معنى كلمة التوحيد فضل كلمة التوحيد شروط قبول كلمة التوحيد توحيد الله تعالى هو أساس الإسلام، وشروط قبول عمل المسلم، والتوحيد من أهم العلوم وأفضلها بالنسبة للمسلم، لأنّ دينه ينبني عليه، وتتعلق بذات خالقه ومعبوده، ويجب على المسلم أن يتعرف على كلمة التوحيد وما تتضمنه من معانٍ، وما لها من فضائل وشروط. معنى كلمة التوحيد: إنّ كلمة التوحيد هي شعار "لا إله إلا الله"، الذي يجمع في مضامينه الإيمان بالله وحده، وتمثل كلمة التوحيد العنوان الذي يبني أساس الدين الإسلامي ، وتعني أن الله تعالى هو المعبود الواحد الذي يستحق العبادة ، فالله تعالى هو الخالق المتصرف بالكون والخلق، لذلك لا يمكن استحقاق العبادة لمعبود غير الله تعالى، وهذا يعني عدم صحة مقولة لا موجود غير الله، لتمييز المعبود الحق الذي يستحق العبادة بالحق، من المعبود الذي يُعبد بالباطل. فضل كلمة التوحيد: دلت الكثير من النصوص الشرعية على فضل كلمة التوحيد، وعظيم شأنها ومنفعتها على الموحّد، وجاء فيها أنّ جزاء المرء الذي يُؤمن بكلمة التوحيد، التي تتضمن "لا إله إلا الله"، ويقولها بقلب مخلص لله تعالى، الجنة في الآخرة، والعصمة من شرور الدنيا ونوائبها، ويكون بذلك مسلماً.
معنى و تعريف و نطق كلمة &Quot;كلمة التوحيد&Quot; في (معاجم اللغة العربية) | قاموس ترجمان
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 4/11/2010 ميلادي - 28/11/1431 هجري
الزيارات: 26470
معنى كلمة التوحيد وفضلها
والحذر ممَّا ينافيها ويضادها
الحمد لله له المَلِك، ﴿ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40] ، ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 31 - 32]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ [يونس: 3 - 4]. وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، المخاطب بقول الحق: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 2 - 3].
معنى كلمة التوحيد وفضلها والحذر مما ينافيها ويضادها
موضوعات متعلقة:
تعرف على معنى يعمهون في قوله تعالى "وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ"
محتوي مدفوع
إعلان
مقتضى كلمة التوحيد لا إله إلا الله - عبد العزيز بن باز - طريق الإسلام
الخامس: المحبة، ومعناها أن يحب الله عز وجل، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافرا لم يدخل في الإسلام كالمنافقين، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [ سورة آل عمران الآية 31] الآية، وقوله سبحانه: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [ سورة البقرة الآية 165]، والآيات في هذا المعنى كثيرة. السادس: الانقياد لما دلت عليه من المعنى، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها، ويعتقد أنها الحق. كلمة التوحيد : معناها ، فضلها ، شروطها | معرفة الله | علم وعَمل. فإن قالها ولم يعبد الله وحده، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك، فإنه لا يكون مسلما كإبليس وأمثاله. السابع: القبول لما دلت عليه، ومعناه: أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به. الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله، ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [ سورة البقرة الآية 256].
كلمة التوحيد : معناها ، فضلها ، شروطها | معرفة الله | علم وعَمل
كنت أقرأ في سورة الأنعام فتوقفت عند الآيات من 83 إلى 88 أتأمل فيها جيدًا، فقد ذكر الله فيها 18 رسولًا ونبيًا أثنى عليهم، ثم ختم بذلك بقوله (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون). الله أكبر.. ما أعظم التوحيد، وما أعلى مكانة أهله، وما أقبح الشرك، وما أسفل مكانة أهله. هؤلاء المذكورون في الآيات عددهم 18 رسولًا ونبيًا، بيّن الله لنا أنهم لو أشركوا - وحاشاهم من ذلك- لحبط عملهم، ومن حبط عمله فقد هلك، فكيف بغيرهم ؟! وهذا يدلنا على عظمة التوحيد، وعلو مكانته ومكانة أهله، وعلى خطر الشرك، وسوء عاقبته وعاقبة أهله.
