلى الساق على أعْلى الممسوح فيَضع يدَه اليُمنى على أطرافِ أصابع رِجله اليمنى ويدَه اليسرى على أطرافِ أصابع رِجله اليُسرى ويمسحهما إلى الساقين، هذه صِفة المسح المسنون. فعن المغيرة بن شُعْبةَ - رضي الله عنه -: ((أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مسَح على خُفِّه ووضَع يدَه اليُمنى على خفِّه الأيمن، ويدَه اليُسرى على خفِّه الأيسر، ثم مسَح إلى أعلاه مسحةً واحدة)). هذا فيما يَتعلَّق بالخفَّين، أمَّا في الجبيرة على العضو المصاب كالكَسْر أو الشجَّة أو الجرْح، فالمسح عليها عزيمةٌ؛ لأنَّ غسلَ المصاب قد يضرُّ.