ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرحُ لصدر العبد من ذلك... وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حسَّ به، وكلما كانت المحبَّة أقوى وأشدَّ، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن، فرؤيتهم قذى عينه، ومخالطتهم حمى روحه. ومنها: دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه. رب اشرح لي صدري واحلل عقدة. ومنها بل من أعظمها: إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي تُوجِب ضيقه وعذابه، وتَحُول بينه وبين البُرء، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظَ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما. ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال، والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان؛ فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيقُ الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا.
رب اشرح لي صدري واحلل عقدة
ومنها: الشجاعة: فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متَّسع القلب، والجبان: أضيق الناس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له. ومنها: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلامًا وغمومًا، وهمومًا في القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم! وما أنكد عيشه! وما أسوأ حاله! وما أشدَّ حصر قلبه! رب اشرح لي صدز. ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم! فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13]، ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 14]. وفي الختام، فمن أحس بضيق في صدره، فليكثر من هذا الدعاء: ربِّ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري. سُئل العلامة ابن عثيمين: أشعر بعض الأحيان بالضيق والاكتئاب، فما العلاج مأجورين؟
فأجاب رحمه الله: ليُكثر أيضًا من هذا الدعاء: ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري. اللهم اشرح لنا صدورنا، ويسِّر لنا أمورنا، ووفقنا لكل خير، ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا المقصرة طرفة عين، أو أقل من ذلك.
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي - القارئ ياسر الدوسري - قبس من صلاة التروايح ليلة ١٤٤٣/٩/٢١ - YouTube
وقد بذل فيه المؤلف جهداً مشكوراً ، وفيه فوائد طيبة ، وقد فاته الكثير من المسائل المهمة التي تعد من أصول التفسير ، وهو من الكتب الجيدة المؤلفة في أصول التفسير للمعاصرين. ثانياً: المؤلفات في مسائل من أصول التفسير:
- تفسير القرآن بالقرآن: دراسة تأصيلية للدكتور محسن بن حامد المطيري. - التفسير النبوي للقرآن الكريم دراسة تأصيلية مع دراسة للأحاديث المرفوعة للدكتور خالد بن عبدالعزيز الباتلي. - تفسير التابعين للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري. - الإجماع عند المفسرين للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري. - قواعد التفسير للدكتور خالد بن عثمان السبت. - قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين بن علي الحربي ، وله مختصر للمؤلف نفسه طبعته دار ابن الجوزي. - اختلاف السلف في التفسير لمحمد صالح سليمان. - استدراكات السلف في التفسير للشيخ نايف بن سعيد الزهراني. - الترجيح بالسنة عند المفسرين للدكتور ناصر الصايغ. - الأقوال الشاذة في التفسير للدكتور عبدالرحمن الدهش. - الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم لعبدالرحمن بن معاضة الشهري. من أشهر كتب التفسير بالمأثور. - المفسر: شروطه آدابه مصادره تأليف أحمد قشيري سهل. - أسباب اختلاف المفسرين للدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان.
من أشهر كتب التفسير بالمأثور
أمَّا عن أفضل ما كُتِب في هذا العِلم في التراث، فلا أجد أفضل ولا أوفى من فصل في تفسير الرؤيا كتبه الإمام الحسين بن مسعود البغويِّ (ت516 هـ) في كتابه الشهير «شرح السُّنَّة». والكتاب مطبوع ومُتداول. اشهر كتب التفسير للقران الكريم. وأنصح المسلمين بقراءة ما جاء فيه عن تفسير الرؤى، ففيه فائدة كبيرة على قِلَّته. وأمَّا عن أسوأ ما كُتب عن الرؤى، فلا أجد أقبح ولا أشنع مما كتبه ابن خلدون في مقدِّمته من كلام عن الرؤى بما فيه من خرافات، وضلالات، وأوهام لا علاقة لها بالإسلام، ولا بالعقل، بل هو كلام أشبه بسقطات وشطحات الفلاسفة. وممَّا زاد كلامه قبحًا فوق قبح هو خوضه في ماهيَّة الروح وأمور غيبيَّة لا يعلمها إلَّا الله (تعالى)، ولا أنصح المسلمين بقراءة هذا الكلام أبدًا
والله (تعالى) أعلم.
من اشهر كتب التفسير بالمأثور
- رسالة (أصول في التفسير) للشيخ العلامة محمد بن عثيمين. وهي رسالة وجيزة جمع فيها الشيخ بعض أصول التفسير وبعض أنواع علوم القرآن ، وهي مقررة في بعض المعاهد ، وتدرس في بعض الدورات العلمية ، وقد شرحها عدد من الباحثين في دروات علمية. - بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي. وهو كتاب قيم ألفه مؤلفه نتيجة لتدريسه لهذا المقرر في كلية المعلمين ، وقد تناول فيه الشيخ أبرز أصول التفسير ومسائله ، وأضاف إليها الكلام عن مناهج التفسير باختصار. وهو كتاب قيم ومقرر في التدريس في بعض الكليات المتخصصة. - بحوث في أصول التفسير للدكتور علي بن سليمان العبيد. الكتاب لطيف الحجم حيث يقع في 182 صفحة من القطع العادي ، وقد نشرته مكتبة التوبة في طبعته الأولى عام 1418هـ ، وقد تناول فيه مؤلفه أهم مسائل أصول التفسير باختصار ، وهو كتاب جيد في الموضوع ، اشتمل على خمسة فصول هي:
1- مدخل في معنى التفسير وأصوله. من اشهر كتب التفسير بالمأثور. 2- مصادر التفسير ، وذكر منها تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ، وتفسير القرآن بأقوال التابعين ، وتفسير القرآن باللغة العربية. 3- ضوابط التفسير. وذكر تحته موضوعات مثل معرفة موضوع القرآن وهدفه ، ودراسة القرآن قبل البدء في تفسيره، والإلمام بعادات العرب في الجاهلية وأهميته ، ومعرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه ، ومراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها ، ومراعاة معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به ، ومعرفة سياق الآية والآيات قبلها وبعدها ، والنظر في مجموع الآيات ذات الموضوع الواحد قبل البدء في تفسيرها وغير ذلك من الضوابط المهمة.
أشهر كتب تفسير الأحلام – مقدمة عن تفسير الأحلام
سنتعرف اليوم علي أشهر كتب تفسير الأحلام، الأحلام هي صور ورؤى يراها الانسان خلال نومه، وهي نتيجة بقاء العقل الباطن مستيقظًا خلال فترة النوم، وقد اعتبر الحلم في الحضارات القديمة بلاغًا خارقًا، أو وسيلة من وسائل الرسائل الإلهية. يطلق مصطلح تفسير الأحلام على طريقة تبيان معاني الأحلام في العديد من المجتمعات القديمة كانت أو الحديثة حيث عمل المفسرون في العصور القديمة على تبيان تفسير الإشارات في الأحلام حسب فلسفتهم قديمًا، أو حسب القرآن والسنة من قبل المسلمين، وأيضًا حسب نظريات علم النفس وعلم الأعصاب والتي وضعت نظريات حول معنى الأحلام والغرض منها. يستخدم المسلمون مصطلح تعبير الرؤى والأحلام كمرادف لتفسير الأحلام، و يعتبرون أن الأحلام قد تكون رسائل تنبيهية للشخص الذي يحلم، وقد وجد بعض الأشخاص عبر التاريخ لديهم قدرة خاصة على معرفة أحداث الغيب والمستقبل عن طريق تفسير الرؤى والأحلام.