والمأمول من ملاك القنوات الفضائية ونحوهم أن يخصصوا برامج خاصة لبيان التوحيد، والتحذير مما يضاده، فقلَّ مع الأسف أن يجد جمهور الناس في العالَم، برنامجًا تلفازيًّا خاصًا في بيان التوحيد والتحذير مما يضاده، مع أن التوحيد هو الغاية من خلق الجن والإنس قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي: يوحِّدون. وفي ختام هذا المقال: أوصي بقراءة كتاب (كشف الشبهات) للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فهو من أنفع الكتب المؤلفة في بيان التوحيد والتحذير من الشرك، لاسيما وهو معتمد على الدليل من الكتاب والسنة، صحيح أن الكتاب قليل الحجم والصفحات، لكنه كثير النفع، وخير الكلام ماقلّ لفظه، ونفع معناه.
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لله من خلقه الدعوة الحق, و " الدعوة " هي " الحق " كما أضيفت الدار إلى الآخرة في قوله: وَلَدَارُ الآخِرَةِ [سورة يوسف: 109] ، وقد بينا ذلك فيما مضى. (1) وإنما عنى بالدعوة الحق، توحيد الله وشهادةَ أن لا إله إلا الله. * * * وبنحو الذي قلنا تأوله أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: 20280- حدثنا أحمد بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا إسرائيل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس: (دعوة الحق) ، قال: لا إله إلا الله. 20281- حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: (له دعوة الحق) قال: شهادة أن لا إله إلا الله. 20282-... قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا سيف, عن أبي روق, عن أبي أيوب, عن علي رضي الله عنه: (له دعوة الحق) قال: التوحيد. (2) 20283- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (له دعوة الحق) قال: لا إله إلا الله.
باب الدعاء في الصلاة 5967 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وقال عمرو بن الحارث عن يزيد عن أبي الخير إنه سمع عبد الله بن عمرو قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماـ أن أبا بكر الصديقـ رضي الله عنهـ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم» (رواه البخاري: 6839). أخي القارئ الكريم تأمل وتدبر هذا الحديث العجيب! الصديق الأكبر أبو بكرـ رضي الله عنهـ يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته فيقول له: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وفي رواية ظلما كبيرا!! «اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً». الله أكبر فماذا يقول أحدنا ممن أسرف على نفسه؟! روى مسلم في صحيحه (6333) عن أبي هريرةـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة». إنه أبو بكر الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة بلا خلاف، ومن أنكر صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب الله تعالى بقوله (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) (التوبة: 40)، ومن كذب الله تعالى فقد كفر!.
Muslim — ،اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ،ولا يغفر...
قوله: (( اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً)): هذا اعتراف من العبد إلى ربه بالتقصير بملابسته ما يستوجب العقوبة أو النقص، وإن الإنسان لا يعرى عن التقصير ولو كان صدّيقاً. قوله: (( ظلماً كثيراً))، أكده بالمصدر، ووصفه زيادة في التذلّل والخضوع للمولى سبحانه وتعالى ((3)) وهذا تعليم للداعي أنه ينبغي حالة دعائه أن يظهر غاية التذلّل والخضوع لربه؛ فإن ذلك أقرب للإجابة، وأكثر ثواباً وجزاء. ((وفيه دليل على أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربه تعالى في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في العبادة في أقصى غاية، إذ كان الصدِّيق مع موضعه في الدِّين لم يسلم مما يحتاج إلى الاستغفار إلى ربه تعالى منه))( [4])، فمن باب أولى من كان دونه. Muslim — ،اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ،ولا يغفر.... قوله: ((ولا يغفر الذنوب إلا أنت)): أي لا أحد يقدر على ستر الذنوب، والتجاوز عنها إلا أنت وحدك، ففيه الإقرار بالوحدانية للَّه تعالى، واستجلاب المغفرة منه. قوله: (( فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني)): دلّ تنكير (( مغفرة)) على أن المطلوب غفران عظيم، لا يُدرك كنهه، ووصفه بكونه من عنده سبحانه وتعالى بيان لذلك العظم؛ لأن الذي يكون من عند اللَّه تعالى لا يحيط به وصف، وفيه إشارة إلى طلب مغفرة متفضّل بها لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره.
«اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً»
فأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم بل أجل وأفضل أصحابه والمبشر بالجنة ومع هذا يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعائه: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا». ألسنا أخي القارئ العزيز أولى بهذا الدعاء وهذا الوصف؟ ألسنا نخطئ بالليل والنهار؟ إن أحدنا أصبح لا يشعر بالذنوب والخطايا إلا قليلا ولا يدرك التقصير في نفسه إلا نادرا، ولا يرى خيرا من نفسه ولا أحد أقوم دينا منه! فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لخطر عظيم. فإن كنت تدري فتلك مصيبة &&& وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم لذا أدعو نفسي أولا ثم أدعوك أخي القارئ ثانيا لنقف مع أنفسنا بين الحين والآخر ونحاسبها ونكثر من الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى. ثم أعلم وفقني الله وإياك أن الإقرار بالذنب سبيل إلى التوبة وسبب للمغفرة، ففي حديث سيد الاستغفار المشهور الذي رواه البخاري وفيه قوله صلى الله عليه وسلم «وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». فلنندم على ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وما فرطنا من أعمارنا فالعاقل إذا رأى من هو أكبر منه سنا قال: سبقني بعبادة الله تعالى وإذا رأى من أصغر منه، قال: سبقته بالذنوب وإذا رأى الهداة المهتدين أحبهم وسعى ليلحق بهم وإذا رأى الضالين حمد الله تعالى ولا يشمت بهم، بل يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا لي &Hellip;
وطلب المغفرة من الله تعالى توبة نصوح إذا ما صحبها إقلاع عن الذنب، وندم على فعله، وعزم على إدراك ما فات من الواجبات، ورد المظالم إلى أهلها، مع الوثوق التام بفضل الله تعالى، والطمع في مغفرته وعدم اليأس من رحمته. وقد ذكرت أركان التوبة النصوح في وصية سابقة، وبينت أن أركان التوبة التوبة من التوبة، بحيث لا يكف المؤمن عن طلبها في صلواته وخلواته، وجميع أركانه. ولقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يتوب إلى الله ويستغفر من ذنبه في اليوم مائة مرة، فكيف بنا نحن العصاة المذنبين. وذنب النبي – صلى الله عليه وسلم – من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، كما قال جمهور العلماء، على ما تقدم بيانه. وكلما ترقى المؤمن في درجات الصالحين شعر بخطورة الذنب فبادر إلى الاستغفار منه قبل وقوعه وبمجرد ميله إليه. ولما كان أبو بكر – رضي الله عنه – من أعظم المؤمنين إيماناً وأصدقهم يقيناً وأقواهم عزماً، وأشدهم حرصاً على ابتغاء مرضاة ربه في أقواله وأفعاله – كان إذا دخل في الصلاة يُسمع لصدره في الصلاة أزيز كأزيز المرجل لشدة خشيته من الله وخوفه من عذابه. وكان يقول: لو وضعت إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله.
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي. قَالَ: "قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ". * * *
كان أبو بكر – رضي الله عنه – كثير الدعاء لا يكاد يكف عنه في ليل أو نهار، وكان يخشى الله خشية لا يدانيه فيها أحد من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد كان اتقاهم بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم. وفيه نزل قوله تعالى: { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} (سورة الليل: 17-21). ومناقبه كثيرة مشهورة. سأل الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوماً أن يعلمه دعاء يواظب عليه في صلاته، فعلمه هذا الدعاء الوارد في الحديث، وهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة. "فقال: قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا... إلخ" أي: وقع مني من الخطايا ما لا يحصى ولا عدده، ولا يعلم عواقبه وبوائقه إلا أنت، وهو اعتراف ينبغي أن يقدمه العبد عند كل دعاء يرجو فيه العفو والرحمة والمغفرة.